قصير القامة ماكراً، يناطح نجيب الريحاني اسمه محمد كمال المصري شكل فرقة مسرحية متجولة، وهو أحد أكبر الفنانين الكوميديين الذين عرفهم المسرح والسينما على مدى النصف الأول من القرن العشرين.

ولد في حارة متفرعة من شارع محمد علي، لا يعرف عن حياته شيء بل حتى عنوان منزله مجهول، مات عام 1966 بسكتة قلبية، عمل مع سيد درويش وسلامة حجازي ونجيب الريحاني، وظهر في العديد من الأفلام أهمها «صاحب السعادة»، و«كشك بيك»، و«سلامة في خير»، و«سي عمر» وغيرها من الأفلام.

كان قصير القامة، شكله يساعده على تمثيل أدوار ممزوجة بالظرف والخبث، كان يبالغ في أدائه الحركي ويستفيد من تلاعب وتراقص حواجبه ونظراته وشواربه في التعبير عن شخصياته، بل أحياناً حركاته تقوده إلى ما يشبه الرقص، ويستطيع أن يشكل جسمه النحيل حتى يبدو مثل ضفدع أو نسناس.

أهم الأدوار التي مثلها وأبرزها على الإطلاق بيومي أفندي مرجان جار سيئ ومنافق لنجيب الريحاني في فيلم «سلامة في خير»، وكذلك دوره جميل بيك العم الحرامي، والمناقض لنجيب الريحاني في فيلم «سي عمر»، وله دور مؤثر في عالم الكوميديا الأب البخيل والد زينات صدقي وزوج ماري منيب في فيلم «عفريتة إسماعيل يس».

له أكثر من 44 فيلماً وكان القاسم الأعظم في كل الأفلام الكوميدية الساخرة خاصة، وهو خير من يسخر من الأشكال والظواهر غير الطبيعية في الحياة، شخصية لا تتغير بشكل عام، لكنه قادر على تطوير الأدوار وإيجاد أساليب مختلفة مع إيقاع حار وجميل بل وأحياناً مباشر، بل جميعها تنم عن ذكاء متميز وموهبة لم تتكرر عند كل فناني الكوميديا العرب.

«شرفنطح» لمسة من لمسات الفنان من خلال صنعة (المحبظاتية) في فن الارتجال المسرحي الذي كان نجمه بلا منازع، والذي برع فيه وخلق شخصية «شرفنطح»، هو الملح الذي يحمل به طعم كل فيلم اشترك فيه، بل إن الأدوار التي مثلها من الصعب على ممثل آخر لعبها وتشكل النقيض تماماً للشخصية الأخرى التي يلعبها ممثل آخر.