من المفترض أن تشرق شمس صناعة الطاقة الشمسية في أوروبا، إذ تعد الطاقة الشمسية عنصراً محورياً لتحقيق آمال الاتحاد الأوروبي في توليد 45% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول سنة 2030.

ومع ذلك، منذ أغسطس الفائت، قدّمت 8 شركات أوروبية تعمل في سلسلة توريد الطاقة الشمسية إما طلبات للإفلاس، وإما أوقفت الإنتاج، وإما حذّرت من إغلاق المصانع وإما أعادت هيكلة ديونها بحسب «سولار باور أوروبا»، إذ لا تستطيع الشركات المحلية التنافس مع وفرة الواردات الرخيصة من الصين، الرائدة العالمية في هذا المجال.

وتجسد شركة ماير برجر تكنولوجي السويسرية أزمة الطاقة الشمسية الأوروبية، فقد انخفضت أسهمها بنحو 87% العام الماضي، وقد أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستغلق موقع إنتاج لوحات الطاقة الشمسية في ألمانيا، وهو من أكبر المواقع في أوروبا، وأعربت عن أملها جمع ما يصل إلى 250 مليون فرنك سويسري في إصدار حقوق الاكتتاب لتمويل التوسع في الولايات المتحدة.

وتواجه بروكسل ضغوطاً للتدخل بفرض رسوم جمركية صارمة أو اتخاذ إجراءات أخرى لدعم صناعة الطاقة الشمسية المحلية. وهناك عدد قليل من الخيارات اليسيرة، فقيود التجارة التي تفرض على الشركات المصنعة يكرهها العملاء، وهم مطورو الطاقة الشمسية.

وبعدما فقدت أوروبا مكانتها أكبر مصنع للوحات الطاقة الشمسية في العالم لمصلحة الصين في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، يبدو أن نهضة تصنيع الطاقة الشمسية الأوروبية التي طال أملها تبدو بعيدة المنال.

ثمّة عوامل عدة تقف وراء الأزمة، فقد تجاوزت قدرة تصنيع الطاقة الشمسية الصينية الطلب المحلي، وخاصة أن الشركات قامت ببناء خطوط إنتاج لتقنيات جديدة في الوقت نفسه الذي تنتج فيه نماذج قديمة، وقد أدّى ذلك إلى تسجيل صادرات قياسية إلى الخارج في سنة 2023 تجاوزت بكثير التركيب في أسواق مثل أوروبا. واستفادت شركات المرافق وتجار الجملة، الذين عانوا مشكلات سلسلة التوريد التي سببها الوباء، من انخفاض الأسعار لبناء المخزونات مع سعي أوروبا نحو تحقيق الأهداف الخضراء.

وعلى الرغم من ارتفاع التركيب الأوروبي بشكل ملحوظ، إلا أنها أقل من بعض التوقعات الأكثر تفاؤلاً، ومن المتوقع أن يتباطأ النمو هذا العام مع اعتدال الطلب السكني القوي.

يقول المجلس الأوروبي لتصنيع الطاقة الشمسية إن القيود المفروضة على الواردات الصينية في أماكن أخرى، ومن ذلك الولايات المتحدة، أدت إلى تحويل الشحنات إلى أوروبا.

ولا يستطيع المصنعون الأوروبيون الأصغر حجماً المنافسة في الأسعار، فيمكن إنتاج اللوحات المصنوعة في الصين مقابل أقل من نصف تكلفة المعدات المصنعة في أوروبا.

ويعتقد ماريوس موردال باك، من شركة ريستاد تقلّص الفجوة بين الواردات والمنشآت الأوروبية للطاقة الشمسية هذا العام، ولكن هذا الفارق لا يزال أعلى بكثير من المستويات الطبيعية.

وحتى إذا تم العثور على حلول تمويلية لتجنب المزيد من حالات الإعسار، فإن صغر حجم صناعة الطاقة الشمسية الأوروبية سيظل مشكلة. وتحاول أوروبا تعزيز سلاسل التوريد المحلية من الوعد بمزادات للطاقة فيحدد المحتوى المحلي، وليس السعر فقط، العروض الفائزة، ولكن هؤلاء سيكونون أقلية ولا يوجد ما يقنع المستثمرين بأن صناعة ألواح الطاقة الشمسية في أوروبا لديها أمل بالإشراق.