لم يشفع مرور الأيام ولا الشهور أو حتى السنوات في محو ذكرى وفاة المواطن "محمد، س " الذي كان يبلغ من العمر 14 سنة من حياة عائلته، ولم تجد بعد 12 سنة كاملة من حادث وفاته على إسفلت إحدى الشوارع بخورفكان في لملمة أحزان وتضميد جراح عائلة الفقيد وخاصة والدته التي مازالت تتمسك في بصيص الأمل لمعرفة كيف كانت نهايته.

خالد -الشقيق الأكبر للفقيد- قال: "بكل أسى وحزن عميق ودعنا أخانا الذي تعرض لجريمة نكراء قام بها شخص قد تجرد من مشاعر الإنسانية والرحمة، بعد أن لاذ بالفرار دون أن يسعفه وصديقه الذي كان برفقته، حيث تركهما مضرجين بالدماء في الشارع دون نداء استغاثة أو ما شابه تاركاً وراءهما ألم الفرقة والحسرة لعائلتهما من جراء هروبه". ويعتقد خالد أن شقيقه ذهب ضحية حادث مروري، حيث وافته المنية في الحال متأثراً بإصابته التي كانت عبارة عن إصابة في منطقة العنق إلى جانب كسر في إحدى رجليه.

وأضاف: "إن ما أصابنا هو من الله، وما يعزينا أنه توفي على الفور دون أن يتألم أو يعاني حتى وقتنا هذا من إعاقة أومن جروح خطيرة، وما من شيء في الدنيا يمكن أن يعوض لنا ما خسرناه، فنحن لا نتطلع إلى أي شيء، ولكن في أحيان كثيرة نريد معرفة حقيقة حصول الحادث ومن المسؤول عنه؟ ولماذا لم يسعفه كي نستريح وترقد روحه بسلام. وبعد الحادثة ما عادت والدتي ترغب في شيء وازدادت معاناتها النفسية في ظل الغموض الذي لف مصيره، فطوال الوقت وبالأخص في ذكرى ميلاده وتاريخ وفاته في 2001 تنتابها مشاعر حزن عميقة، حيث لا تريد تصديق ما حصل، فعلامات استفهام كبيرة خلفتها وفاته، ويبدو أنه انتهى عند حادث ضد مجهول". لافتا إلى أنه بعد وفاة شقيقه لم يعد للحياة من طعم، حتى شقيقه الذي توفي عقبه في 2004 بحادث مروري أيضاً كان ولايزال آثاره بمثابة صدمة إلا أن ما هون عليهم معرفة حقيقة موته من قبل مرافقيه اللذين بقيا على قيد الحياة.

ووفقاً للنقيب مبارك مسعود الحمادي مدير فرع التحقيق والمخالفات بإدارة شرطة المنطقة الشرقية: لا يجوز للسائق بذريعة أنه لا يحمل رخصة قيادة أو غير مؤمن على مركبته الخروج عن السلوكيات الإيجابية التي يتميز بها مجتمعنا. فالجميع يعلم أن السائق المتسبب بالحادث عندما يقوم بإسعاف المصابين وتبليغ الشرطة وتسليم نفسه يكون وقْع ما يتسبب به الحادث أقلَّ على ذوي المصابين منه إذا لاذ السائق بالفرار.

ويرجع الحمادي بعض حالات الهروب من موقع الحادث بأن تكون مركبة المتسبب غير مؤمنة، مما يضطره إلى الهرب خوفا من الإجراءات القانونية المترتبة على الحادث والتكاليف المادية التي قد يتكفل بدفعها، فيما بعض الأحيان يكون المتسبب في حالة استعجال، ما يجعله أن يترك رقم هاتفه على المركبة المتضررة أو يقوم بإبلاغ غرفة العمليات عن تسببه بالحادث.

هذا بالإضافة إلى فئة الأحداث الذين يكون سبب هروبهم هو قيادتهم للمركبة دون حصولهم على رخصة قيادة وخوفهم مما قد يترتب عليه قانونا.من جانب آخر، يؤكد أن هناك بعض الإجراءات القانونية التي يتم فيها ضبط المتسببين في الحوادث المرورية والفارين من موقع الحادث، ومنها: التعميم على المركبة وأوصافها عبر النظام المروري الموحد في وزارة الداخلية، إضافة إلى متابعة الأشخاص عن طريق البحث والتحري. مشيرا إلى أنه في قانون المرور يعاقب المخالف في حال مخالفة عدم الوقوف في الحادث طبقاً للمادة 35 بغرامة مالية قدرها 500 درهم إضافة إلى حصوله على 6 نقاط مرورية وحجز المركبة لمدة 7 أيام. ويشير إلى أن أكثر الفئات ارتكابا لهذه الحوادث الفئة العمرية التي تقع بين 20 سنة 30 سنة.

خوف

أوضح الأخصائي النفسي عيسى أحمد حكيم أن السبب النفسي الذي يقود الشخص للهروب من الحادث هو "الخوف"، غير أنه على وجه العموم ومن الناحية النفسية وما نجده في الأغلب من مرتكبي الحوادث والمشاكل الشخص الفاقد للمسؤولية بالإضافة إلى الارتباك أو الوقوع تحت تأثير الصدمة، أو الحالة النفسية التي تؤدي به إلى عدم القدرة على التصرف، أو الخوف من العقاب والمحاسبة.