اتّفق الفُقهاء على أنّ رَمْي الجَمَرات من واجبات الحجّ؛ واستدلّوا على ذلك بالسنّة والإجماع؛ فمن السنّة قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام- للرجل الذي جاء يسأله في يوم النَّحر: (فَجَاءهُ رَجُلٌ فَقالَ: لَمْ أشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أنْ أذْبَحَ؟، فَقالَ: اذْبَحْ ولَا حَرَجَ فَجَاءَ آخَرُ فَقالَ: لَمْ أشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أنْ أرْمِيَ؟ قالَ: ارْمِ ولَا حَرَجَ فَما سُئِلَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عن شيءٍ قُدِّمَ ولَا أُخِّرَ إلَّا قالَ: افْعَلْ ولَا حَرَجَ).
والجمرات الثلاث هي أماكن في مشعر منى، يرمي الحاج في كل موضع سبع حصيات، وكانت تلك الأماكن أماكن لا يوجد لها معالم، ثم عُمل عند كل موضع شاخص "عمود مربع" وحوض يحيط بالشاخص، ليدل على مكان الرمي وفق صحيفة سبق.
تم وضع جدار في كل مكان للرمي، عوضًا عن العمود المربع، وتم توسيع الحوض، كما عُملت عدة أدوار فوق تلك المواضع وفي كل دور عُمل جدار وحوض لتتسع لأعداد الحجاج الكبيرة، فمن رمى في الحوض صح رميه سواء أصاب الشاخص "الجدار" أم لا.
وسميت أماكن الرمي الثلاثة جمرات، نسبة للحصى الذي ترمى بها، فالجمرات تعنى الحصى الصغار، وموضع الجمار بمنًى سمي جمرةً لأنها ترمى بالجمار "الحصى"، وقيل: لأنها مجمع الحصى التي ترمي بها من الجمرة، وقيل: سميت به من قولهم أجمر إذا أسرع.
والمسلمون اليوم يرمونها اقتداءً بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام فقد رماها بهذه الكيفية وقال: "خذوا عني مناسككم خذوا عني مناسككم".