بدأت إذاعة أبوظبي إرسالها أول مرة في فبراير 1969، والتحقت بها مراقباً للبرامج والأركان في يناير 1971.
ولم يكن عدد المذيعين ومقدمي البرامج يزيد على ثمانية أو عشرة مذيعين ومذيعات، ولكنهم كانوا جميعهم أساتذة في اللغة العربية، وكم كان الواحد منا يتألم ويشعر بالأسى إن أخطأ سهواً في كلمة من كلمات نشرة الأخبار.
كان أولاً يتلقى من المراقب لفت نظر على ذلك الخطأ، وكم كان النقاش يحتد أحياناً بيننا إن اختلفنا في إعراب كلمة.
أذكر من هؤلاء المذيعين والمذيعات تغريد الحسيني، وحصة العسيلي، والمرحوم أحمد سعيد شمت، ومحمد السيد ندا، وسعد غزال، وعلي سالمين، ومحمد المجربي وعبدالمنعم سلام وعبدالوهاب قتاية، هؤلاء من أسعفتني الذاكرة في تسجيل أسمائهم.
وعلى الرغم من أن الإذاعة كانت في بدايتها إلا أن الأخطاء ممنوعة، ولذلك كانت إذاعة أبوظبي مدرسة من مدارس اللغة العربية وحظيت باحترام جميع من كانوا يستمعون إليها.
ولم يكن جميع هؤلاء المذيعين والمذيعات من خريجي الآداب قسم اللغة العربية، بل اكتسبوا هذه اللغة بعشقهم لها وبحثهم عن الخطأ والصواب فيها إلى أن تمكنوا منها.
ولا أرى أن هناك ما يمنع مذيعينا ومذيعاتنا من أن يدرسوا هذه اللغة ويتمكنوا من استخدامها بشكل صحيح، فهم بإطلالتهم على المستمعين يجب أن يكونوا قادرين على التكلم بالفصحى من دون لحن أو خطأ، فما أسمعه من هؤلاء المذيعين والمذيعات يصيبني أحياناً بالغضب، وأكاد أصرخ قائلاً: حرام هذه لغتكم.. هويتكم.. إن لم تكونوا قادرين على استيعابها تخلوا عن هذا العمل.
ومن له أذنان للسمع فليسمع.
وللحديث بقية.