سجل قطاع الأطعمة المجمدة في الإمارات معدل نمو سنوي مركباً بلغ 4.8%. ويضمّ قطاع الأطعمة المجمدة شريحةً من المنتجات التي تتزايد شعبيتها بين المستهلكين، والتي توفّر حلاً سريعاً وذكياً لتحضير وجباتٍ صحية ومغذية مطهية مسبقاً دون الحاجة لقضاء أوقات طويلةٍ في تحضير المأكولات.
وبلغ حجم سوق الأطعمة المجمّدة في الإمارات 790.74 مليون دولار في عام 2020. ونظراً لأن الموظفين يشكلون غالبية سكّان الدولة، يفضّل الكثيرون الوجبات المطهية المجمّدة على التسوّق لشراء الحاجيات وتحضير الوجبات وطهوها. ويوجد حالياً عدد قليل من الشركات التي تقدّم وجبات مطهية جاهزة للتسخين مع فترة صلاحية تمتدّ لسنة كاملة.
ويمثّل هدر الطعام أحد أكثر المشاكل إلحاحاً في يومنا هذا، إذ تقدِّر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة كمية الطعام المهدور حول العالم بأكثر من 1.3 مليار طن كلّ عام، وبتكلفة هائلة تقارب 680 مليار دولار. وقادت مشكلة هدر الطعام نحو نمو سوق الأطعمة المجمَّدة عالمياً بفضل ظهور تقنيات التبريد الحديثة كالتجميد العاصف، إلى جانب توفّر الدخل المتاح للإنفاق لدى المستهلكين. وتوقّع بحث صادر عن منظمة بريسدنس للأبحاث نموّ قيمة سوق الأطعمة المجمّدة إلى 504.41 مليارات دولار بحلول 2030.
حل فعال
لكن كيف تستطيع الشركات الحفاظ على وجباتها المجمدة المحضّرة مسبقاً دون أن تفقد شيئاً من مذاقها أو قيمتها الغذائية؟ وكيف تحافظ هذه الوجبات على مذاقها الشهي والمشابه للأطعمة الطازجة؟ يقول زياد بشناق - الشريك الإداري في شركة «ديليكتيا» إن الجواب في تقنية التجميد العاصف، لكن ما الذي يجعل تقنية التجميد العاصف فعالة للغاية؟
وتختلف المجمّدات العاصفة عن المجمّدات العادية المستخدمة في المنزل، حيث تقوم الأولى بتجميد الأطعمة بسرعة كبيرة تبقيها طازجة لمدّة أطول بكثير من خلال تدفّق الهواء بدرجة حرارة دون درجات التجمد، والذي يمنع تشكّل بلّورات الجليد التي تخرّب قوام الطعام وتجرّده من نكهته. وتحافظ تقنية التجميد العاصف على قوام الطعام وقيمته الغذائية، وفي الوقت ذاته تطهّره من الجراثيم وتمنع تكاثرها.
التجميد العاصف
تساعد تقنية التجميد العاصف الشركات على المحافظة على آلاف الأطنان من الطعام بشكل طازج قبل إرسالها إلى الأسواق، إلى جانب المحافظة على العناصر المغذية في الوجبات المطهية، وتسهم بذلك في تخفيض كميات الغذاء المهدور. ويتوجّب على الشركات أيضاً الالتزام بمجموعة من الأنظمة الصارمة التي تضمن تلبية منتجات الأطعمة المجمّدة لمعايير السلامة الغذائية في أبوظبي. وتشمل هذه الأنظمة ضرورة تجميد الأطعمة فور تحضيرها للحدّ من انتشار الجراثيم الضارة، إضافة إلى تخزين الأطعمة بدرجة حرارة 18 درجة مئوية تحت الصفر أو ما دون.