أكدت رافيا إبراهيم رئيسة إريكسون الشرق الأوسط وأفريقيا، أن تقنية الجيل الخامس تفتح المجال أمام إمكانات جديدة لتعزيز مؤشرات التطور والابتكار، وتحسين تقنيات الاتصال في الإمارات، ودعم أهداف الحكومة نحو خلق مجتمع ذكي ومترابط ومستدام. وقالت إن الشركة تعاونت مع «اتصالات» في تحديد خارطة طريق واضحة المعالم، لتطوير منظومة متكاملة من التقنيات والتطبيقات التي ستمكن من الاستفادة من قدرات شبكة الجيل الخامس، بما في ذلك إجراء تجارب ميدانية، واستكشاف الفرص وإمكانات السوق.

وأوضحت في تصريحات خاصة لـ «البيان»، خلال المؤتمر العالمي للأجهزة المحمولة، الذي اختتمت فعالياته أمس في برشلونة، أن الإمارات ستستفيد بشكل كبير من الجيل الخامس في معرض إكسبو 2020، الذي تسعى الإمارات خلاله لتقديم أفضل تجربة للمستخدمين وزوار المعرض، وتسخير التكنولوجيا في أتمتة الخدمات.

وأشارت إلى أن إريكسون واتصالات سيتشاركان حالات الاستخدام الممكنة، حيث أقامت إريكسون مركزاً للابتكار. وستدعو متحدثين وأكاديميين وشركاءها من الحكومة، حتى يكونوا جزءاً من مركز الابتكار، ولتطوير حالات استخدام جديدة ذات فرص تجارية في وقت لاحق. وقالت: سنزود اتصالات بالبنية التحتية التي ستوفر النطاق العريض وتقليل فترة الانتظار.

5 مجالات

وأشارت إلى 5 مجالات رئيسة في مشهد قطاع الاتصالات: وهي تحول الصناعة مع الجيل الخامس، وإنترنت الأشياء، وتجربة المستخدم، وتطور الشبكات وكفاءة العمليات التي تشمل الذكاء الاصطناعي والأتمتة والابتكار في نموذج الأعمال. وأوضحت أن الشركة وقعت خلال مؤتمر برشلونة، اتفاقيات مع «اتصالات» الإمارات، وشركة الاتصالات السعودية، لتشغيل تقنية الجيل الخامس.

مدير الأمن

وفي ظل تصاعد الاهتمام بالقضايا الأمنية، أكدت أن إريكسون تعمل على تطوير «مدير الأمن»، لجعل البيانات والشبكات آمنة في أماكن مختلفة، وإدارة الجيل الخامس بشكل فعال.

وقالت إن تقنية الجيل الخامس، ستجلب مصادر دخل جديدة، وستدفع بعجلة اقتصاد الدول، إلا أن كل دولة ستستفيد بشكل خاص ومختلف، بناء على حالة الاستخدام، مشيرة إلى أنه سيكون لتقنية الجيل الخامس أهمية كبيرة في قطاع التعدين، عبر تشغيل روبوتات لتوفير معلومات عالية الدقة من المواقع.

وختمت بالقول إن السوق الحالي جاهز لاستخدام إنترنت الأشياء بأشكال مختلفة على شبكة الجيل الرابع المتوفرة حالياً «شبكة إنترنت الأشياء ضيقة النطاق»، لكن مع وصول الجيل الخامس، سنرى حالات استخدام جديدة.

تغطية فورية

كان بوريه إيكهولم الرئيس والمدير التنفيذي لشركة إريكسون العالمية، شدد على دور تقنية الجيل الخامس، باعتبارها بنية أساسية حاسمة في الاقتصاد الرقمي، مشيراً إلى أن المستفيدين الأوائل من تقنية الجيل الخامس، هم مستهلكو النطاق العريض المتنقل بسعات هائلة وفعالة لناحية التكلفة، ما سيسهل التطبيقات الجديدة في الواقع المعزز والواقع الافتراضي، في العديد من المجالات، مثل الألعاب والنشاطات الرياضية.

وسلط إيكهولم خلال حديثه في المؤتمر، الضوء على إعداد أجهزة نظام إريكسون الراديوي منذ عام 2015، بتقنية الجيل الخامس، وإمكانية استخدامها في الموجات الراديوية الجديدة لتقنية الجيل الخامس، مع تثبيت البرامج عن بُعد، ما يعني أن إريكسون شحنت بالفعل أكثر من 3 ملايين جهاز لاسلكي متوافقة مع تقنية الجيل الخامس لعملائها حول العالم.

وقال: طيفنا هو أكثر الطرق الممكنة اقتصادياً لتضمين تقنية الجيل الخامس في النطاقات الحالية، التي تحقق تغطية فورية، كما يمكن المزج بين بيانات تقنيتي الجيل الخامس والرابع ديناميكياً على نفس الطيف، وفيما قال البعض إن هذا النوع من تقاسم الطيف مستحيل، إلا أننا تمكنا من تحقيق ذلك بفضل مهندسينا من ذوي المستوى العالمي. وسيتمتع عملاؤنا بالمزايا الحقيقية لتقنية الجيل الخامس مع مشاركة الطيف.

سرعات الإنترنت

وقال فويتشيك باجدا رئيس إريكسون في منطقة الخليج، إن السرعات العالية للإنترنت في المنطقة الخليجية، سيدعم تقنية الجيل الخامس، فالمنطقة متقدمة جداً في المجال التقني. والسكان يضمون شرحة عالية من صغار السن، ولديهم مهارات تقنية عالية، ويرغبون في تجربة أمور جديدة، ولديهم إمكانات شراء خدمات جديدة وأجهزة جديدة.

وأوضح أن الناس سيستهلكون كثيراً من البيانات. ولدعم هذا الاستهلاك الكبير، من الضروري أن يستثمر المشغلون في الألياف، حيث إن هناك طريقتين لتزويد المنازل بالإنترنت، إما من خلال الألياف، أو من خلال شبكة الألياف الضوئية، وفي الولايات المتحدة تقنية الجيل الخامس مبنية على شبكة الألياف الضوئية. وشدد على أن الحكومات الخليجية تحرص على أن يكون النطاق العريض المحمول متوفراً في كل مكان، ودول المنطقة تأتي دائماً في المرتبة الأولى من ناحية النطاق العريض المحمول.

وأوضح أن هناك تعاوناً بين إريكسون ووزارة الذكاء الاصطناعي في الإمارات، حيث تعمل الشركة مع الوزارة على إيجاد حلول لجعل الشبكات ذكية. وقال: لا نركز فقط على التعلم الآلي، بل نريد إضافة الذكاء الاصطناعي للتعلم الآلي، لجعل الآلات ذكية، ونريد للشبكة أن تكون ذاتية التعلم لتقليل التدخل البشري، بحيث تتمكن الشبكة من فهم حركة المرور، ومعرفة كيفية استخدم الجمهور للشبكة، ونوعية المعلومات التي يتم توليدها، وأي المواقع أكثر ازدحاماً، وبالتالي، إدارة مصادر الشبكة، وتجنب الأعطال والانقطاع، أي التشغيل الذكي للشبكات.

وحول التأثيرات المتوقعة لتقنية الجيل الخامس في فرص العمل، أوضح أنه ستكون هناك حاجة لتغيير مؤهلات الأفراد، ففي السوق، هناك طلب كبير على محللي البيانات، وبالتالي، ستقل الحاجة للعمل باليد، وستزيد الحاجة للعمل بالدماغ. كما أن الجيل الخامس سيساعد في تقليل الخطر على حياة العاملين، بالنسبة للمهندسين والفنيين الذي يعملون في أماكن بعيدة، مثل الصحراء وغيرها، حيث سيمكننا الاستغناء عن الحاجة لإرسال العاملين بنسبة 30 ٪، مع تطور الآلات إلى التعلم الذاتي والتفكير وحل المشكلات بنفسها.وقال: لدينا تطبيق اختبرناه مؤخراً للعاملين في المواقع الميدانية، يجمع بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال ربط نظارات بتقنية الجيل الخامس، تصل العامل مع مركز العمليات، وتقدم له نصائح بما يجب عليه القيام به، وهو ما يجعل العمليات التشغيلية أكثر كفاءة وذكاء وأماناً.

فرص هائلة

وقالت فدا كبي المديرة الإقليمية للاتصالات المؤسسية والتسويق لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لشركة إريكسون، إن تقنية الجيل الخامس ستفتح فرصاً جديدة لمشغلي الاتصالات في الإمارات، وستحفز مزيداً من الابتكارات في قطاعات متعددة، مثل الصحة والتنقل والسلامة، كما أن الجيل الخامس سيدر مصادر دخل جديدة. وأوضحت أن هذا هو الوقت المثالي لإطلاق تقنية الجيل الخامس مع اقتراب إكسبو 2020، حيث إننا ابتكرنا مجموعة تطبيقات تم عرضها خلال المؤتمر العالمي للأجهزة المحمولة، ستدعم هذا الحدث بشكل ملحوظ.

وأردفت أن دول الخليج من الدول الرائدة في اقتناء تقنية الجيل الخامس، حيث قامت إريكسون أمس، بتوقيع اتفاقيات مع اتصالات الإمارات، وشركة الاتصالات السعودية، فيما بلغ العدد الإجمالي للاتفاقيات التي تم توقيعها للجيل الخامس منذ عام 2018 وحتى اليوم، 13 اتفاقية.

تطبيق

وقالت بريتي ناجاراجان رئيس استراتيجية قطاع الشبكات بإريكسون العالمية، إن النماذج العالمية لاستخدام تقنية الجيل الخامس، يمكن تطبيقها في دبي، وعلى سبيل المثال، وللتحقق من جودة المياه من المصادر، يمكن الاستعانة بحساسات في مصادر المياه، تقوم بتحليل جودتها، وتزويد المراكز بالمعلومات، لمعرفة ما إن كان هناك تلوث، وبالتالي، فإن مثل هذا التطبيق، سيقود لحياة أكثر أمناً وسلامة.

وأضافت: لدينا كثير من الحلول التي ستساعد دبي في أن تصبح مدينة ذكية ومتصلة ورقمية، وحلول مستدامة في قطاع التنقل والقيادة الذاتية، إضافة إلى جعل فرصة الاتصال عن بُعد، ومشاركة الإحساس بالأشياء، أمراً ممكناً.

التصنيع والنقل والسلامة

ولا يعد قطاع الاتصالات المستفيد الوحيد من تقنية الجيل الخامس، وإنما ستبرز استخدامات جديدة في القطاع الصناعي والمصانع. كما تقدم تقنية الجيل الخامس حلولاً مرورية في مجال التنقل عبر القيادة الذاتية. وفي المجال الرياضي، استعرضت شركة إريكسون نموذجين، أحدهما لحلبة سباقات وآخر لملعب كرة قدم يستخدم تقنية الجيل الخامس، والتي تمكّن الجمهور من مشاهدة المباريات بجودة ودقة عالية. كما ستجعل تقنية الجيل الخامس، عقد اجتماعات افتراضية بهيئة ثلاثية الأبعاد للأفراد، أمراً أكثر سهولة باستخدام تقنية الهولوغرام، والتي ستحل محل نظارات الواقع الافتراضي باهظة الثمن.

وعرضت إحدى الشركات التابعة لإريكسون بالتعاون بين BT وكلية كينجز لندن مشروعاً يساعد في الحفاظ علي سلامة المرضى في سيارات الإسعاف، من خلال وصل الطبيب بشكل مباشر مع الممرض الموجود مع المريض في سيارة الإسعاف، حيث يقوم الثاني بعمل موجات فوق صوتية للمريض، وإرسالها للطبيب بتقنية الجيل الخامس، ما يسرع التواصل، ويمكّن الطبيب من قراءة الصور، وتزويد الممرض الإجراءات الطبية الضرورية للقيام بها، والحفاظ على سلامة المريض.

واستناداً إلى تقرير صادر عن «إريكسون كونسيومر لاب»، فإن ثلث مستخدمي الهواتف الذكية عالمياً، سيتنقلون إما فوراً أو في غضون 6 أشهر، إلى مزود خدمة يستخدم الجيل الخامس. واليوم، ستتصدر الولايات المتحدة وآسيا المشهد في شبكات اتصال الجيل الخامس.

استخدام تقنية الجيل الخامس لخدمات إسعافية أسرع وأكثر كفاءة | البيان

وكشفت شركات تقنية عالمية من بينها شركة إريكسون عن تقنية تعتمد على «الجيل الخامس» لنقل الإحساس باللمس باستخدام أجهزة تكنولوجية عالية الحساسية، بما يمكّن الأشخاص من تحقيق اتصال طبيعي في المستقبل، بحيث يشعرون بالمواد والمحتوى الذي يتواصلون من خلاله.

تقرير

ومن المتوقع أن تصل الاشتراكات بتقنية الجيل الخامس إلى 30 مليون اشتراك للنطاق العريض المتنقل المحسن في الشرق الأوسط وأفريقيا بنهاية عام 2024، وهو ما يمثل 2 ٪ من إجمالي الاشتراكات بالاتصالات المتنقلة. وهذا ما سيجعل الجيل الخامس أسرع جيل في مجال التقنية الخلوية، الذي يتم إطلاقه على نطاق عالمي، وذلك وفقاً لأحدث تقارير إريكسون للاتصالات النقالة من إريكسون.

وتشمل المحركات الرئيسة لنشر تقنية الجيل الخامس، زيادة سعة الشبكة، وانخفاض التكلفة لكل غيغا بايت، ومتطلبات حالة الاستخدام الجديدة. ومن المتوقع أن تأتي غالبية اشتراكات الجيل الخامس في الشرق الأوسط وأفريقيا، من أسواق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتقدمة، مثل دول مجلس التعاون الخليجي، وفي ما يتعلق بأفريقيا، تشهد جنوب أفريقيا زخماً كبيراً.

وفي ما يتعلق بالبيانات المتنقلة، تعد المنطقة الأولى عالمياً من حيث توقعات النمو بتسع مرات (1.8 إلى 15.4 إكسابايت في الشهر من 2018 إلى 2024)، وتضاعف اشتراكات النطاق العريض المتنقل (860 إلى 1630 مليوناً من 2018 إلى 2024).

انتعاش

وأظهرت الاقتصادات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، انتعاشاً ملاحظاً عام 2018، ومن المتوقع أن تنمو هذه الاقتصادات بنسبة 3.9 ٪ عام 2019.

وسيدفع استمرار النمو الاقتصادي في المنطقة، إلى جانب تزايد نسبة الشباب، والسياسات الملائمة، والأجهزة الأقل تكلفة، إلى التوجه لتعزيز الاستثمار في قطاع الاتصال، ما يؤدي بالتالي إلى الاستفادة من خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وستشهد الاشتراكات بتقنية الجيل الرابع المطور LTE، أعلى معدل نمو سنوي مركب، يبلغ 23 ٪ بين عامي 2018 و2022، مدفوعة بزيادة استثمارات مزودي خدمات الاتصالات المتنقلة في شبكات تقنية الجيل الرابع، بالإضافة إلى زيادة استخدام خدمات الهاتف المحمول، التي تعتمد على البيانات بشكل مكثف في المنطقة.

فرص أعمال يوفرها الجيل الخامس

توفر تقنية الجيل الخامس، العديد من الفرص، التي تتضمن، إلى جانب النطاق العريض المتنقل المعزز

- النفاذ اللاسلكي الثابت

- الواقع الافتراضي- الواقع المعزز وخدمات الوسائط المتقدمة

- السلامة والأمن

- الأتمتة الصناعية

وتستهدف الموجة الأولى من إطلاق الجيل الخامس في الشرق الأوسط وأفريقيا، قطاع النفاذ اللاسلكي الثابت، حيث يستخدمه المشغلون كبديل للألياف، مع وصول سريع للأسواق، بالإضافة إلى توفير المزيد من الإيرادات. ومع ذلك، وفي ما خص إمكانات الجيل الخامس الكاملة، والتطبيق على نطاق واسع، وتحقيق النجاح على المدى الطويل، يجب معالجة مجالين رئيسين، وهما توفير الطيف وحالات الاستخدام المتطورة.

ويحتاج مزودو خدمات الهاتف المحمول، إلى دعم كبير من المنظمين، لخلق ما يكفي من الطيف في النطاقات المتوسطة والمنخفضة الحالية. من ناحية أخرى، هناك حاجة إلى نطاق واسع وطيف الموجات المليمترية لمعالجة حالات الكمون منخفضة للغاية، مثل الأتمتة، والواقع المعزز، والمراقبة عن بُعد.

اقرأ أيضا:

شاهدوا تغطية "البيان" المصورة من قلب الحث التقني الأضخم للأجهزة المحمولة في برشلونة عبر حسابات البيان على مواقع التواصل الاجتماعي