أعرب الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عن سعادته بتعاون الهيئة مع مؤسسة «بلو ميتروبوليس» الأدبية المرموقة، من خلال تخصيص جائزة أدبية جديدة تمنح سنوياً للأدباء العرب وترعاها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، مشيراً إلى أن الجائزة ستساهم في رفع مستوى الاهتمام العالمي بالمؤلفين العرب ونتاجهم الأدبي، وتعمل على تعزيز دور العاصمة الإماراتية في عملية تفاعل الثقافات والحضارات.
وأشاد بإطلاق المؤسسة الكندية المعروفة ل«جائزة بلو ميتروبوليس الماجدي بن ظاهر للأدب العربي»، والتي جاءت تقديراً للشاعر الإماراتي الماجدي بن ظاهر الذي عاش بين أواخر القرن السابع عشر ومنتصف القرن الثامن عشر، وكان من أهم شعراء النبط في منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية عموماً.
وقد منحت الجائزة في دورتها الأولى للأديب اللبناني إلياس خوري الذي تسلم الجائزة يوم الخميس الماضي في العاصمة الكندية مونتيريال مع افتتاح مهرجان «بلو ميتروبوليس» الأدبي الدولي في كندا خلال الفترة من 25 ولغاية 29 إبريل 2007. ويقوم المعيار الأساسي للجائزة على الجودة الأدبية المقرونة بأعمال من نوعية رفيعة المستوى، مع مراعاة تاريخ النشر والحفاوة العالمية بالعمل.
وقررت لجنة التحكيم لسنة 2007م افتتاح الجائزة بمنحها للكاتب إلياس خوري، الروائي اللبناني والمثقف المرموق، والذي تحتل الاثنتا عشرة رواية وأربع كتب نقدية له المنشورة بالعربية في فترة تناهز الثلاثين سنة منزلة رفيعة في العالم العربي. وقالت المؤسسة: إن شهرة إلياس خوري الدولية عامة، ولقد ترجمت معظم رواياته إلى لغات عدة مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية والعبرية والإيطالية والنرويجية والسويدية، وهناك ترجمات قريبة مرتقبة للهولندية والبرتغالية والإسبانية.
وضمت لجنة تحكيم دورة العام 2007م كلاً من الشاعر والمترجم الدكتور جون عصفور، والمترجم الدكتور عيسى بوللاتا، والمترجم وصاحب مكتبة الشرق الأوسط حسن عز الدين، ومن مؤسسة «بلو ميتروبوليس» ليندا ليث مديرتها الفنية ومؤسستها في العام 1997.
وأعربت مؤسسة «بلو ميتروبوليس» الأدبية عن فخرها بالإعلان عن جائزة أدبية جديدة تمنح سنوياً لمؤلف عربي يشارك في مهرجان «بلو ميتروبوليس» الأدبي الدولي. وأوضحت أن جائزة «بلو ميتروبوليس» الماجدي بن ظاهر للأدب العربي تمنح سنوياً للنتاج الأدبي الكامل لكاتب عربي في حقل الشعر والرواية..، المكتوب باللغة العربية أو غيرها.
من هو الماجدي بن ظاهر؟
هو أقدم شاعر شعبي وصلنا إنتاجه الشعري من شعراء الإمارات، ويمكننا اعتباره بأنه من شعراء الدولة العربية، إذ ولد على وجه التقريب في الربع الأول من القرن السابع عشر، وذلك استنادا إلى القصيدة التي مدح فيها الإمام سيف بن سلطان اليعربي الملقب بقيد الأرض، والتي كان في ساعة نظمه لها كبيرا في السن.
يحتل ابن ظاهر موقعا مهما في الذاكرة الشعبية، ويحظى عند الكثيرين من أبناء البادية بنوع من التقديس لقصائده وسيرة حياته، على الرغم من أنه لا يعرف عنه اسمه الحقيقي، ويروي بعض الرواة إن اسمه (علي) استنادا إلى أبيات ينسبوها إليه، ويقول فيها:
يقول فتى العليا علي بن ظاهر
عليَّ الطلاق أن الفقيرَ ذليلُ
فوالله ما بي من ملاقاة غلما
لكن ما بين اليدين قليل
كما أنه لم يتم التوصل إلى القبيلة التي ينتسب إليها، إذ لا يعرف إن كان اسم الماجدي اسماً له أو لقباً، كما لا يعرف إن كان (ابن ظاهر) أو اسم (ظاهر) اسماً لوالده أو عائلته أو قبيلته. لقد تحولت حياة ابن ظاهر إلى سيرة شعبية يتداولها الناس، وأضاف إليها الرواة وغيروا فيها الكثير، حتى غدا أسطورة شعبية، ويقال إنه تنقل بين أكثر من منطقة، ثم اختار منطقة (الخران) في رأس الخيمة مكانا لاستقراره في أواخر حياته ومقرا لدفنه بعد موته،
ولا يزال قبره موجودا فيها إلى اليوم. كما تدور أغلب حكايات سيرته الشعبية حول كرمه وشجاعته وذكائه وعمله وأشعاره وأمثاله، وقد ألحقت بسيرته حكاياته مع ابنته التي يقال إنها قرضت الشعر، على الرغم من أنه لم يصلنا عنها سوى قصيدة واحدة، وتقول السيرة إنه منعها من نظم الشعر بعد أن سمع قصيدتها تلك. أما أشعاره فقد دونت في عدد من المخطوطات التي يعود تاريخ أقدمها إلى الربع الأخير من القرن التاسع عشر، وبلغ عدد القصائد التي دونتها المخطوطات ست عشرة قصيدة، ولكن العديد من الرواة يحفظون مقاطع من قصائد ينسبونها إليه، ولم تدونها المخطوطات القديمة