أكد ديمترا أتري، العالم والباحث في مركز علوم الفضاء بجامعة نيويورك أبوظبي أن «مسبار الأمل» سيستغرق نحو 200 يوم ليصل إلى مدار المريخ، وسيحتاج الأمر إلى شهر تقريباً حتى يستقر المسبار في مداره، وسنبدأ بتلقي البيانات بحلول شهر أبريل أو مايو العام المقبل 2021.
رصد
وقال: «بمجرد بدء تلقي البيانات بناء على ما سيتم رصده من خلال المسبار، سنباشر بالعمل على عدد من الدراسات المخطط لها، ومنها معرفة كيف فقد المريخ معظم غلافه الجوي، حيث إن هناك إجماعاً في المجتمع العلمي على أن المريخ كان له غلاف جوي سميك، وأن الماء وجدت على سطحه في الماضي، الأمر الذي يرجح وجود حياة على كوكب المريخ قبل مليارات السنين، لذا نريد أن نفهم كيف تحول المريخ من كوكب يتمتع بخصائص مماثلة لكوكب الأرض، إلى ذلك الكوكب القاحل والبارد الذي نعرفه اليوم. كما أننا سنعمل على دراسة تأثير التوهج الشمسي على الغلاف الجوي للمريخ، إذ إن الإشعاع الشمسي ذا الطاقة والكثافة الإشعاعية العالية يتسبب بتآكل غلافه الجوي».
أهمية
وأوضح أن أهمية هذه المهمة تكمن في أنها ستعطينا تصوراً ثلاثي الأبعاد للغازات في الغلاف الجوي للمريخ، لأول مرة، الأمر الذي سيتيح لنا إمكانية النظر إلى الكوكب ككل بدلاً من النظر إلى أجزاء منه، وذلك من خلال دمج البيانات من مهمة «مسبار الأمل» مع البيانات المتوفرة من المهمات الفضائية الأخرى مثل مهمة «مافن» التابعة لـ«وكالة الفضاء الأمريكية» (ناسا)، والموجودة حالياً في المدار حول كوكب المريخ، بالإضافة إلى البيانات الواردة من مركبة «كيريوسيتي» الموجودة على سطح المريخ والتابعة لـ«ناسا» أيضاً، وهكذا فإنه وفي حال وقوع أي حدث شمسي، فيمكننا تتبع الإشعاع مباشرة من أعلى الغلاف الجوي، الذي سيتم رصده من خلال «مسبار الأمل» ومسبار «مافن» على طول الطريق إلى سطح الكوكب، من خلال مركبة «كيريوسيتي» التابعة لـ«ناسا».
قفزة
وأشار إلى أن هذه المهمة تعد قفزة عملاقة في تاريخ دولة الإمارات، وهي لحظة مشابهة لإطلاق مهمة «أبولو»، حيث إن أحد الأهداف الرئيسية للإمارات هي بناء مجتمع علمي قائم على المعرفة في الدولة، حيث تعمل الإمارات على بناء وتأهيل كوادرها الوطنية المتخصصة لتحليل هذه البيانات، كونها خطوة لبناء مجتمع علمي محلي متخصص بعلوم الفضاء.