من يزعمون أن اللغة العربية ليست لغة العلم وأنها عاجزة أمام التقدم العلمي العالمي الذي جعلها غير صالحة لمواكبة الإنجازات العلمية الكبيرة، هؤلاء ينسون أو يتناسون إما بجهل وإما بسوء نيّة، أن كثيراً من علمائنا كانوا أدباء أو شعراء أو مفكرين. ولو أخذنا علوم الطب على سبيل المثال، لوجدناهم يزعمون أن هذه العلوم كتبت باللغة الإنجليزية.
ولا سبيل إلى أن يكون العربي طبيباً إلا بإتقانه اللغة الإنجليزية. وفوجئت وأنا أتصفح سير أدبائنا وشعرائنا العرب أن كثيرين منهم كانوا أطباء. وأستعرض هنا بعض الأسماء، مثالاً لا حصراً الشاعر إبراهيم ناجي، الشاعر الذي نظم قصيدة الأطلال التي غنتها سيدة الغناء العربي أم كلثوم كانت إحدى قصائده.
الشاعر أحمد زكي أبو شادي والذي أسس رابطة أبولو للشعر، كان طبيباً مشهوراً.
علاء الأسواني صاحب رواية عمارة يعقوبيان طبيب أسنان.
نوال السعداوي كاتبة مشهورة وروائية وطبيبة أيضاً.
مصطفى محمود، المفكر الإسلامي الكبير ومؤلف تسعة وثمانين كتاباً في العلم والفلسفة والدين وحكايات ومسرحيات مختلفة كان طبيباً.
عبد السلام العجيلي من سوريا، شاعر وروائي وطبيب مشهور أيضاً.
والقائمة طويلة، وهؤلاء وغيرهم من علمائنا العرب في مختلف حقول العلم الحديث، كانت اللغة العربية وسيلتهم لنيل أرقى الشهادات العلمية بل إن اللغة العربية لديهم تحولت معهم إلى لغة الشعر والأدب فعشقوها ونظموا الشعر بها وألفوا الروايات، وكتبوا المقالات، فكانوا مبدعين ومنتمين إليها.
يتكلم الشاعر حافظ إبراهيم باسم اللغة العربية فيقول:
وَسِعْتُ كتابَ اللهِ لفظاً وغايةً
وما ضِقتُ عن آيٍ بهِ وعظـــاتِ
فكيفَ أضيقُ اليومَ عن وصفِ آلةٍ
وتنسيقِ أسمـــاءٍ لمُخترعـــــاتِ
أنا البحرُ في أحشائهِ الدرُّ كامـنٌ
فهل سألوا الغواصَ عن صدفاتي
أيهجرني قَومي عَفا الله عنهـــمُ
إلى لـغــــــةٍ لم تتصـــــل بــرواةِ
لغتنا العربية رغم كل المصاعب والتحديات ستظل لغة العلم والحياة، وكم نشعر بالسعادة ونحن نتابع قيادتنا الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة وهي توجه الجميع للاهتمام بهذه اللغة ونشرها في العالم كله لا في الوطن العربي فحسب.
وللحديث بقية.