كان ينظر إلى الطائرات المدنية والنفّاثة فلا يرى الأجنحة والهيكل وحسب، بل يفكّر باستخدامات مستقبلية مبتكرة لها ويحلل حركتها والمبادئ الفيزيائية والميكانيكية والتقنيات المتطورة التي تتحكم بإقلاعها وهبوطها وتحليقها، جذبته تقنيات التحليق والدفع النفّاث والطيران المروحي والعمودي منذ الطفولة، وهو اليوم قامة علمية وبحثية وقدوة ملهمة للشباب السعودي والعربي في مجال علوم الفضاء والابتكارات التي توفر مستقبلاً أفضل للإنسان.. إنه المبتكر السعودي المهندس سعيد عبد الرزاق الزهراني.
لمع نجم الزهراني مبكراً في مدينة الباحة جنوب المملكة العربية السعودية، بعد أن صمم نماذج لطائرات مروحية إسعافية بتصاميم غير مسبوقة تؤهلها للهبوط في أي مكان في مدن المستقبل، ونماذج أخرى لطائرات نفّاثة تستطيع الإقلاع دون مدرّج.
الزهراني حاصل على شهادتي بكالوريوس، الأولى في مجال هندسة الفضاء، بتخصص المركبات الطائرة ذاتية القيادة، من جامعة إمبري ريدل بولاية فلوريدا الأمريكية، وبكالوريوس في هندسة الطيران من الجامعة الأولى في العالم في هذا التخصص، وهي جامعة بردو في ولاية إنديانا الأمريكية، وقد نال جائزة مركز محمد بن راشد للفضاء وجائزة قائد الفضاء الشاب من قمة الفضاء العالمية في أبوظبي، إضافة لعشرات الأوسمة والشهادات التقديرية من المركز الوطني للإحصاءات الطبية في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن منظمة الصليب الأحمر البريطاني الخيرية، ومن المجلس الأوروبي لسلامة النقل، لتصاميمه المستقبلية التي تسهم في إنقاذ حياة الناس، كما حصل على وسام الإبداع والابتكار من معهد موسكو للطيران، وجائزة التميز من هيئة الطيران المدني بالمملكة العربية السعودية.
مشاركة
يشارك الزهراني في فعاليات «أسبوع دبي للمستقبل» الذي تنظمه مؤسسة دبي للمستقبل، بهدف إلهام الشباب وإشراك المجتمع في منظومة الابتكار ودعم المواهب والعقول المبدعة، ويقول عن مشاركته: «دولة الإمارات ودبي سباقة في استشراف المستقبل واستقبال المواهب من كل دول العالم لابتكار أفضل الحلول للمستقبل، والإسهام في تطوير القطاعات الرئيسية بما يتناسب مع التطورات التي تشهدها في ظل التأثير الكبير للتقنيات الناشئة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومن هنا فإن أسبوع دبي للمستقبل يقدم للمواهب والخبرات من كل دول العالم فرصة للالتقاء وتشارك الخبرات والمعارف والتجارب لبناء مستقبل أفضل للإنسانية».
الزهراني يرى أن المستقبل سيشهد قفزات في التقنيات التي سوف تستخدم في مجال الطيران، وأن الإمارات بما توفره من بيئة مناسبة لدعم المواهب، أصبحت منصة لأصحاب العقول المبدعة الذين يتشاركون لابتكار أفضل الحلول لاستشراف مستقبل القطاع والإسهام في صياغة مستقبله.
يشارك الزهراني في جائزة «مبتكرون دون 35» التي تقدم لجمهور أسبوع دبي للمستقبل قصص نجاح للشباب العربي ومسيرته الشخصية والأكاديمية والبحثية الملهمة، التي بدأت بالأفكار ومن ثم التصاميم وبعد ذلك التنفيذ، وهو تجسيد للمحاور التي يتناولها «أسبوع دبي للمستقبل»، وهي «منطقة تخيّل المستقبل»، و«منطقة تصميم المستقبل»، و«منطقة تنفيذ المستقبل».
توالت على الزهراني عروض المنح الدراسية والتمويلية لتصاميمه وأبحاثه من روسيا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية التي منحته الفرصة لمتابعة دراسته في أعرق جامعاتها المتخصصة في علوم الطيران والفضاء فاختارها وجهة لمواصلة طموحه العلمي وشغفه المعرفي الذي لا ينضب.
تصميم
المخترع الزهراني الذي لم يتجاوز السابعة والعشرين أسس شركته الناشئة الخاصة باسم براق للفضاء بناءً على براءة اختراع، من أجل تصميم وإنتاج وبرمجة الطائرات بدون طيار التجارية التي يمكن استخدامها على مستوى المنطقة العربية لتسهيل عمليات مراقبة السلامة الصناعية وفحص عمليات منشآت النفط والغاز. له براءات اختراع عديدة في الولايات المتحدة الأمريكية في مختلف المجالات، وخاصة الطيران والفضاء.