مرة أخرى نعود الى سرية المدفعية التابعة لقوة الامارات لحفظ السلام فى كوسوفو فقبل أربعة اشهر تقريبا كانت بعثة وكالة انباء الامارات والاعلام العسكرى فى كوسوفو قد أجرت تحقيقا ميدانيا عن هذه السرية التى تعتز بها قيادة قوة الامارات وضباطها كونها تمثل سلاح الاسناد الوحيد الذى تعتمد عليه قوات القطاع الشمالى الفرنسى متعدد الجنسيات . العقيد الركن سالم محمد الهاملى قائد مجموعة المعركة الثالثة قال: ليست قيادة قوة الامارات التى تفتخر بهذا السلاح فحسب بل ان قواتنا المسلحة ايضا تضعه دائما فى مقدمة اهتماماتها وقيادتنا تبحث باستمرار عن كل سلاح حديث ومتطور فى هذا المجال. خمس دول اوروبية صديقة مشاركة فى حفظ السلام فى كوسوفو ضمن قوات الكيفور تعتمد اعتمادا كاملا على سرية مدفعية الامارات فى التحرك والاسناد لمواجهة أى طارىء.. عبارة رددها ضباط السرية وهم يشرحون لبعثة الوكالة أهمية سلاحهم.. بعضهم قال انه سلاح الاسناد النارى.. واخرون قالوا انه السلاح المعتمد الذى يحظى بالاهمية والتقدير.. ولكن قائد سرية المدفعية النقيب محمد سالم الكعبى حسم الموقف عندما قال ( انها سرية سلاح الحسم العسكرى) وفى الحال توجهت البعثة يرافقها النقيب الكعبى الى حيث موقع سريته.. ميدان واسع تربض فيه مدافع ثقيلة متحركة وكأنها تتأهب لدخول معركة حقيقية. وسألت بعثة الوكالة النقيب الكعبى عن اعتبار هذا السلاح بانه سلاح الحسم العسكرى.. فأجاب بقوله ( انه سلاح رئيسى فى الحروب والمدفع ايضا هو الحاسم للمعركة ومحدد لنتائجها وممهد الطريق لقوات المشاه للتحرك والتطهير) بهذه العبارات اقنعنا قائد السرية ودفعنا الى التوجه أكثر نحو ميدان السرية لمعرفة المزيد عن مهمة ضباطها وجنودها وفعالية سلاحها. وبدأ الضباط والجنود يعتلون مدافعهم كل فى موقعه مستعد لان يقدم نبذة عن مهمته فى الميدان لكننا تابعنا حوارنا مع النقيب الكعبى عن سرية المدفعية فقال ان سلاحنا بحمد الله سلاح ثقيل ومتطور له قوة نيران هائلة واثر تدميرى كبير فى المعركة ولحداثة وتطور هذا النوع من سلاح المدفعية الذى تملكه قوة الامارات كان اختيار قوات القطاع الشمالى متعدد الجنسيات وهى فرنسا وبلجيكا وبولندا والدنمارك قد وقع على قوة الامارات لتكون سرية المدفعية فيها سرية الاسناد الاساسية لهذه القوات. ومضى قائلا ان سلاح المدفعية تطور كثيرا واصبح يعتد به فى كل المعارك والحروب واى جيش أو قوات مسلحة لا وزن لها الا اذا امتلكت مثل هذا السلاح لانه فى حالة استخدامه يبطل اولا فعالية القوات المعادية وبعدها تكون القدرة على تدميرها ومن ثم الاستيلاء على الارض سهلا. الدخول في معركة حقيقية وقبل الدخول فى تفاصيل مهمة سرية المدفعية الاماراتية فى كوسوفو سألنا النقيب محمد سالم الكعبى ليلخص لنا كيف يمكن لهذا السلاح ان يدخل معركة حقيقية ودور كل ضابط وجندى فى هذا السلاح فقال انه بعد تلقي قائد السرية الامر باستخدام المدفعية فى اى معركة يصدر هو امرا انذاريا الى ضابط الموقع ثم امر انفتاح سرية لاعطائه المكان الذى يحتله وتوقيتاته ومتى يتحرك ويكون جاهزا فى الموقع. وعندما انتهى قائد السرية من شرح هذه المهمة قال.. عليكم بسؤال الملازم مصبح الشامسى نائب قائد السرية ضابط الموقع الذى اكمل الحديث بدوره فى المعركة فقال انه يقوم بتحديد المكان المستهدف على الخارطة وتحديد الطرق المؤدية اليه وتعيين الضابط لقيادة المدافع مع قائد قسم الاحتلال وتعيين التوقيتات والتحرك الى الموقع للكشف عنها واختيار افضلها ليتم تحديد اماكن دخول المدافع ثم يتم ارسال الدليل مع رسم مبسط للموقع وتحديد حدود الامان وارسال برقية لقائد السرية يبلغ فيها عن الاحداثيات الدقيقة ثم تتم مشاغلة الاهداف وتعيين ضابط لادارة الموقع ولاتاحة الفرصة للكشف عن موقع بديل. ثم تحدث الملازم اول سيف المحرزى ضابط الرصد فى السريه الذى قال انه يعتبر المستشار الخاص لقائد سرية المشاة المتقدمة فى العمليات العسكرية حيث يزوده بتقارير عن سير المعركة اولا بأول ولكن مهمته فى هذه المعركة فهى توجيه نيران المدفعية باستخدام احدثيات اى مكان الهدف على الخارطة وايجاد المدى بالليزر ثم ارسال ذلك بدقة الى موقع سرية المدافع وتعديل الرماية ثم تتم رماية الاهداف حيث تطلق المدفعية نيرانها وفقا لما اعطى لها من معلومات ويتم تعديل الرماية عن طريق جهاز ارسال المعلومات. وهنا يأتي دور الملازم اول وليد محمد الحبيسى ضابط قسم المدافع الذى قال انه يقوم بالسيطره على المدافع وتوجيهها الى الموقع باتجاه الهدف كما يقوم بحساب المعلومات التى يتسلمها من ضابط الموقع ويستخدم الاتجاه والارتفاع لكل مدفع ليتم وضع المعلومات على المدفع والتسديد حسب المعلومات المعطاه ثم التأكد من الاتجاه الصحيح لرمي الاهداف بواسطة مدفع واحد واذا تم ذلك بدقة يتم الرمي بجميع المدافع. روح الفريق الواحد هنا يأتي دور رجال المدفعية الحقيقيون الذين يقع عليهم الجهد الاكبر فى تنفيذ اوامر ضرب الهداف فكان لا بد للبعثة الصحفية من التوجه الى احد المدافع الذى يعتليه شباب اماراتيون كل فى مكانه المخصص له على ظهر المدفع. كان فى المقدمة الرقيب اول ظافر قبلان الاحبابى مسئول احد المدافع لكنه يسمى نفسه /المدفعى/ فهو يشرف على طاقم المدفع المكون من ستة افراد فمنهم ملقم الذخيره ومنهم من يناولها واخر يراقب على شاشة كمبيوتر داخلية المعلومات بدقة وواحد يفتح النار بالضغط على الزناد ليعلن دخول المعركة. كل هؤلاء يعملون بتنظيم دقيق وبروح الفريق الواحد الذى تعتمد عليه نتيجة المعركة بأكملها. وبعد هذه المعلومات القيمة التى اعطاها رجال المدفعية للبعثة قلنا لهم.. ما دمتم لا تخوضون معركة فلماذا انتم هنا؟ وما المهمة التى تقومون بها حاليا؟ اجاب قائد السرية النقيب محمد الكعبى ( ان الجيوش لا تعتمد فى حساباتها على ما يجرى فى الحاضر ولكنها دائما تتخذ القرار بالاستعداد لكل طارى فى الحاضر اوالمستقبل وتعد العدة لمواجهة اى ظرف.. ومن هنا فان وجود سرية المدفعية فى كوسوفو هو نتيجة لهذا التفكير العسكرى من جانب القيادة) . ومضى الى القول اما ونحن لا نستخدم هذا السلاح الان فهذا لايعنى اننا نجلس بدون هدف فجنودنا يشاركون اخوانهم فى سرايا القوة بمهمات التفتيش والدوريات وحراسة القوافل وتوزيع الخدمات الانسانية على السكان اضف الى ذلك ان وجودنا مع سلاحنا هو فى حد ذاته تدريب مستمر وعمل ميدانى ضرورى ليظل الفرد مرتبطا بسلاحه ومستعدا لكل طارى. ثم اضاف الملازم اول مصبح الشامسى قوله.. لا تنسوا اننا هنا نكتسب خبرة ميدانية لا تقدر بثمن .. فنحن نعمل مع جيوش لدول متقدمة سبقتنا فى التدريب والتسليح ولديها خبرة عسكرية واسعة تنظيما وتدريبا ونحن بجدنا واجتهادنا نرصد كل ذلك ونحاول الاستفادة منهم من خلال العمل الى جانبهم فى كل مهمة نؤديها سويا او الالتقاء مع جنودهم وضباطهم وهذا مكسب كبير لنا نحرص على الاستفادة منه. ـ وام