تحتفل الدولة بيوم المرأة الإماراتية، تقديراً للدور المتكامل الذي تلعبه المرأة في الدولة كمحرك للتنمية والازدهار. ويقام هذا الاحتفال السنوي لهذا العام تحت شعار «واقع ملهم... مستقبل مستدام» مسلطاً الضوء على بعض أعظم الإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية في البيئات غير التقليدية. وخير مثال على ذلك إنجازات خريجة الجامعة الأمريكية في الشارقة ونية عبدالله، والتي تثبت أن الاستثمار في تعليم المرأة يمكن أن يغير الأمم ويبني اقتصادات قوية.
تقدم ونية عبدالله مثالاً على تطور المرأة الإماراتية في الأدوار الهندسية التي يهيمن عليها الرجال عادة. فهي تشغل منصب مشرف مسؤول على منشأة «دوكاب» للألمنيوم، والتي هي واحدة من الشركات الرائدة في الإمارات في تطوير وتصميم وتصنيع وتسويق وتوزيع منتجات الأسلاك والكابلات النحاسية والألمنيوم. وتتمثل مسؤوليات ونية عبدالله الأساسية في قيادة فرق العمليات لزيادة الإنتاجية وكفاءة التصنيع، والعمل مع فرق المبيعات لتلبية متطلبات العملاء، وتقييم أفضل ممارسات الصحة والسلامة لتحسين الظروف في المصنع.
تطبيق
تخرجت ونية عبدالله من الجامعة الأمريكية في الشارقة عام 2008 بشهادة بكالوريوس العلوم في الهندسة الكيميائية، وقررت بناء مستقبل مهني لها في مجال التصنيع بعد مناقشات ملهمة عدة أجرتها مع أحد أساتذتها في الكلية الهندسة.
وقالت: لطالما كنت مهتمة بالهندسة لأنه مجال سمح لي بمعرفة كيفية تطبيق المبادئ والنظريات ووضعها قيد التنفيذ، فهي تعمل على مستويين في الهندسة النظريات والتطبيق العملي. على سبيل المثال، يمكنني البحث والتعرف على مشكلة تتعلق بتصميم الكابلات بصورة نظرية، ولكن وفي الوقت نفسه، من الرائع العمل على تطوير الكابلات التي يمكن أن يكون لها تأثير فوري على المجتمع، مبينة أن أحد أساتذتها ألهمها للعمل في التصنيع. وحصلت على فرصة للانضمام إلى دوكاب في عام 2008 كمهندس مصنع، وظلت تعمل في هذا المجال لأنها أرادت أن تكون جزءاً من عملية الإنتاج حيث تتجمع المكونات معاً وتتحول إلى منتج نهائي يمكنني رؤيته ولمسه.
فرصة
وأضافت أنه في عام 2016، وبعد سنوات عدة من العمل في مجال التصنيع، أتيحت لها الفرصة للانضمام إلى الفريق المخصص لإنشاء منشأة دوكاب للألمنيوم وشاركت في اجتماعات العمل التي تم إجراؤها مع مصنعي الآلات في الولايات المتحدة، وقد شكل حفل الافتتاح بالنسبة لها يوماً مميزاً، مبينة أنها تم ترقيتها لتعمل مشرفة، ما أعطاها دوراً منظوراً أوسع لجميع عمليات التصنيع وأنشطة الصيانة، كما ساعدها في تعلم كيفية تحفيز الأفراد وتشجيعهم ودعم العمل الجماعي ودعم أهداف العمل في الوقت نفسه، كما زودتها دوكاب بالعديد من فرص التدريب.
وتحدثت عبدالله عن مسيرتها المهنية وتطلعاتها المستقبلية قائلة: لقد أعطتني دوكاب فرصة للنمو واستخدام مهاراتي الشخصية مثل الذكاء العاطفي والتعاطف وإدارة المنازعات والعمل الجماعي، ما منحني ميزة تنافسية بصفتي امرأة في هذا مجال. أما بالنسبة للمستقبل، فأتطلع إلى تولي المزيد من المسؤوليات، كما أود أن أصبح معروفة كخبيرة في هذه الصناعة، إضافة إلى دعم الخريجات الجدد وتحفيزهن على الدخول في هذا المسار الوظيفي.