ناقش خبراء ومختصون في مجال التعليم، حركة التطوير المستقبلية الذي سيشهدها قطاع التعليم من منصة معرض «إكسبو 2020 دبي»، واستعرضوا التحديات التي تحيط بالنظم التعليمية حول العالم في ظل جائحة «كورونا»، مستعينين بأصوات الطلبة وقدرات المعلمين على إلهام الطلبة.
وكشف الخبراء والمختصون عن التحولات الجذرية التي شهدها القطاع، ما يتطلب وضع خارطة عالمية لإعادة تشكيل التعليم في المستقبل، كانت عناصرها الرئيسية: التحول الرقمي، ودمج الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية وتوظيفه في بناء مستقبل يتسم بقدر أكبر من الاستدامة والإدماج والسلم.
جاء ذلك ضمن احتفاء «إكسبو 2020 دبي»، باليوم العالمي للتعليم الذي يصادف 24 يناير من كل عام، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2019، للاحتفاء بالدور الذي يضطلع به التعليم في تحقيق السلام والتنمية والتأكيد على الدور الراسخ لإحداث التغيير من أجل التعليم الشامل والعادل والجيد للجميع.
بوابة
وقال معالي حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، خلال كلمته الافتتاحية، إن «إكسبو 2020 دبي»، يعتبر بوابة العالم نحو إشراقات المعرفة والعلم وريادة المستقبل واستدامة الحياة من أجل عالم أفضل وأجمل، وشعوب تواقة للخير والتقدم والإنجاز.
ورأى الحمادي أن الاحتفاء باليوم العالمي للتعليم من قلب إكسبو التي يعتبر المظلة العالمية التي تجمعنا على المحبة والتعايش والتجدد والمعاصرة والعمل من أجل الإنسانية جمعاء، فرصة لتسليط الضوء على قضايا وملفات تعليمية ذات قيمة مضافة للتعليم ودوره الرائد في بناء التنمية والتعاون والسلم العالمي وتعزيز الهوية العالمية، وتحسين جودة حياة الإنسان.
وأوضح أن الواقع الصحي الجديد يبرز الحاجة الملحة إلى تعزيز التعاون الدولي والعمل على مواجهة التحديات التي استجدت، وبالتالي أصبح لزاماً علينا أن نعزز من فرص تطور التعليم حتى نضمن وصوله إلى جميع الطلبة حول العالم.
مساع
ولفت إلى وجود مساع جادة من قبل المنظمات والمؤسسات العالمية، وعلى رأسها اليونيسكو، لتوحيد الرؤى والجهود والتنسيق والتشاور المستمر للنهوض بالتعليم، وكانت الإمارات سباقة إلى ترسيخ الأولويات والأهداف والعمل والتضامن من خلال تحقيق شراكة حقيقية وفاعلة مع منظمة اليونيسكو ودول العالم من أجل استدامة التعليم.
وتطرق معاليه إلى الاستجابة السريعة للدولة لمواجهة التحدي الصحي الناجم عن الجائحة، وبتوجيهات القيادة الرشيدة، التي تمثلت في ضمان حصول الطلبة على حق التعليم من خلال اعتماد التعلم الذكي كبديل، في سبيل دعم استمرار التعليم والتعلم خلال جائحة «كوفيد-19» للمدارس والتعليم العالي، والتأكد من أن التعلم عبر الشبكة العنكبوتية، يأخذ في الاعتبار احتياجات التعلم للجميع، بما في ذلك القدرات المتنوعة وأصحاب الهمم، وتقديم المزيد من الخبرات التعليمية الجديدة للطلبة من أجل مستقبل مرن وواعد في الإمارات. كما كان التركيز على أدوات التعلم الإلكتروني لدفع الاستقلالية في عملية التعلم، بحيث يكون بمقدور الطلبة الحصول على فرصة التعلم في أماكن وأوقات مختلفة، وفي الوقت ذاته تخصيص تعلمهم بناءً على احتياجاتهم وقدراتهم.
ممارسات
من جانبها، أكدت مهرة المطوعي، مدير المركز الإقليمي للتخطيط التربوي، أهمية تطوير مكونات المنظومة التعليمية لتتكيف مع معطيات المستقبل وتغيراته وأهم هذه المكونات هو المعلم، موضحة أن معلمي المستقبل بحاجة إلى تغيير ممارساتهم المهنية، بحيث يتحولوا من مصدر للمعلومات والمعرفة إلى مصدر للدعم وفتح مجالات التعلم المخالفة للطالب، بما يتواءم مع إمكانياته ومستوياته وأفضل طرق تعلمه.
وأضافت إنه في ضوء هذا التحول، يجب أن يكون المعلم جامع معلومات وبيانات ومحللاً ومخططاً لتجربة تعلم كل طالب من طلابه ودعمه في معالجة تحديات تعلمه، خاصة وأن التعليم هو الحق الأساسي لكل إنسان، وهو الأداة القادرة على تحويل المجتمعات ورسم خارطة مستقبلها المشرق.
دور
بدوره، رأى أكرم طارق، مدير مدرسة «جيمس فاوندرز - المزهر»، إن مهمة المؤسسات التعليمية تكمن في خلق غد أفضل لمتعلمي اليوم، وعليهم الإيمان بأن كل طفل يستحق تعليماً عالي الجودة بغض النظر عن البداية التي انطلق منها، مشيراً إلى أهمية الإيمان بالدور الذي سيلعبه التعليم في حياة الأجيال القادمة والسلام المستقبلي والتنمية المستقبلية التي نتطلع إليها في كل أنحاء العالم.
وقال: نحن فخورون بأن مجتمع الإمارات يجسد مفاهيم التسامح والتماسك والاحترام والطموح بامتياز، ولقد صمد النموذج الرائد الذي قدمته أمام اختبار الزمن مما جعلها نموذجاً عالمياً للتفاهم والتعاون الثقافي، وكذلك فإن إكسبو دبي ليس مجرد شهادة على التطور هائل السرعة لدولة الإمارات على مدى الأعوام الخمسين الماضية، بل هو تجسيد حي لرؤية مستقبلية حيث يعكس شعار إكسبو «ربط العقول وصنع المستقبل» توجهات الإمارات بشكل مثالي.
فرصة
وفي سياق متصل، قال كريم مورسيا، مدير مدرسة «جيمس البرشاء الوطنية»: يعد الاحتفال باليوم العالمي للتعليم، بمثابة فرصة جديدة للمجتمع المدرسي للتفكير في الفرص التي نتمتع بها في ما يتعلق بالتعلم، في وقت يمثل فيه التعليم أقوى الأسلحة التي يمكن استخدامها لتغيير العالم، كما قال نيلسون مانديلا، وعلى الرغم من أن هذه الكلمات معروفة للجميع، إلا أنها تظل ذات أهمية قصوى لكل مجتمع.
وأكد على أهمية التكاتف بدعم جميع الأطفال المحرومين في مختلف أنحاء العالم، والعمل بلا كلل لدعم الابتكار والسعي إلى التطور المستمر لضمان توفير الرعاية لكل طالب وتمكينه من تحقيق أهدافه المستقبلية.
حلول
وقال روبرت رينالدو، مدير مدرسة «أكاديمية جيمس الأمريكية أبوظبي»، إن احتفال الأمم المتحدة باليوم العالمي للتعليم هو اعتراف بالدور الحاسم الذي يجب أن يلعبه التعليم في تحقيق أهدافه التنموية المستدامة التي حددتها المنظمة الدولية عام 2015 بعنوان «تحويل عالمنا: خطة التنمية المستدامة لعام 2030»، وكان هذا الإعلان بمثابة رسالة إلى جميع المعلمين للتذكير بالحاجة إلى تبني مفاهيم جديدة في التدريس والتعلم، وتوسيع نطاق تركيزنا من الحساب والقراءة والمحتوى والمهارات، إلى توفير الفرص لطلابنا ليصبحوا مشاركين نشطين في ابتكار حلول إبداعية للتحديات العالمية.
طاقات
وقالت شارلوت غريفز، مديرة مدرسة «جيمس رويال دبي»، إن الأطفال لا يستحقون التعليم فقط، وإنما يحتاجون إلى من يكتشف طاقتهم الكامنة ويظهر قدرتهم الهائلة على التعلم، ومن هذا المنطلق، فإن دورنا في غاية الأهمية، حيث نعمل جاهدين لضمان توفير فرص قيمة لجميع طلابنا وأولياء أمورهم، بغض النظر عن البلد الذي يأتون منها، ونعتز بأن لدينا 68 جنسية، نزدهر وننمو معاً كعائلة واحدة كما نلتزم بقيم سامية ونتبنى مبادئ إنسانية مشتركة.