ستكون اللغة العربية بخير، عندما يتعاون المنتمون إليها على إيجاد الوسائل والطرق التي تشجع أبناءنا وبناتنا على الكتابة والقراءة وإلقاء الشعر أو القصة القصيرة أو المقالة.
اللغة العربية في عصورها الذهبية كانت لغة جميع العرب، وكانوا يستخدمونها في الحديث والكتابة والقراءة قبل أن يضع أبو الأسود الدؤلي علم النحو ولا حتى تشكيل آخر الحروف.
لا شك أننا في معركة حياة أو موت بالنسبة للغة العربية، وفي هذه المعركة نبحث دائماً عن الطرق والمسالك التي تسهل وصول الإنسان العربي إلى لغته. نحن لا نحلم بتخريج أجيال عربية وصلت إلى ذرى شامخة في قواعد هذه اللغة نحوها وصرفها، بل إننا نهدف إلى
وصلتني رسائل مكتوبة ورسائل شفهية عدة حول مقالاتي عن اللغة العربية التي خصصت لها جريدة «البيان» الغراء هذا العمود الأسبوعي. بعض هذه الرسائل مؤيد لما أكتب وبعضها الآخر يخالف بشدة ما أسموه تهجماً غير مبرر على الجهات المسؤولة عن اللغة العربية
أغرب ما سمعته عن اللغة العربية قيام أحد الأساتذة العرب مع الأسف بتوجيه أصابع الاتهام لأبي الأسود الدؤلي وسيبويه وغيرهما من علماء اللغة العربية بأنهم وراء تخلّف العرب والمسلمين عن إتقان لغتهم، وذلك بسبب ما وضعوه لها من قواعد النحو والصرف.
لم يقصر المعادون للغة العربية في السخرية منها ومن مجامع اللغة، التي حاولت تعريب بعض المصطلحات الحديثة، والتي يتداولها العرب بنطقها الأجنبي مثل: الساندويتش، والذي عربه أحد مجامع اللغة العربية إلى الشاطر والمشطور والراديو إلى المذياع،
وسائل التواصل الاجتماعي التي تحتل اهتمام الصغار والكبار في مجتمعاتنا العربية يمكنها أن تكون سلاحاً مع أو ضد لغتنا العربية. وحتى تكون سلاحاً فعالاً لخدمة لغتنا وتعزيز انتمائنا إليها فالمطلوب من وجهة نظري ما يلي: أولاً: اهتمام المسؤولين عن
تمكنت وسائل التواصل الاجتماعي من الاستحواذ على معظم وقت المشاهدة والاستماع لدى الأجيال العربية الجديدة، حتى إن الأهل ما عادوا يخفون مخاوفهم من هذه الظاهرة التي يعتقدون أنها تبعد أولادهم وبناتهم، الذين يؤكدون لهم أنهم بهذه المتابعة المستمرة
لا أزال أذكر ذلك اللقاء الذي جمعني بالملك الحسن الثاني، رحمه الله، في قصره بالصخيرات القريبة من العاصمة الرباط، لأسجل معه كلمة بمناسبة عيد الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1992. وصلت إلى المجلس الذي سيتم فيه اللقاء برفقة المرحوم إدريس
يمكن أن نشير بدون تردد إلى أن اللغة العربية تواجه مشكلتين رئيسيتين: الأولى: عدم نجاح المدرسين في تبسيط قواعد اللغة ونحوها وصرفها، وبالتالي عجز الطلاب عن استيعاب تلك القواعد. والثانية: التخرج من المدارس والجامعات بمعلومات غامضة غير مستوعبة
السؤال الذي يفرض نفسه الآن، بعد اطلاعي على أزمة اللغة العربية في وطنها وبين أهلها، وعلى الصعوبات كافة التي تعترض وصولها إلى أهلها أو وصول أهلها إليها.. هذا السؤال هو: هل نحن بحاجة إلى تدريس قواعدها ونحوها وصرفها وبلاغتها في مناهج تضم آلاف
أعرف أن دعوتي للجميع أن يستعيدوا القدرة على التكلم بالفصحى لن تجد كثيراً من الآذان الصاغية ليس لأن اللغة العربية لا تستحق الاهتمام من أهلها ولكن لأن هؤلاء كبروا على عدم الاهتمام بها مكتفين باللهجات العامية التي تفرق العرب وتجعل كل لهجة لغة
عندما نقول: اللغة العربية لغة ليست صعبة أو معقدة ليبتعد عنها أبناؤها وبناتها، فنحن ننطلق من دراسة تفصيلية.. جعلتنا نصل إلى تلخيصها بكلمات بسيطة مفهومة في عدد قليل من الصفحات.
لا يمكن أن نحمل مسؤولية جهل أطفالنا باللغة العربية للمسؤولين عن المؤسسات التعليمية في الدولة، فهؤلاء الأطفال يجهلون لغة آبائهم بسبب غياب آبائهم وأمهاتهم عنهم،
لا أستطيع إخفاء حزني وألمي وأنا أسمع أهل اللغة العربية والذين درسوها في الجامعات وأخذوا شهادات تؤكد أنهم وصلوا فيها إلى قمم شاهقة وهم يقفون أمامي عاجزين عن معرفة الفعل من الفاعل والمبتدأ من الخبر.
أرجو ألّا يلومني أحد، إذا أطلقت اليوم دعوة للجميع في الدولة للعودة إلى أحضان اللغة العربية واستذكار قواعدها والتكلم بالفصحى وخاصة حينما تضطرهم المواقف لشرح
كم أثلج صدري كلام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية يوم الثالث عشر من أغسطس 2022. إذ وجه سموه جميع المؤسسات التعليمية في الدولة بما فيها الحكومية والخاصة بالمراحل كافة،
قيادتنا الرشيدة، وفي توجيهات عدة وقرارات حاسمة ومكتوبة، طلبت من جميع المسؤولين عن التعليم في الدولة الاهتمام باللغة العربية وجعلها لغة العلم، ولغة التواصل الرسمية بين الحكومة والشعب. ورغم ذلك فما زالت اللغة العربية تتعثر سواء في مناهج
كان الشعر العربي ولا يزال أحد الروافد الأساسية للغة العربية، وكان فقهاء اللغة يلجأون إلى الشعر لإثبات قاعدة أو تأكيد معنى كلمة. ولكن الشعر العربي في هذا الزمن الصعب يمر بأزمة وجود وأزمة هوية. فهناك من اعتقد أن الشعر مجبر على التطور ومن
يقول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة: الآن وأطفالنا معرضون للانتقال بلغتهم إلى لغات ثانية، فماذا سيكون أولادنا وبناتنا على هذا المنهج؟ أي نهاية يراد لنا؟ لا بدّ أن تتضافر الجهود لحماية هذه
المؤتمرات التي تقوم بها مراكز اللغة العربية في الإمارات وتطرح فيها هموم هذه اللغة والمصاعب التي تعيق انتشارها هذه المؤتمرات هامة وتستحق التقدير، ولكن...
أصحاب نظرية عجز اللغة العربية عن استيعاب كلمات ومصطلحات العلوم الحديثة وخاصة في مجال التكنولوجيا يتجاهلون عن عمد أن اللغة الإنجليزية وهي التي يعتبرونها لغة العلم الحديث.
الفنان العربي الراحل الدكتور محمد عبد الوهاب كان صديقًا لي، وكنت أزوره في بيته في الزمالك، وكان يحدثني رحمه الله عن علاقته بالشعر والشعراء وخاصة أمير الشعراء أحمد شوقي.. قلت له في أحد اللقاءات: لاحظت يا أستاذ محمد أنك غنيت قصائد كثير من
قالت إحدى أستاذات اللغة العربية على إحدى القنوات التلفزيونية المحلية وبالحرف الواحد: لو كان الأمر بيدي لحذفت جميع دروس النحو من مناهج التعليم فليس على الطالب أن يهتم بهذه الدروس ولا عليه أن يعرف قواعد اللغة.. هذا ليس شغله. صدمت أمام هذا
المناظرة التي نظمها مركز اللغة العربية في أبوظبي، وهو المركز التابع لدائرة الثقافة والسياحة لإمارة أبوظبي، كانت بعنوان: القصيدة بين الموزون والمنثور. وطلب مني هذا المركز العريق أن أكون طرفاً في هذه المناظرة أمام الشاعر إبراهيم المصري الذي
نستطيع أن نضع للغة العربية آلاف الصفحات لدراستها والتعمق في قواعدها ونحوها وصرفها وأدبها، وآلاف الصفحات هذه لن تكون كافية للإحاطة بعلمها والتعرف على تفاصيل فنونها الشعرية والنثرية. وقد نكون بحاجة إلى هذا الكمّ لإيجاد مختصين وخبراء بهذه
أصطدم وأنا أحمل همّ اللغة العربية التي بدأت تعاني من ابتعاد أهلها عنها وغربتها الواضحة لدى الجيل الحاضر والجيل الصاعد، أصطدم بما يسمى قصيدة النثر أو الشعر الحديث، الذي لا يهتم بالوزن بل يقف محارباً كل من لم يزل ينظم الشعر الذي سمّوه
من الحواجز التي تقف حائلاً دون العرب ولغتهم حاجز الجفاء الذي بدأ يرتفع بين الأجيال الجديدة وهذه اللغة، فالأجيال الجديدة وبتشجيع مستمر من الآباء والأمهات بدأت تنظر إلى هذه اللغة وكأنها لغة قديمة متخلفة لا قيمة لها، وأن المستقبل هو للغات
عندما سألت طلاب وطالبات اللغة العربية في جامعة الإمارات عن الأسباب التي تجعلهم يحجمون عن التحدث بالفصحى، حتى في ما بينهم، كانت الإجابات صادمة؛ وهي تتلخص في جملة قليلة الكلمات كثيرة الكدمات: لو تكلمنا بالفصحى لسخر منا من نكلمه، أو ظن بأننا
الكتاب الورقي في طريقه إلى الانقراض، هكذا سمعت أحد أساتذة اللغة العربية العاملين معي يقول. قلت: ولماذا ينقرض ؟ هل هناك أزمة في صناعة الورق أم أن المطابع لم تعد قادرة على الطباعة ؟ قال: بل لأن الانترنت انتشر وعمّ وأصبح الطلاب منذ بداية
عندما يكون الأستاذ أو معلم اللغة العربية مقيداً بمصطلحات ومفاهيم اختلف علماء اللغة أنفسهم عليها، فكيف سيستطيع المتلقي العادي أن يستوعبها، ومع أي فريق من علماء اللغة يسير؟. المثال الواضح لهذه القضية هو ما جاء في كتب النحو عن الصفة وعن النعت
إجادة التحدث بالفصحى لا تقتصر على معرفة نحوها وصرفها، بل إنها تتطلب معرفة بالشعر والأدب العربي، كما تتطلب إتقان كتابة هذه اللغة، فلا يقع الكاتب في أخطاء إملائية قد تغير المعاني المقصودة.
فوجئت في أحد المجالس الثقافية المهمة في أبوظبي بطرح موضوع اللغة العربية للنقاش. ورغم أن البداية كانت إقراراً بضرورة دعم هذه اللغة وتدريسها للعرب قبل الأجانب إلا أن هذه المناقشة وصلت إلى مفرق طرق حاد.
أجمل ما صادفني وأنا أعد منهج تدريس اللغة العربية بنحوها وصرفها وشعرها وأدبها، هو قيام وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات بتعليم الأجيال الجديدة ما سمّته «السنع الإماراتي».
قد أفهم جيداً ألّا يجيد بعض شعرائنا وأدبائنا قواعد اللغة التي يتحدثون ويكتبون بها، فالموهبة الأدبية غير مقتصرة على من يدرسون الأدب واللغة العربية، بل هي نعمة إلهية يعطيها الله لبعض عباده.
«أن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام»، صاحب هذه المقولة هو الفيلسوف الصيني كونفوشيوس، ولقد أدركت ما فيها من إيجابية في مختلف المواقف الصعبة التي يمر بها الإنسان. حتى عندما قمت بدراسة الأسباب التي جعلت هناك غربة واضحة وجلية بين اللغة العربية
أغرب أو أعجب ما استمعت إليه عن اللغة العربية في وسائل التواصل الاجتماعي، حديث أستاذة جامعية لمادة اللغة العربية، بأعلى صوتها وبكل جدية وكل ثقة بالنفس تطلب فيه من المسؤولين عن التعليم إلغاء مادة النحو والقواعد.
سعدت كثيراً بالدعوة التي وصلتني من وزارة الثقافة والشباب لحضور مؤتمر القمة للغة العربية في التاسع عشر من ديسمبر 2021. المؤتمر كان رائعاً وتمت تغطيته إعلامياً
أتابع باهتمام وحب جميع الجهود التي قامت وتقوم بها القيادة الرشيدة والمسؤولون في دولة الإمارات العربية المتحدة للحفاظ على اللغة العربية ونشرها في أهلها وفي بقية أنحاء العالم. وأستطيع أن أعدد عشرات المؤسسات والهيئات والمراكز التي نعرف من
لم يسجل تاريخ اللغة العربية على مدى العصور مثل هذا الضعف الذي تشهده هذه اللغة في الوقت الراهن. وليس الضعف في اللغة نفسها، ولكنه ضعف مستخدمي هذه اللغة سواء من عامة أهلها أو خاصتهم، ونعني بالخاصة هنا الأدباء والشعراء والخطباء وقارئي النشرات