تعد سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رائدة العمل النسائي والانساني بدولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها بما قدمته سموها من دعم للمرأة أينما كانت ومن خلال المشاريع والمبادرات الانسانية الطموحة التي قادتها على الصعد كافة.

وأكدت نورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام في تصريح لوكالة أنباء الإمارات " وام" بمناسبة اليوم العالمي للعمل الانساني الذي يصادف 19 أغسطس من كل عام - أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك استطاعت تبني المبادرات والمشاريع التنموية التي تسهم في تحسين الحياة ورفع المعاناة عن كاهل الضحايا والمتأثرين من الكوارث والنزاعات والحروب.

و قالت إن سموها لها اليد الطولى في تقديم العون الإنساني لكل محتاج من النساء والأطفال وكبار السن الذين تأثروا بالكوارث الطبيعية أو الحروب .. مشيرة إلى أن برنامج فاطمة بنت مبارك للتطوع كان العنوان الرئيسي لهذا العمل الانساني الذي وصل الى المحتاجين في العشرات من الدول الأفريقية والآسيوية.

وأضافت أن احتفال العالم باليوم العالمي للعمل الإنساني يعد مناسبة للإشادة بالمرأة التي باتت تعمل بهذا المجال الانساني و تقدم العون للمحتاجين .. منوهة إلى أن الاتحاد النسائي العام وبتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك يتولى عدة مبادرات في هذا المجال مثل مبادرة ارتواء التي يتم من خلالها سنويا توزيع المياه المبردة والعصائر على العمال الذين يعملون في أجواء الصيف الحارة وتحت أشعة الشمس وقد أعطت هذه المبادرة السنوية وهي مستمرة حتى الآن نتائج طيبة على صعيد المستفيدين منها.

وأكدت أن مساعدة الشعوب المحتاجة لها أولوية لدى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وتمثل التزاما ثابتا لا يتأثر بأي معايير وإنما ينطلق من مقاصد إنسانية وأخلاقية أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.. لافتة إلى أن دولة الإمارات تولي اهتماما كبيرا بقضايا الشعوب العربية وأن هناك حرصا دائما على دعم هذه الشعوب والمساعدة في التخفيف من معاناتها.

وشددت على اهتمام الدولة بتعزيز جهودها الإنسانية حول العالم والمضي قدما في ذات النهج الذي رسمته قيادتنا الرشيدة في صون الكرامة الإنسانية وتقديم كل عون لكل محتاج أينما كان.

وأشارت إلى أن انجازات سمو أم الإمارات عديدة في مجال تمكين المرأة وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها وإطلاق المبادرات والحملات الإنسانية التي طالت عشرات الآلاف من النساء والأطفال وكبار السن الذين أصيبوا في الحروب والكوارث الإنسانية وتشردوا وأصابهم الجوع والأعياء والمرض.

وقالت: "لقد ترسخت قناعة سموها بهذا الموقف الداعم للمرأة من خلال مرافقتها مسيرة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي وقف إلى جانب المرأة واعتبرها الشقيقة التي لا غنى عنها للرجل تقف إلى جانبه في البيت وفي العمل وفي كل مكان يتواجد فيه لتعينه على بناء الأسرة والمجتمع والدولة.

وأضافت: "كما وجدت سموها قيادة رشيدة نهجت نهج القائد في دعم المرأة فأصدرت القوانين والقرارات التي تدفع بالمرأة نحو التمكين في كل ميادين العمل حتى تحقق لها ما أرادت من إحداث التوازن بين الجنسين وهو أمر سبقت به دولة الإمارات الكثير من الدول".

إن احصاء الانجازات التي تحققت على يد سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بخصوص المرأة يصعب حصرها فهي منذ أن أقام القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه أسس وقواعد هذه الدولة عملت سموها منذ بداية سبعينيات القرن الماضي على توظيف الفرص المتاحة للمرأة في الدولة من خلال توحيد جهود المرأة في إمارات الدولة كافة ضمن منظومة واحدة كمظلة واحدة وهو الاتحاد النسائي العام في 28 أغسطس 1975 ليكون الممثل الرسمي للمرأة.

ومع توالي التقدم في العمل النسائي في الدولة فقد وضعت سموها القواعد الأساسية لعمل المرأة حيث أطلقت الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة 2015 - 2021 وهي تحديث للاستراتيجية التي كانت سموها قد دشنتها عام 2002 لتوفر إطارا عاما ومرجعيا وإرشاديا لجميع المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في وضع خطط وبرامج عملها من أجل توفير حياة كريمة للمرأة لجعلها متمكنة ريادية مبادرة تشارك في مجالات العملية التنموية المستدامة كافة بما يحقق جودة الحياة لها.

وتعتبر " الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة " ثمرة تعاون مشترك بين الاتحاد النسائي العام والمؤسسات المعنية على الصعيدين الاتحادي والمحلي ومؤسسات المجتمع المدني في الدولة وتم إعدادها وفق أسس علمية اعتمدت على إجراء دراسات قطاعية من أجل تحليل الواقع وبيان نقاط القوة والضعف في السياسات والبرامج التي تنفذها المؤسسات المختلفة من أجل تمكين المرأة وجعلها شريكا أساسيا في تحقيق رؤية الإمارات 2021 من جهة وبما يضمن الوفاء بالالتزامات الدولية للدولة من جهة أخرى.

وتسعى الاستراتيجية إلى تمكين وبناء قدرات المرأة الإماراتية و تذليل الصعوبات أمام مشاركتها في المجالات كافة لتكون عنصرا فاعلا ورائدا في التنمية المستدامة ولتتبوأ المكانة اللائقة بها ولتكون نموذجا مشرفا لريادة المرأة في المحافل المحلية والإقليمية والدولية وذلك من خلال تحقيق جملة من الأولويات ممثلة في البناء على الانجازات المتحققة للمرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة والحفاظ على استدامة تلك الانجازات والمكاسب والاستمرار في بناء قدرات المرأة بما يضمن توسيع نطاق مشاركتها التنموية والحفاظ على النسيج الاجتماعي وتماسكه من خلال تكامل الأدوار بين الرجل والمرأة لبناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على مواكبة التغيرات المستجدة إضافة إلى توفير مقومات الحياة الكريمة والآمنة والرفاه الاجتماعي بأسس عالية الجودة للمرأة" و تنمية روح الريادة والمسؤولية وتعزيز مكانة المرأة الإمارتية في المحافل الإقليمية والدولية.

واتبع الاتحاد النسائي العام نهجا علميا وتشاركيا في إعداد وتطوير الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة 2015-2021 تم من خلاله إعداد دراسات مرجعية قطاعية لكل محور من محاور الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة التي دشنت عام 2002 من أجل الوقوف على الوضع الراهن وتقييم الإنجازات التي تحققت و من ثم تحليل الواقع و السياسات والتشريعات والخدمات الموجهة للمرأة في الدولة باستخدام منهجية التحليل الرباعي الداخلي والخارجي ومنهجية تحليل تأثير العوامل الخارجية والبيئة المحيطة على تمكين المرأة بهدف معرفة الثغرات والتحديات ومواطن التحسين المطلوبة بما يتوافق مع مرتكزات الاستراتيجية وتبع ذلك عقد ثماني ورش عمل لمناقشة نتائج الدراسات المرجعية مع الشركاء المعنيين في ثمانية قطاعات رئيسية هي: التعليم والصحة والاقتصاد والمجال الاجتماعي والتشريع والبيئة والإعلام والمشاركة السياسية واتخاذ القرار.

وبفضل الدعم المتواصل من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك تمكنت المرأة من تحقيق أعلى المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية مقارنة بغيرها في الدول الأخرى واستطاعت أن تصل الى أعلى المراكز الوظيفية واتخاذ القرار وأن تحافظ على الهوية وبهذا التميز والمبادئ الإنسانية الرائعة تواصل المرأة مسيرتها في جوانب العمل الاجتماعي والانساني كافة.

وكان دور سموها بارزا في توجيه المرأة لإثبات وجودها والاستفادة من الفرص المتاحة للمشاركة في التنمية المستدامة جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل .. وبفضل ذلك أصبحت المرأة الإماراتية تتبوأ اليوم أعلى المناصب في جميع المجالات وتسهم بفعالية في قيادة مسيرة التنمية والتطوير والتحديث من خلال مشاركتها في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية ومختلف المواقع القيادية في اتخاذ القرار في الدولة.

و بالنظر إلى بعض مؤشرات تمكين المرأة الإماراتية الذي جاء بدعم من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في جميع مراحل العمل الوطني فقد شمل هذا التمكين المعرفي التعليم والصحة والثقافة حتى غدت المرأة تتبوأ أعلى الدرجات العلمية ثم التمكين الاقتصادي حتى غدت سيدة أعمال وصاحبة رأس مال يدير مشاريع استثمارية تقدر بأكثر من 40 مليار درهم.. ثم التمكين السياسي وأصبحت من خلاله المرأة تتقلد أرفع المناصب فمن الوزيرة الى مديرة لإدارات عدة لتصبح رئيسة للمجلس الوطني الإتحادي والآن أضحت متوازنة مع الرجل بعد قرار القيادة الرشيدة رفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس بنسبة 50 في المائة.

وعلى الجانب الانساني يعتبر " برنامج الشيخة فاطمة للتطوع " وهو أكبر عنوان للعمل الانساني الفارق الذي لبى النداءات الانسانية الدولية العاجلة وأقام العشرات من المستشفيات والمراكز الصحية في دول عديدة في قارتي آسيا وأفريقيا وقدم الدواء والعلاج للمشردين والفقراء الذين فقدوا القدرة على مداواة أمراضهم فظلوا يعانون ويلات التشرد والمرض حتى جاء هذا البرنامج الانساني الذي ضمد جراح ملايين الأطفال والنساء وكبار السن في الكثير من الدول التي تعرضت للنكبات والكوارث الطبيعية والحروب.

و في هذا الاطار .. فقد صدر عن " مؤسسة زايد للعطاء " كتاب أطلق عليه برنامج فاطمة بنت مبارك للتطوع " كلنا أمنا فاطمة".

وحقق هذا البرنامج نقلة نوعية في العمل التطوعي و العطاء المجتمعي و التسامح الإنساني محليا وإقليميا وعالميا من خلال تبني مبادرات مبتكرة وغير مسبوقة تحت شعار " على خطى زايد".. وأشارت مقدمة الكتاب إلى أن أم الإمارات هي أم العطاء وأم الإنسانية.

وقد عرف عن سموها متابعتها لكل تفاصيل العمل المجتمعي والإنساني والمساعدة في تذليل العقبات التي تواجهه لإنقاذ حياة الناس الضعفاء والمرضى والجوعى وهي تجد في ذلك السعادة النفسية الكاملة.

وحصلت سموها على العديد من الجوائز والأوسمة والتكريم جراء العديد من أعمالها الإنسانية لكن الجائزة الأهم التي تسعى إليها هي رضا الله سبحانه وتعالى وهذا ما يجعلها تحمل بيرق العطاء الإنساني لتكون سببا في شفاء آلاف المرضى وسد رمق آلاف الجائعين وتربية الأجيال على حب العطاء الإنساني الذي يسمو فوق كل عطاء.

واستعرض الكتاب في فصوله بدايات إطلاق برنامج فاطمة بنت مبارك للتطوع ومراحل سير العمل فيه حيث أطلقت سموها البرنامج تحت شعار "كلنا أمنا فاطمة" في مبادرة هي الأولى من نوعها أثناء الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية في العام 2017 وذلك ضمن احتفالات رسمية وبحضور ممثلين عن القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية والمؤسسات الدولية المعنية بالمرأة والطفل.

وأشار الكتاب إلى أن " برنامج فاطمة بنت مبارك للتطوع " دشن عيادة الإمارات لصحة المرأة والطفل المتنقلة كأول عيادة متنقلة معنية بصحة المرأة والطفل في مبادرة هي الأولى من نوعها في المنطقة بهدف تقديم أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية والوقائية إضافة إلى تمكين الكوادر الطبية من خدمة المجتمع وذلك في إطار حملة العطاء الإنسانية بإشراف نخبة من كبار الأطباء والجراحين المتطوعين.

اقرأ أيضاً:

27 مليون مستفيد من الخدمات الطبية والإنسانية لـ«نور دبي»

مغير الخييلي: الإمارات عنوان العمل الإنساني والخيري في العالم

حميد القطامي: الإمارات أغنت العالم بنماذج وأعمال عميقة الأثر

22.5 مليون درهم مساعدات إغاثية لمدينة الخدمات الإنسانية