ظلمه النقاد حتى أفلس ومات فقيراً، فنان عصامي كافح طيلة حياته، وحينما جلس على القمة عمل من أجل أن يظل فيها، إلا أن الظروف والمتغيرات لم تساعده؛ فبعد أن كان يمثل حوالي 16 فيلماً في السنة، تنازل الرقم ليصبح صفراً، فيضطر للسفر إلى لبنان والعمل فيها منولوجست مثلما بدأ.
ولد في السويس 15 سبتمبر 1912 لعائلة موسرة، وسرعان ما ماتت أمه وهو صغير، ويفلس والده ويسجن، فيعتمد الطفل على نفسه فيعمل في عدة مهن، منها منادياً عند محل لبيع الأقمشة، ثم هرب من بيت أبيه خوفاً من بطش زوجة الأب.
فعمل منادياً للسيارات في واحد من مواقف السويس، ثم هاجر إلى القاهرة ليعمل صبياً في مقهى بشارع محمد علي، ثم انتقل ليعمل مع الراقصة (الأسطى نوسة) ثم وكيلاً في مكتب أحد المحامين، وهو الذي لم يكمل الابتدائية في تحصيله العلمي.
وبصحبة صديق عمره أبو السعود الإبياري انتقل ليعمل مع بديعة مصابني، حيث قدم المنولوجست الذي كان يشاركه في كتابته أبو السعود الذي لازمه حتى نهاية حياته، وكان شريكاً لكل ما كتب من منولوجست وأفلام ومسرحيات.
ظل إسماعيل ياسين في ملهى مصابني عشر سنوات يعمل منولوجست، ثم انتقل للإذاعة ليأخذ 4 جنيهات عن كل منولوجست مشاركة مع الأبياري.
في عام 1939 دخل السينما بداية في فيلم (خلف الحبايب) ليصل مشوراه الفني فيها إلى 166 فيلماً، بل كان يقدم في كل عام ما بين 10-16 فيلماً، وهذا الرقم لم يحققه أي فنان آخر غيره، وهو الذي لا يتمتع بصفات النجم في تلك الفترة المحدد بالوسامة والجمال، وظل عشرات السنين هو فنان الشباك في الواردات.
لم يتحدد إسماعيل ياسين في المنولوجات والأفلام فحسب، بل كوَّن لنفسه فرقة مسرحية باسمه (فرقة إسماعيل ياسين)، وقد حقق مع زميله أبو السعود الإبياري 60 مسرحية عبر 12 سنة من التميز في المسرح الكوميدي.
اعتمد إسماعيل ياسين على فريق عمل ظل يشاركه نجاحاته: المخرج فطين عبد الوهاب والمؤلف أبو السعود الإبياري وزملاؤه: رياض القصبجي، عبد السلام النابلسي، زينات صدقي، حسن فايق، عبد الفتاح القصري، عبد الوراث عسر، شكري سرحان، تحية كاريوكا، سناء جميل وغيرهم من كبار النجوم.
رغم هذا النجاح فقد انحسرت عنه الأضواء وتراكمت عليه الديون فاضطر لبيع العمارة التي بناها من عرقه، وظل منكسراً ومحطماً يلقي المنولوجست من أجل لقمة العيش، وبينما كان الرئيس السادات يفكر في تكريمه رحل يوم 24 مايو 1972 إثر أزمة حادة.