أكد موقع «ساوث تشاينا مورنينج بوست» أن دبي باتت وجهة مفضلة للمستثمرين العقاريين القادمين من الصين الداخلية وهونغ كونغ، وذلك وفقاً للوسطاء العقاريين، ويعزى هذا التحول في بوصلة الاهتمام إلى السوق العقارية المزدهرة في دبي وبرنامج الإقامة السريعة الذي توفره الإمارة.
وأشار الموقع إلى أن تركيز المستثمرين الصينيين كان منصباً لسنوات طويلة على البرتغال، لكن الآن تحول تركيزهم إلى دبي المتألقة في الإمارات، التي تحتضن نحو ربع مليون مواطن صيني، إضافة إلى حي صيني افتتح العام الماضي.
ونقل الموقع عن مارك إليوت، المدير الأول ورئيس قسم السكن الدولي في «سفيلز» بهونغ كونغ قوله: لقد شهدنا ارتفاعاً هائلاً في الطلب على عقارات دبي. لقد حلت دبي بشكل أساسي محل الاهتمام الذي كانت تشهده البرتغال وألمانيا على وجه التحديد، حيث انخفض الطلب في هاتين الدولتين الأوروبيتين.
وأضاف إليوت أن شركة «سفيلز» تتلقى حالياً نحو 250 استفساراً شهرياً حول عقارات دبي من هونغ كونغ هذا العام، وهو رقم يعادل ما كانت تتلقاه الشركة على مدار عام سابق.
طلب متزايد
وقال أندرو كومينجز، رئيس قسم العقارات السكنية في الشرق الأوسط لدى «سفيلز»: ينعكس الطلب المتزايد على العقارات السكنية في دبي على أسعار المنازل التي تشهد ارتفاعاً ملحوظاً، حيث ارتفعت بنسبة 70% في 2023، متوقعاً تحقيق نمواً بنسبة 7% خلال 2024.
وفي الربع الأول من 2024، تم بيع 105 منازل فاخرة في دبي، وهو رقم يقترب من معادلة الرقم القياسي البالغ 431 صفقة للمنازل التي تزيد قيمتها على 10 ملايين دولار في 2023، متفوقة بذلك على نيويورك ولندن.
ومن ضمن صفقات البيع المذكورة منزل على الواجهة البحرية بمساحة 10.000 قدم مربعة في نخلة جميرا بقيمة 24 مليون دولار، وفقاً لما قاله كومينجز، وكان المشتري يمتلك نشاطاً تجارياً في المدينة وأراد مكاناً له ولأسرته.
وأشار موقع «ساوث تشاينا مورنينج بوست» إلى أن كومينجز سافر إلى هونغ كونغ الأسبوع الماضي للقاء نحو 50 مشترياً محتملاً مهتمين بشراء عقارات في دبي، في الوقت الذي التقت فيه شركة «نايت فرانك» مع 30 مستثمراً صينياً من مدن مثل بكين وشنغهاي وووهان وتشينغداو، لشراء عقارات في دبي أيضاً. وقال فيصل دوراني، الشريك ورئيس قسم الأبحاث لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «نايت فرانك»، إن العقارات الفاخرة في دبي أصبحت جذابة بشكل متزايد للأفراد الأثرياء. وأضاف: أظهر استطلاعنا أن 23% من الأفراد ذوي الثروة الصافية الفائقة، الذين تزيد قيمة أصولهم على 20 مليون دولار، على استعداد لإنفاق أكثر من 5000 دولار على القدم المربعة الواحدة في عقار سكني يحمل علامة تجارية في دبي.
شركات صينية
ويشير التقرير إلى أنه رغم أن المستثمرين الصينيين يشكلون حالياً 10% فقط من معاملات العقارات السكنية في دبي، وفقاً للبيانات التي استشهدت بها «سفيلز»، إلا أن المزيد من الشركات الصينية تتخذ من المدينة مقراً لها، ففي الفترة من يناير إلى مارس 2024، ارتفع عدد الشركات الصينية المسجلة لدى غرفة تجارة دبي بنسبة 65% إلى 1560 شركة مقارنة بالعام السابق 2023.
ووفقاً لشركة «نايت فرانك»، فإن نسبة العقارات المكتبية الشاغرة أقل من 5% في المدينة، ومن المقرر أن ينخفض هذا الرقم أكثر، حيث تم تأجير معظم المساحات الجديدة المقدرة بـ2.3 مليون قدم مربعة، التي ستدخل السوق خلال السنوات الخمس المقبلة.
ويؤكد التقرير استفادة الأجانب من برنامج الإقامة مقابل الاستثمار الذي تقدمه الإمارات، والذي يمنح الأفراد فرصة الحصول على تأشيرة طويلة الأجل عن طريق شراء عقار بقيمة لا تقل عن مليوني درهم، إما عن طريق الدفع الكامل أو الحصول على قرض من البنوك المحلية المعتمدة من قبل السلطات، وفقاً للموقع الإلكتروني الحكومي.
تأشيرات ذهبية
وفي 2023، أصدرت دبي 158 ألف تأشيرة ذهبية، وهو رقم يتجاوز بكثير التأشيرات البالغ عددها 13 ألف تأشيرة، التي قدمتها البرتغال من خلال برنامجها الخاص منذ إطلاقه في 2012، وفقاً للبيانات التي استشهدت بها منصة التكنولوجيا العقارية «Juwai IQI».
ويتوقع أن يرتفع عدد سكان دبي إلى 7.8 ملايين نسمة بحلول عام 2040، أي أكثر من ضعف عدد سكانها الحالي البالغ 3.7 ملايين نسمة. ووفقاً للوسطاء، يعود صعود دبي كوجهة استثمارية جزئياً إلى جهود الحكومة لتعزيز بنيتها التحتية ومكانتها الدولية.
وقال فيصل دوراني إن السلطات أعلنت عن مبادرة بمليارات الدولارات لجعل دبي من أكبر المراكز المالية في العالم، كما تقوم الإمارة بتحديث شبكات النقل الخاصة بها، حيث توجد خطط لاستثمار 128 مليار درهم لبناء صالة ركاب جديدة من شأنها توسيع مطار آل مكتوم الدولي بمقدار خمس مرات، ليصبح الأكبر في العالم.
واكتملت شبكة «الاتحاد للقطارات»، وهي شبكة القطارات الوطنية في الإمارات، مؤخراً، من ربط دبي بالمراكز التجارية والتصنيعية والسكانية الرئيسية في الدولة، وامتدت إلى حدود السعودية وسلطنة عمان.