قدّرت مؤسسة كاشمان وكافيلد العالمية المتخصصة في الأبحاث الفندقية والضيافة أن حجم الاستثمارات الأجنبية في قطاع الفنادق الاقتصادية بإمارة دبي يصل إلى 15 مليار درهم (4 مليارات دولار) خلال العام الجاري، مشيرة إلى أن الإمارة تحتل المركز الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا من حيث الاستثمارات الأجنبية في القطاع، والمركز العاشر عالمياً في نفس القائمة.
واحتلت كل من لندن وباريس ونيويورك المراكز الثلاثة الأولى في القائمة، متبوعة بكل من سيدني وطوكيو ولوس أنجلوس، ثم ملبورن وواشنطن وسان فرانسسكو، في المراكز ما بين الرابع والتاسع، لتحتل دبي المركز العاشر متقدمة على كل من دبلن وأمستردام وشيكاغو وبوسطن وهاواي وساو باولو ومدريد ولشبونة وبرلين.
وأشارت المؤسسة العالمية إلى أن النمو الكبير الذي تشهده الإمارة في عدد السياح وحلولها في المركز الخامس من حيث عدد السياح الدوليين خلال العام الحالي قد شجع أصحاب رؤوس الأموال حول العالم إلى اختيار الإمارة لاستثمار أموالهم في قطاع الضيافة. كما أن وجود استراتيجية محددة لتطوير القطاع والمتمثلة في هدفها الرامي إلى الوصول لـ 20 مليون سائح بحلول العام 2020.
وكانت الإمارة قد أعلنت العام الماضي عن حصول المستثمرين الراغبين في بناء فنادق من فئة 3 و4 على إعفاء من رسوم البلدية المفروضة بواقع 10 % على سعر الغرفة لكل ليلة إشغال خلال الفترة الممتدة بين 1 أكتوبر 2013 و31 ديسمبر 2017، وهو ما ساهم في ارتفاع عدد الطلبات من السوق المحلي أو من خارج الدولة للاستثمار في قطاع الفنادق الاقتصادية.
قاعدة فنادق اقتصادية
وقال هلال المري، مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي معلقاً على هذه المبادرة : دائماً ما كانت تعرف دبي بمدينة الفخامة والرفاهية وذلك بسبب وجود عدد كبير جداً للفنادق الخمس نجوم بالإمارة، ولكننا نتطلع إلى إرضاء شرائح أكبر من السياح من مختلف دول العالم، ولذلك وجود قاعدة فنادق اقتصادية قوية يساهم بشكل مباشر في جذب المزيد من السياح عاماً بعد عام، وهذا هو السبب الرئيسي وراء إطلاق مبادرة منح المستثمرين في الفنادق الجديدة من فئة 3 و4 نجوم إعفاء على الرسوم لمدة 4 سنوات، وذلك بسبب رغبة الحكومة في تحفيز المجموعات الفندقية على الإسراع في بناء الفنادق خلال فترات لا تتعدى العامين وذلك للاستفادة الاقتصادية القصوى من الإعفاء، وهو الأمر الذي يساعد على تحقيق رؤية دبي في الوقت الزمني المحدد لها.
وأشار إلى أن الإعفاء ينعكس إيجاباً على المردود المالي للفنادق، حيث انه يساهم في تخفيض تكاليفهم، كما ينعكس بالإيجاب أيضاً على أسعار الغرف بطريقة تلقائية، وهو الأمر الذي يعود بالنفع على نزلاء فنادق الإمارة في الفترة المذكورة. وأضاف قائلاً : بغية تحقيق هدفنا الرئيسي المتمثل باستقطاب 20 مليون زائر سنوياً إلى دبي بحلول عام 2020، يتعين علينا زيادة رصيدنا الإجمالي من الغرف الفندقية في دبي، وتوسيع باقة الخيارات المتاحة لنزلاء الفنادق.
وبالرغم من ارتفاع عدد الفنادق من فئتي 3 و4 نجوم خلال السنوات الماضية، إلا أنه من الضروري مواصلة النمو في هذا المجال.
خيارات متنوعة
من جانبه قال محمد العبار، رئيس مجلس إدارة «إعمار العقارية» التي تملك عددا من العلامات التجارية الفندقية، «تهدف رؤية دبي السياحية 2020 إلى مضاعفة عدد السياح المتوافدين إلى دبي سنوياً ليصل إلى 20 مليون زائر بنهاية العقد الحالي، الأمر الذي يبرز أهمية توفير خيارات أكثر تنوعاً من حيث الفنادق الاقتصادية التي تلبي احتياجات الجيل الجديد من السياح».
وأضاف بعد إعلان الشركة إطلاق علامة دبي إن للفنادق الاقتصادية قبل أشهر : يمكن لنحو ثلثي سكان العالم الوصول إلى دبي جواً خلال مدة لا تتجاوز الثماني ساعات، مما يعبر عن مؤهلات النمو الاستثنائية التي يتمتع بها القطاع السياحي في دبي، والتي يمكن الاستفادة منها عبر تعزيز خيارات الضيافة ضمن المدينة بما ينسجم مع المتطلبات والاحتياجات المتغيرة للزوار من مختلف أنحاء العالم.
وترتكز استراتيجيتنا على بناء فنادق اقتصادية أنيقة وعالية الجودة ضمن مواقع حيوية تشجع أعداداً أكبر من الناس، ولا سيما المسافرين العابرين في المدينة أو الواصلين إليها لقضاء فترات قصيرة، على تمديد إقامتهم في المدينة واستكشاف مختلف معالمها ووجهاتها السياحية والترفيهية الاستثنائية.
طلبات تأسيس
وقال عصام كاظم المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، انه ومنذ إطلاق برنامج الحوافز الخاص بإنشاء الفنادق المتوسطة من فئة 3 و4 نجوم، تلقت دائرة السياحة أكثر من 50 طلباً لتأسيس فنادق من هذه الفئة، وفقاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتوفير كافة التسهيلات لهذه الغاية، والتي تنسجم مع رؤية دبي 2020.
وقال كاظم إن برنامج الحوافز لإنشاء هذه النوعية من الفنادق، يأتي ضمن جهود متنوعة تقوم بها دائرة السياحة، مثل تطوير التشريعات وإطلاق نظام الدخول والتذاكر الإلكترونيين، كما تم تدريب أكثر من 300 من الأدلة السياحيين للتعامل مع مختلف شرائح السياح. وأضاف أن دبي ماضية في رؤيتها السياحية 2020، الهادفة لجذب أكثر من 20 مليون سائح للإمارة في عام 2020، وفق استراتيجية تقوم على التكامل والتعاون مع مختلف المؤسسات والهيئات ذات العلاقة في الإمارة، وخاصة شركات الطيران والمؤسسات الفندقية وقطاع التجزئة وغيرها.
فئات سياحية جديدة
من جانبه قال محمد جاسم الريس، نائب الرئيس التنفيذي لشركة الريس للسياحة والعطلات ان الاستثمار في بناء فنادق 3 و4 نجوم سيسهم في تنويع الخيارات بالنسبة للسائح، كما من شأنه استقطاب فئات سياحية جديدة على الإمارة، خصوصاً في ظل خطة دبي الرامية لاستقبال 20 مليون سائح بحلول 2020، وأشار إلى أن 80% من السياح العالميين هم من فئة «السائح ذي الميزانية المحددة».
مشيراً إلى أن الإمارة تنوي فتح مجالات سياحية جديدة من الشرق في آسيا وافريقيا وأميركا الجنوبية، ونعتقد أن النسبة الأكبر من هذه المناطق تفضل فنادق اقتصادية، بتكلفة منخفضة، كما أن تنظيم دبي لإكسبو يحتم عليها الاستثمار في جميع فئات الفنادق لأن عدد الزوار لهذا المعرض من المتوقع أن يصل إلى 25 مليون زائر 70% منهم من خارج الدولة، وطبعاً تختلف ميزانيات هؤلاء الزوار، وبالتالي يجب توفير فنادق تلائم جميع الميزانيات.
الأرباح التشغيلية
قال شهاب بن محمود، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس مجموعة «جي إل إل» (جونغ لانغل اسال سابقاً) للفنادق والضيافة في الشرق الأوسط وإفريقيا، ان هامش الأرباح التشغيلية في الفنادق الاقتصادية يتجاوز 80%، مقارنة مع 50% للفنادق الـ5 نجوم، مشيراً إلى ان هذه النسبة تقتصر فقط على الشق التشغيلي من الفندق دون احتساب المصاريف والمداخيل غير التشغيلية (غرف ومطاعم ومرافق).
وأضاف قائلاً «هذا الفرق في هوامش الأرباح، يرجع إلى عدة عوامل منها انخفاض تكلفة الصرف على الغرف، بالإضافة إلى أن تكلفة المطاعم أعلى بكثير من الناحية التشغيلية من قسم الغرف. وكما نعرف أن الفنادق الـ3 و4 نجوم يكون عدد المطاعم فيها محدودا مقارنة مع الفنادق الفخمة التي يجب أن تملك عدداً أكبر من المطاعم داخل الفندق».
وأضاف أن دبي مقبلة على دخول أكثر من 24 ألف غرفة وشقة فندقية بنهاية 2017، مشيراً إلى أن هذه الزيادات في العرض ستؤثر إيجاباً على استقرار نسبي في متوسط أسعار الغرف، حيث ينتظر أن يؤدي التوسع في مشروعات الفنادق من فئة الأربع والخمس نجوم إلى زيادة المنافسة في الشريحة الفاخرة وكذلك الفخمة. ودعا دبي إلى الاهتمام بزيادة عدد فنادقها المتوسطة، خصوصاً وأن 80% من السياح العالميين هم من فئة السياح الذين يضعون ميزانية سفر، موضحاً أن هذا الأمر سينعكس بشكل مباشر على خفض الأسعار.
افتتاحات
أكد عصام كاظم أنه خلال الفترة من مايو 2013 وحتى أغسطس من العام الجاري، شهدت دبي افتتاح 28 فندقاً جديداً، تضاف إلى محفظة دبي الفندقية التي تضم اليوم 634 فندقاً، توفر 88 ألف غرفة. وأكد استمرار معدلات النمو السياحي للإمارة في مختلف القطاعات، حيث نمت أعداد السياح من مليون سائح في عام 1993 إلى 5 ملايين في 2004، ثم 10 ملايين في 2012، وصولاً إلى 11 مليونا في العام الماضي، بنمو 10.6 %. وقضى زوار دبي أكثر من 41.5 مليون ليلة فندقية في الإمارة العام الماضي، مقارنة مع 37.4 مليون ليلة، بنمو 11 %، في حين بلغ معدل إقامة السائح 3.8 ليال في عام 2012، ونفس المعدل كان في العام الماضي.
10 %
إعفاء من رسوم البلدية خلال الفترة الممتدة بين 1 أكتوبر 2013 و31 ديسمبر2017، ساهم في ارتفاع الطلب على الاستثمار في قطاع الفنادق الاقتصادية.
100
مليار درهم قيمة الفنادق المقرر تأسيسها في دبي ما بين 2014 إلى 2020 تتوزع على كافة الفئات.
160
ألف غرفة فندقية ستوجد في دبي بحلول 2020 مقارنة بــ90 ألفاً حالياً وهو ما يتوافق مع طموحات الإمارة لتحقيق رؤية 2020.
12
مليون سائح متوقع بحلول نهاية العام الجاري بنمو 9 % مقارنة مع أرقام العام الماضي التي بلغت 11 مليوناً.
119
فندقاً من فئتي 3 و4 نجوم في دبي خلال الوقت الراهن تضم 26685 غرفة من إجمالي 65 ألفاً.
20
مليون سائح تتوقع دبي استقبالهم خلال 2020 ضمن خطة تطوير القطاع التي أطلقتها الحكومة 2013.