«خطوة إيجابية مقدرة عالياً وإنجاز نوعي يخدم القضية الفلسطينية بفاعلية كبيرة»، هكذا وصف عدد من أبناء الجالية الفلسطينية المقيمين في الإمارات، الجهودَ والمبادرات الإماراتية الهادفة إلى دعم الفلسطينيين، والتي ترجمت، أخيراً، بمعاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل «اتفاق إبراهيم» إذ جاء الكشف عنها بإعلان ثلاثي، إماراتي أمريكي إسرائيلي، مؤكدين أن هذه المعاهدة تختصر الوقت وتنصر أبناء فلسطين بأمانة وفاعلية. وعبروا في حديثهم لـ«البيان» عن ثقتهم الكاملة بحكمة القيادة الإماراتية وبُعد نظرها، وإيمانهم الكامل بصدق مواقفها ورؤيتها الاستراتيجية في خدمة القضايا العربية وعلى رأسها قضية فلسطين.
خطوة متقدمة
وقال الشاعر والإعلامي الفلسطيني سامح كعوش: إن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، بضمانة أمريكية، تأتي لتحقق خرقاً مهماً في مسار مفاوضات السلام العربية الإسرائيلية المتوقفة منذ ثلاثين عاماً.
وأضاف: إن هذا الإنجاز المهم يختصر المزيد من الانتظارات العربية الخاسرة، والرهانات المخيبة للآمال، التي استغرقت من أعمارنا وأحلامنا الكثير، واستنزفت الميزانيات المليارية التي كان الأجدى تخصيصها لتحفيز جهود التنمية المستدامة، والاستثمار في الأجيال وصناعة العقول وحيازة التكنولوجيات الحديثة.
وتابع كعوش: ما فعلته الإمارات مقدر عالياً، خاصة باشتراطها لهذه المعاهدة وقف إسرائيل ضم أراضٍ فلسطينية، وبهذا الأساس والشرط، فإنها استطاعت إلزام إسرائيل كبح جماح نهجها القاضي بضم أراضٍ فلسطينية، ومن ثم إجهاض حلم الفلسطينيين بدولة مستقلة على حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف: لا تخرج الإمارات بهذه المعاهدة عن مقررات القمم العربية ومبادرة السلام العربية بإجماع العرب في بيروت، بل بالعكس، هي تترجمها بعمل مثمر وبصيغة فاعلة.. وأنا كفلسطيني كلي ثقة بحكمة القيادة الإماراتية ورؤيتها الثاقبة وانتمائها العربي الأصيل، وكلي يقين بأننا عندما نستطيع إلزام إسرائيل الاعتراف بحدودٍ وجغرافيا فإننا بذلك نضمن أمننا وسلامنا العادل والشامل، وبالتالي، فإن الخطوة الإماراتية خطوة متقدمة لتحقيق هذا الهدف.
نهج حكيم
ورأى سالم القيسي، مثقف ورجل أعمال فلسطيني، أن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات عوّدت شعبها والعالم على اتخاذ قرارات حكيمة وصائبة. وقال القيسي: أنا موجود في دولة الإمارات منذ 47 سنة، وأعتز بوجودي في هذا البلد الكريم، فأهل الإمارات وحكامها كافة خبرناهم دوماً منافحين عن قضايا العرب.. وقد عودونا على اتخاذ القرارات الصائبة، وهو ما تجسد، أخيراً، في معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل «الاتفاق الإبراهيمي»، والتي تمثل قراراً حكيماً من دولة الإمارات وله أبعاد كثيرة، فالعالم أصبح الآن قرية، والسلام هدف من الأهداف السامية التي تتبناها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وهو ما يعزز أمن وطمأنينة العالم أجمع ويكفل حقوق الفلسطينيين، ولذلك فأنا أثني على هذه المعاهدة وعلى نهج دولة الإمارات، والقرارات التي تتخذها في هذا المجال، ولا سيما أنها قرارات توصل السلام للمنطقة بأكملها، وهذا شيء تحتاجه المنطقة منذ فترة طويلة، ونتمنى التوفيق للإمارات، التي هي بحكمة قيادتها تتخذ القرارات الجريئة والعقلانية على الدوام.
مساندة
وقال معتز فانوس، مستشار قانوني، إن العلاقة بين فلسطين وشعبها مع دولة الإمارات ليست جديدة، بل هي ممتدة وعميقة وتعود إلى أيام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يحمل فلسطين في قلبه، ويدافع عنها في كل المحافل والمنتديات، وهذا الالتزام ما زال قائماً حتى يومنا هذا من قادة الإمارات، حيث لم يغيبوا يوماً عن مساندة الشعب الفلسطيني، فيما ظلت القضية الفلسطينية ولا تزال، تحتل مكانة خاصة في قلب ووجدان القيادة والشعب الإماراتيين، باعتبارها قضية العرب والمسلمين العادلة التي تعبر عن قيم الحق والعدل والخير.
وذكر أنه مجدداً تثبت الإمارات للعالم أنها صاحبة دور فاعل وحيوي في صناعة السلام ودعم القضية الفلسطينية، وعلى هذه المعطيات التاريخية جاءت هذه المعاهدة التاريخية الإماراتية الأمريكية الإسرائيلية، التي تغلب لغة الحوار والتفاوض، دعماً للحق الفلسطيني وإعلاءً لمصالحه العليا، وهو الأمر الذي جاء نتيجة قيام الإمارات بتسخير جهودها كاملة لدعم القضية الفلسطينية، والعمل على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادةٍ كاملة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشرقية من خلال فتح باب جديد للحوار والتفاوض، فيما من شأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما تكلل سريعاً بإعلان إسرائيل وقف خطة ضم أراض فلسطينية.
وأضاف أن دعم القضية الفلسطينية يظل بنداً ثابتاً ضمن أولويات السياسة الخارجية للإمارات، وتجلى ذلك بشكل واضح في مواقف عدة على مدار تاريخ القضية، لافتاً إلى أن دعم الإمارات للشعب الفلسطيني دعم صادق وغير مشروط سياسياً، ونابع من الإحساس بواجب قومي وفي سياق التضامن والمساندة العربية، إذ إن فلسطين بالنسبة للإمارات هي قضية القيادة والشعب، وهذا ما تم التعبير عنه في أكثر من مناسبة.
أولوية
وأوضح سعيد نوري، خبير تربوي، أنه ومنذ قيام دولة الإمارات وهي تولي القضية والشعب الفلسطيني أولوية اهتمام قادتها، فيما لا ينكر ذلك إلا جاحد، وهذا الدعم اللا متناهي هو نتيجة لغرس القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ومن ورائه قادة الدولة وشعبها.
وأفاد بأن هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي سيعزز من السلام في المنطقة، كما ضمنت الإمارات وقف إسرائيل ضم أراض فلسطينية، وبالتالي فإن ذلك يعتبر خطوة إيجابية جداً في تقويض توسيع المستوطنات الإسرائيلية، موجهاً كل الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقادة الإمارات على وقوفهم إلى جانب الحق الفلسطيني والسلام العادل، وهذا ليس بغريب على الإمارات حكومة وشعباً التي تقدم على مدار خمسة عقود الدعم المادي والسياسي والاقتصادي والمعنوي للشعب والحكومة الفلسطينية.
دولة محورية
وأكد الدكتور محمد فراس النائب، أستاذ العلاقات الدولية السياسية، أن الواقعية من سمات القادة وتجسد التوازن في المواقف والاحتكام إلى العقل والمنطق، وعلى هذا الأساس جاءت اتفاقية إبراهيم في إطار القيادة والريادة التي تلقى على عاتق دولة محورية على ساحة العلاقات الدولية كالإمارات العربية المتحدة.
تسامح وتعايش
وقال الدكتور أحمد فلاح العموش، أستاذ علم الاجتماع في جامعة الشارقة، إن الإمارات دولة التسامح والتعايش والإنسانية بامتياز، وتحتضن مئات الجنسيات والثقافات وكلها انصهرت في المجتمع الإماراتي وتعيش في أمن وأمان، فلم تتخذ أي مواقف عدائية تجاه الآخرين، فخيرها متدفق في كافة الدول من حولنا، مؤكداً أن معاهدة السلام تصب في صالح القضية الفلسطينية والسلم العالمي الذي ينشده العالم، كما تعتبر تقدماً كبيراً للمنطقة وللدبلوماسية العربية لأنها سوف تساهم في توقف التصعيد وحالة العنف، كما ستحافظ على قابلية حل الدولتين، مبيناً أن الإمارات دائمة الدعم لكافة شعوب المنطقة.
وأضاف العموش أن الدبلوماسية الإماراتية أضحت قوة محركة وفاعلة في المنطقة والعالم، وتستثمرها في تجذير أواصر التعاون الدولي، وتكريس رؤيتها لتحقيق الأمن والسلم العالميين، مبيناً أن الإمارات تأسست على الوحدة والمحبة والخير، وتتخذ تلك المنهجية مسلكاً لها في تحقيق قيم التسامح الإنساني وتقارب الشعوب.