تزخر المنطقة الغربية، بالعديد من القلاع والحصون التراثية، منها: «الجبانة وظفير والمارية ومزيرعة»، ويعتبر حصن «مزيرعة» من أشهر حصون الاستحكام الحربي، فقد صمم للمراقبة والدفاع ضد أي اعتداء خارجي تتعرض له المنطقة، وعمارته عبارة عن سور وأبراج و«براجيل» ومراقب ومتاريس، وله استخدامات عدة مثل: سكن الجند، وتخزين الطعام، وتجهيز العدة الحربية للجنود.

يبلغ عمر الحصن نحو 200 عام، وقد شيد من الطين على يد أبناء قبيلة «القبيسات»، حسب روايات الآباء والأجداد، ويقع على سهل في محضر «مزيرعة» في ليوا في المنطقة الغربية، وسكنته قبائل عربية معروفة، منهم: المرر والمحاربة والهوامل والقبيسات؛ وغيرهم. وفي الوقت الحالي تم ترميم الحصن وصيانته حفاظاً على الموروث الشعبي لدولة الإمارات.

3 طوابق

أبو عتيق القبيسي أحد أبناء مدينة ليوا، قال إن المنطقة الغربية تزخر بالقلاع والحصون، وقد استخدم في بنائها اللبن والطين المخلوط مع القش والتبن، وحجر الكلس لبناء الحصون، إضافة إلى سقفها بجذوع النخيل، مشيراً إلى أن قلعة «مزيرعة» تعتبر من أهم الحصون والقلاع في المنطقة الغربية، وتتكون من ثلاثة طوابق، وتقع على بعد كيلومتر من الطريق الرئيسي لمدينة ليوا.

وأضاف إنه بفضل توجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، فقد تحولت ليوا من واحات وتجمعات صغيرة، إلى مدن ممتدة الأطراف، مأهولة بالسكان والخدمات المتطورة، والغابات الخضراء والمزارع.

تراث للأجيال

وأوضح أن تاريخ القلعة يعود إلى مئات الأعوام، ومن القصص المتوارثة، أن الشيخ زايد رحمه الله، وفي زيارة له لمحضر مزيرعة، أمر بترميم الحصن والحفاظ عليه كتراث يحفظ للأجيال القادمة.

وأفاد بأن معظم القلاع والحصون في ليوا بنيت لغرض الحماية والدفاع عن الأهالي، وللتحصن وصد المعتدين.

وفي وصفها للقلعة قالت المواطنة مريم المنصوري، إن من يدخل إلى ساحة مزيرعة يشاهد على يمين المدخل غرفة؛ في وسط جدرانها فتحات استخدمت لحفظ الأشياء، وفي قلب الساحة هناك أبواب غرف الطابق الأرضي، إحدى هذه الغرف عبارة عن مجلس له ثلاثة أبواب تعلوه عقود نصف دائرية.

أسلوب معماري

وأشارت المنصوري إلى فتحات للنوافذ في الغرف، تطل على صحن القلعة، قد زينت بمشابك هندسية مفرغة، وعند الذهاب إلى الطابق العلوي من القلعة، ستصعد الدرج القريب من المدخل الرئيسي، موضحة أن للقلعة أسلوباً معمارياً متميزاً؛ ففي عتبة المدخل توجد فتحة مائلة إلى الخارج، تساعد على خروج مياه الأمطار من داخل القلعة، كما زينت واجهة الباب والأجزاء العلوية من القلعة، بأعداد من الفتحات الهندسية التي كانت تستخدم كمراكز مراقبة لحركة الأعداء.

السهام والرماح

وأكدت وجود فتحات لرمي السهام والرماح ضد أي هجوم على القلعة، وفي نهاية جدران المدخل من أعلى، تجد الشرفات المسننة أو المتاريس التي يستخدمها المحارب كستار واقٍ له من الأعداء، ولإطلاق الذخائر على المهاجمين في الوقت نفسه.

من جهته قال حسن المزروعي إن أبواب القلعة مصنوعة من الخشب المزين بزخارف هندسية، تعلوه مسامير ذات رؤوس كبيرة، ومن ثم تتعداه لتجد نفسك في ممر طويل مغطى بسقف مكون من جذوع النخيل والجريد وسعف النخيل .

المتاريس والمزاريب

يضم الطابق العلوي «المتاريس والمزاريب» التي تساعد على خروج الأمطار من على سطح البرج، وعند النظر إلى أعلى سطح القلعة ترى الجدران بارتفاع 140 سم، وهي عبارة عن ستارة أو دورة من الأعمدة مزينة بزخارف معمارية، لها دور مهم في صد أي هجوم للأعداء، والزخارف عبارة عن متاريس وفتحات دائرية وأخرى مثلثة الشكل.. بهذا كله تظل القلعة أو الحصن؛ مزاراً ومقصداً للسياح والمقيمين والمواطنين، ومنارة تعليمية للطلاب والطالبات، يتعرفون من خلالها على تاريخ الآباء والأجداد.