أعلن الدكتور مبروك عطية أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك أن لقاءه هذا ربما يكون الأخير بالجمهور، في إشارة إلى اعتزاله بعد إثارته الجدل بسبب تعليقه على حادث مقتل نيرة أشرف الطالبة في جامعة المنصورة على يد زميلها.
وقال أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، خلال البث المباشر: "هذا اللقاء الأخير وسميته لهذا وجبت الإجازة وقد أعود أو لا أعود، وسيبوني بقي أتكلم براحتي ده اللقاء الأخير؛ لأننا اتعلمنا والطلبة اتعلمت أن هناك أخطاء بالبحث العلمي وهي النقل عن مصدر وسيط، فعند النقل عن مصدر أساسي جائز ولكن نقل من مصدر على مصدر سيئ لتوافر المرجع الأصلي".
وأضاف: "ومقطع الفيديو واضح في حادثة نيرة، الله يرحمها، دعوت لها 9 مرات وفي سري 90 والله أعلم بالعدد، وسألت الله أن يهيئ لنا قاضيًا يقتص من القاتل وانتهى الموضوع".
وتابع: "ثم وجهت ما أراه نحو الستر ولم أقل البنت كانت غير محجبة لم أقل إنها نازلة بشعرها لم أبرر القتل بسبب عدم الحجاب، واحد اطلع على اللي أنا قلته وفهم خطأ الباقي ياخد من الوسيط طب مترجعوا لكلام الدكتور”.
واستطرد: "الحاجة التانية مش لادة عليكم كلمة قفة والله موجودة في جميع مصادر اللغة العربية، فأنا لم أسئ للمرأة؛ قلت فقط البسي محتشمة ما كتب الله شيئًا على عباده إلا لمصلحتهم".
وتصدر هاشتاج محاكمة مبروك عطية "تويتر" في مصر بسبب تصريحاته عن طالبة المنصورة نيرة أشرف؛ التي قتلت على يد زميلها قبل يومين أمام بوابة جامعة المنصورة، حيث قال: "عاوزة تحافظي على نفسك البسي قفة وانتي خارجة".
وتابع قائلا: "لاحظت أن الشباب الذين يعلقون على الحادث، نصفهم يحلق شعرهم بطريقة (الكابوريا)"، منوها إلى أن هذا "الصنف من الشباب في غفلة، وقد يرتكب جريمة القتل بعد 24 ساعة، فالأمر لا يعدو عليه أن مشاعره هاجت بشكل مؤقت عندما شاهد الحادث".
وتساءل مبروك عطية: "هل هذا الشاب الذي قتل حبيبته، قادر على مصاريف الزواج منها لو وافق عليه أهل الفتاة وأتم الزواج بينهما".
وذكر عطية، أن البعض يرى أن الحجاب حرية شخصية، قائلًا: "طالما حرية شخصية، سيبي المهفهف على الخدود يطير والبسي محزق، هيصطادك اللي ريقه بيجري ويقتلك"، متابعا: "لو حياتك غالية عليكي اخرجي من بيتكم قفة، لا متفصلة ولا بنطلون ولا شعر على الخدود".
تصريحات مبروك عطية قوبلت بموجة من الانتقادات الشديدة بدأتها المحامية نهاد أبو القمصان، الحقوقية والناشطة النسوي الكبيرة، ثم الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، التي تقدمت ببلاغ للنائب العام ضد عطية، وتوالت ردود الفعل الرافضة لكلام الداعية الإسلامي والمطالبة بمحاكمته.
كما طالب الدكتور فريدي البياضي، عضو مجلس النواب المصري، ونائب رئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي للشؤون الخارجية، النائبَ العام بسرعة التحقيق مع الدكتور مبروك عطية بسبب تصريحاته الخاصة بواقعة مقتل فتاة على يد زميلها أمام جامعة المنصورة؛ خصوصًا بعد أن تقدم المجلس القومي للمرأة ببلاغ ضد مبروك عطية.
ووصف البياضي، في بيان له اليوم الأربعاء، تصريح الدكتور مبروك عطية، الذي قال فيه: "إن هذه هي طبيعة المجتمع المصري"؛ هو إهانة واضحة لكل المجتمع، نسائه ورجاله، وقوله للبنات: "لو حياتك غالية عليكِ اخرجي من بيتكم قُفَّة.. لا متفصلة ولا بنطلون ولا شعر على الخدود، هيشوفك اللي ريقه بيجري ومعهوش فلوس وهايدبحك"؛ هو دعوة صريحة لارتكاب مثل هذه الجرائم الخطيرة والغريبة عن المجتمع المصري وقيمه وتقاليده الأصيلة.
واعتبر البياضي مثل هذا الكلام من الدكتور مبروك عطية، إساءة وتنمرًا صريحًا على الفتاة الضحية، وترهيبًا لكل بنت لا ترتدي حجابًا، وتشجيعًا لأي شخص أن يعتدي على أية فتاة ترتدي ملابس لا تعجبه.
وطالب البياضي جميع الجهات المختصة بوقف ظهور الدكتور مبروك عطية في جميع وسائل الإعلام؛ لخطورة أحاديثه، معربًا عن أسفه الشديد لهذا الكلام الخطير من الدكتور مبروك عطية، مؤكدًا أن الأمر يتطلب التحقيق معه أمام القضاء المصري حتى يكون رادعًا لكل مَن يبرر مثل هذه الجرائم البشعة، وحتى لا يضع أحد السم في العسل من خلال تعليقاته على هذه الجريمة النكراء.
وطالب النائب أيضاً بمحاكمة كل مَن نشر على وسائل التواصل تعليقات مسيئة ومحرضة على الكراهية والاعتداء؛ سواء في هذه الجريمة أو في مواقف أخرى.