وصلتني رسائل مكتوبة ورسائل شفهية عدة حول مقالاتي عن اللغة العربية التي خصصت لها جريدة «البيان» الغراء هذا العمود الأسبوعي.
بعض هذه الرسائل مؤيد لما أكتب وبعضها الآخر يخالف بشدة ما أسموه تهجماً غير مبرر على الجهات المسؤولة عن اللغة العربية في الدولة.
ولا شك أن اختلاف الرأي مفيد ومطلوب، ولكن أي كتابة وأي كلام يقال، لا يحمل في طياته الواقع الملموس والمحسوس فإنه لا يكون إلا تطبيلاً وتزميراً أو جهلاً أو عدم معرفة.
وما أكتبه في هذه الزاوية هو وضع المشكلات أمام من بيدهم حلها، سواء أكانوا مسؤولين في الحكومة أم عاملين في تدريس وتعليم هذه اللغة.
وأنا على ثقة أن النقد هو طريق الإصلاح إذا كان بناءً وليس فيه مبالغات وتجنٍّ.
إن قيادتنا الرشيدة قامت وتقوم بكل الإجراءات وأصدرت أشد التعليمات دعماً للغة العربية وحماية لها من المنادين بوأدها والاستسلام لغيرها من اللغات، بل إن هذه القيادة سبقت جميع الحكومات العربية إلى الاهتمام بهذه اللغة في المدارس والجامعات والمؤسسات الرسمية.
ولكن مسؤولية الدفاع عن لغتنا العربية لا تقع على عاتق الحكومات العربية، بل إن كل المؤسسات المهتمة بالتعليم والتدريس مسؤولة وبقوة عن تنفيذ سياسة الدولة وتوجيهات قيادتنا الرشيدة.
ولقد بدأت ألاحظ بوضوح ازدياد اهتمام تلك المؤسسات التعليمية بلغتنا العربية حتى جامعاتنا المتخصصة بالتكنولوجيا الحديثة بدأت تدخل هذه اللغة إلى برامج الذكاء الاصطناعي حتى يتمكن الشباب العربي من متابعة العلوم والتكنولوجيا باللغة العربية.
وأكرر أنني لا أمارس عملية نقد السلبيات فحسب ولكنني أذكر أيضاً الإيجابيات والأعمال الجليلة التي تقوم بها قيادتنا الرشيدة لخدمة هذه اللغة العظيمة التي كرمنا الله حينما جعل قرآنه للعالمين قرآناً عربياً.
وللحديث بقية.