ركزت محادثات الطاقة المتجددة في اجتماعها العاشر بمقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»، أمس في أبوظبي بمشاركة 40 سفيراً وشخصيات رفيعة المستوى، على استعدادات استضافة الإمارات لـ«أسبوع أبوظبي للاستدامة» الشهر المقبل والدورة 28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» بين 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023.

وقال السفير ماجد السويدي المدير العام لمكتب مؤتمر الأطراف «COP28»: نعتزم خلال «COP28» استضافة حوار يحتوي الجميع حول حالة ومستقبل الانتقال في الطاقة، وسندعم خطة عمل للانتقال في الطاقة مبنية على الاسترشاد بالعِلم، وخبرة المهندسين، وتأييد قطاع الأعمال.

وتابع: سنضع الخطوط العريضة لخطة تمتد لعقود، قيمتها تصل إلى تريليونات الدولارات، لتحقيق الانتقال في قطاع الطاقة لدينا.

وذكر أن المشاركين في مؤتمر الأطراف العام المقبل سيرون أن الإمارات مورد مسؤول للنفط والغاز في عالم يفتقر إلى أمن الطاقة وأننا ملتزمون بخفض الانبعاثات، فعلياً وليس نظرياً، كما أننا أيضاً رواد في مصادر الطاقة المتجددة، حيث نمتلك ثلاثة من أكبر محطات الطاقة الشمسية وأقلها تكلفة في العالم.

وقال: خلال 2021، كان ثلثا الطاقة المتجددة المنتجَة أقل تكلفة من أرخص أنواع الفحم، فيما شكلت مصادر الطاقة المتجددة في العام الماضي 81 % من إجمالي الاستثمارات الجديدة بقطاع الطاقة. ورغم التشكيك سابقاً في مصادر الطاقة المتجددة واتهامها بأنها غير عملية ومنخفضة الكفاءة ومرتفعة التكلفة، أصبحت لها الآن الريادة في الأسواق الناشئة، وهذا التقدم الملحوظ دليل على قوة الابتكار والتعاون، وعلى أننا نمضي على المسار الصحيح.

وذكر أن الطريق لا يزال طويلاً. فمصادر الطاقة المتجددة لا تزال متأخرة فيما يتعلق بحصتها السوقية الإجمالية، وهذه فجوة نحتاج إلى معالجتها لضمان التقدم في العمل المناخي، وكما أوصت «آيرينا» فإن مصادر الطاقة المتجددة بحاجة إلى أن يزيد نموها السنوي بمعدل 3 أضعاف، لتصل إلى 8 آلاف غيغاواط سنوياً 2030 إذا أردنا تحقيق هدف تفادي ارتفاع درجة حرارة الأرض فوق 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية. أو بعبارة أخرى، نحتاج إلى قفزة كبيرة لمصادر الطاقة المتجددة لتصل إلى القدرة على توفير 65 % من الكهرباء. فكيف يمكن تحقيق ذلك؟ وقال: يسرني أن أشير إلى أن هذين السؤالَين سيكونان في مقدمة الأولويات وفي صميم عملية مؤتمر الأطراف COP28.

دور بارز

وشدد على أن الإمارات لديها دور بارز كأحد أكبر المستثمرين في الطاقة المتجددة خارج الدولة، حيث استثمرت 50 مليار دولار في مشروعات للطاقة المتجددة في مختلف أنحاء العالم، وستستثمر 50 مليار دولار إضافية خلال الفترة القادمة، مشيراً إلى ما أعلنته الإمارات خلال مشاركتها في مؤتمر الأطراف COP27 كنموذج عن المتوقع فيما هو قادم.

وتابع: كشفنا عن أحد أكبر مشروعات طاقة الرياح في العالم خلال مؤتمر الأطراف COP27، والذي سيوفر لمصر الشقيقة 10 غيغاواط من الطاقة النظيفة، ونعمل مع شركائنا في الولايات المتحدة من خلال مبادرة الشراكة الاستراتيجية لاستثمار 100 مليار دولار لنشر الطاقة النظيفة في الاقتصادات الناشئة في أنحاء العالم. كما عملنا من خلال برنامجنا «اتحاد 7» على توفير طاقة نظيفة لـ100 مليون شخص في أفريقيا.

وذكر أن ما توضحه هذه المبادرات هو أن الإمارات تتقدم بخطى ثابتة في مسارها لتطوير وتسريع الانتقال إلى منظومة الطاقة المستقبلية. دعم

وأكد فرانشيسكو لا كاميرا مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» دعم الوكالة لاستضافة الإمارات مؤتمر الأطراف «COP28» العام المقبل استكمالاً للأسس التي تم وضعها في مؤتمر الأطراف «COP27» في شرم الشيخ الشهر الماضي، وتعزيز مشاركة الدول كافة وتفعيل المبادرات التي تم الحديث بشأنها في شرم الشيخ. وأضاف: وضعنا تصوراً للمبادرات المستهدفة من أجل دعم رؤية دولة الإمارات بخصوص مؤتمر الأطراف «COP28» ونتائجه. ويسعدنا تحقيق هذه المبادرات خلال الأشهر المقبلة، ونتطلع إلى الارتقاء بشراكاتنا الناجحة مع الإمارات، دعماً لتحقيق نتائج هادفة وناجحة وملموسة خلال المؤتمر.

وقالت الدكتورة نوال الحوسني المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»: نبارك لمصر نجاحها في استضافة مؤتمر الأطراف «COP27»، مشيرة إلى أن أبرز نتائج مشاورات شرم الشيخ إنشاء صندوق «الخسائر والأضرار»، فضلاً عن الإجماع العالمي رفيع المستوى على أهمية الالتزام بمبادرات التغير المناخي.