أكد العميد الدكتور عبد القادر العامري رئيس قسم المختبر الجنائي في شرطة الشارقة أن العمل يجري حالياً لإعداد قاعدة بيانات للبصمة الوراثية تشمل جميع الموقوفين والمسجونين وكذلك العاملين لديهم.
إنجازات عالمية
وقال الدكتور العامري إن فحوصات البصمة الوراثية في المختبر الجنائي استطاعت خلال الفترات الماضية تحقيق إنجازات علمية عالمية وحققت نتائج جوهرية ملموسة استفاد بها المختبر وكذلك كان لها مردود عالمي من خلال توصلها لنتائج جوهرية، حيث استعانت خبرات دولية بما توصل إليه الباحثون في شرطة الشارقة، وتم تطبيقها في مختبراتهم.
وشدد على أهمية استخدامات البصمة الوراثية في التعرف على المجرمين في العديد من القضايا الجنائية، مثل تحديد شخصية صاحب الدم في جرائم القتل وتحديد الجناة في جرائم الاعتداءات الجنسية وقضايا إثبات النسب، حيث يتم استخلاص الحمض النووي من الدم ويجري تحليل البصمة الوراثية من خلال الأجهزة المتطورة في المختبر.
ولفت إلى أنه في العام 2014 تم إدخال معمل جديد في المختبر مختص بتطبيق فحوصات الحمض النووي بنظام الميتوكوندريا الأكثر دقة وتطوراً والتي تلجأ إليه المختبرات العالمية لما لها من مميزات وخصائص تنفرد بها عن غيرها من النظم التقليدية المعروفة.
إثبات نسب
وذكر العامري أنه يمكن استخدام البصمة الوراثية لإثبات درجة القرابة في الأسرة، وذلك في حالات ادعاء القرابة بغرض الإرث، ويتم ذلك بأخذ عينة دم من هؤلاء الأشخاص ومقارنة الأنماط الجينية لهم، موضحاً أن المختبر الجنائي شارك في قضايا إثبات نسب عدة بناء على طلب المحكمة.
وقال رئيس قسم المختبر الجنائي في شرطة الشارقة إنهم نجحوا في حل العديد من القضايا الصعبة من قتل وسرقات، وضرب مثالاً على ذلك بإحدى القضايا التي كانت مجهولة، حيث قام أحد الأشخاص بالاعتداء على سيدة في أحد المصاعد.
وتم العثور على قطرة دم في مسرح المكان، وبعد تحليلها تبين أنها تعود إلى شخص سرق 700 ألف درهم من أحد الأماكن وقيدت آنذاك ضد مجهول، وفي واقعة أخرى ورد بلاغ من شخص عربي يعمل في مصنع يفيد بهجوم ثلاثة لصوص عليه وبالفعل تم العثور على آثار دماء وبفحصها تبين أنها ليست آدمية بل دماء خروف وبمواجهته اعترف بأنه يعمل وحده في المصنع وأن صاحب العمل يرفض جلب موظفين آخرين، ولذلك افتعل قصة الهجوم عليه.
منافسات بحثية
واستعرض العامري بعض الإنجازات العلمية المهمة التي حققها المختبر الجنائي خلال السنوات الماضية ولاقت صدى عالمياً.
حيث حققت شرطة الشارقة إنجازاً علمياً جديداً يضاف إلى رصيدها الحافل بالإنجازات العلمية في المجالات البحثية المختلفة، تمثل في دخولها لمنافسات بحثية دولية في مجال فحص عينات الرفات الآدمية، التي يصل عمرها الزمني إلى 400 سنة باستخدام الطرق والمعدات المتوفرة لديها، من خلال تحقيق نتائج مطابقة 100% لتلك المرصودة لدى الجهة المنظمة لهذه الدراسة العلمية.
وتابع: دخل هذا الإنجاز في منافسات علمية بحثية ضمن 19 من المختبرات العلمية والشرطية حول العالم من ضمنها أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبعض الدول الأخرى تحت إشراف وتنظيم وكالة خاصة بخدمات تحاليل البصمة الوراثية (FDNAS) ومقرها في جمهورية التشيك بالتعاون مع معهد الطب الشرعي بجامعة تشارلز بالعاصمة براغ.
ونوه بأن المختبر طبق هذه الدراسة، بالتعاون مع عده جهات، على عينتين من رفات عظام آدمية عمر الأولى 400 عام والثانية 150 عاماً ودخلوا في منافسات مع جميع المشاركين تحصلوا على نتائج مطابقة بنسبة 100% للعينة التي عمرها 150سنة.
بينما لم يتمكن سوى ثلاث جهات فقط من المخبرات لتحليل العينات التي مر عليها 400 عام وتحقيق نتائج مطابقة بنسبة 100% كان من ضمنها المختبر الجنائي في شرطة الشارقة.