شهدت صالات السينما خلال أسبوع العيد بالإمارات مجموعة متنوعة من الأفلام الأميركية تجمع بين الأكشن والخيال العلمي والرسوم المتحركة، وعدد كبير منها بتقنية العرض ثلاثي الأبعاد وقد تناولناها في الأسابيع الماضية بالعرض والتحليل، ولكن اللافت للانتباه هو طرح الأفلام العربية في السوق الخليجي بالتزامن مع افتتاح عروضها بالقاهرة، في محاولة من قبل شركات التوزيع تعويض الخسائر التي منيت بها خلال موسم الصيف الذي واكب ثورة 25 يناير في مصر، وما صاحبها من أحداث مشابهة في بعض الدول العربية، ويبدو أن أصحاب رؤوس الأموال في صناعة السينما قرروا تعلم الدرس بعد الفشل التجاري للأفلام المصرية نتيجة العقلية المتشددة والمتجمدة التي تدفع متأخرة جدا بتلك الإنتاجيات الحديثة إلى صالات السينما الخليجية.

جس نبض

في عملية جس النبض لجمهور المشاهدين، دفعت شركات الإنتاج والتوزيع المصرية بخمسة أفلام كوميدية دفعة واحدة، يعرض منها في الكويت والعراق وقطر والبحرين والأردن فيلم محمد سعد الجديد «تك تك بوم»، والذي قررت شركة «جلف فيلم» تأجيل عرضه إلى الأسبوع المقبل بالإمارات، نتيجة عرضها فيلمين أميركيين كبيرين هما «كابتن أميركا» و»كانون البربري»، ولكنها قامت بطرح فيلم «أنا بضيع يا وديع» حتى تمهد الطريق للأفلام الأخرى المقبلة وهي «بيبو وبشير» و»يا أنا يا هو» و»شارع الهرم» بطولة سعد الصغير ودينا والذي حقق في أول أيام عرضه بالقاهرة إيرادات بلغت مليون و700 ألف جنيه، وجاء في المرتبة الثانية فيلم «تك تك بوم» محققا مليوناً و200 ألف جنيه، بينما سجلت بقية الأفلام هبوطا مروعا في دلالة واضحة أن ذوق جمهور السينما بمصر قد تغير بعد ثورة 25 يناير، وأصبح الرهان الحقيقي لتلك الأفلام يتوقف على إيرادات سوق الخليج ومغازلة جمهوره العاشق للكوميديا المصرية ونجومها.

تجربة كوميدية

ويقدم صناع فيلم «أنا بضيع يا وديع» تجربة كوميدية مختلفة تعتمد من خلالها الشركة المنتجة للفيلم «ميلودى يكتشرز» على نجاح شخصيات أيمن قنديل الشهير بتهامى باشا وأمجد عادل الشهير بوديع صاحب كلمة «أستاذ» اللذين قدما حملة إعلانات فضائية «ميلودى أفلام» والتي حققت نجاحا كبيرا مع الجمهور. واستغلت الشركة نجاح «وديع وتهامي» في فيلم كوميدي تدور أحداثه حول شخصية تهامي المنتج السينمائي ووديع الذراع الأيمن لتهامي الذي يقع في مشكلة كبيرة مع الضرائب حتى يفكر في الخروج من هذه المشكلة بإنتاج فيلم سينمائي فاشل، وتبدأ رحلة البحث عن هذا الفيلم في إطار كوميدي ساخر، تنتج من المفارقات التي تقع أثناء رحلة بحث المنتج «تهامي» عن حلول لمشكلته مع الضرائب من خلال مساعده «وديع»، الذي يسعى إلى البحث عن قصة فيلم فاشلة لإنتاجها حتى يخسر للتهرب من الضرائب وتتوالى المواقف الكوميدية.

مواقف

ويحاول نجم الكوميديا محمد سعد الاستفادة مما حدث من ثورة في مصر، فيقدم فيلم «تك تك بوم» عن شخص يتزوج يوم بدء ثورة 25 يناير، فينقلب فرحه رأسا على عقب، وعندما يقف في اللجان الشعبية يقع في فخ مع البلطجية، فيتم القبض عليه وفي السجن يلتقي بالمأمور «رياض المنفلوطي» وهو الشخصية نفسها التي قدمها سعد في فيلمه الناجح «اللي بالى بالك» والذي يقسو عليه في السجن ثم يصدق انه بريء فيساعده، والفيلم يكرر فيه سعد كل لازمته في طريقة النطق وليونة الجسد في تكرار قد لا يفيد سعد بل يأخذ كثيرا من رصيده لدى الجمهور.

عروض في الصالات

وفيلم «تك تك بوم» الذي تبدأ عروضه في الصالات المحلية الأسبوع المقبل، قصة إسعاد يونس، وسيناريو وحوار محمد سعد، وإخراج أشرف فايق في ثاني لقاء لهما بعد فيلم «اللمبي8 جيجا»، ويشارك في بطولة الفيلم الجديد محمد لطفي، ودرة، ولطفي لبيب، وجمال إسماعيل، ومحسن منصور، ومن المعروف أن سعد كان قد تعاقد مع الشركة المنتجة قبل أحداث ثورة 25 يناير على فيلم «خماشر يوم» ولكن بعد نقاشه مع إسعاد يونس تراءى لهما أن فكرة الفيلم لا تتناسب مع الأحداث الجارية.

فتم تصوير فيلم جديد بعنوان «اصحى يا نايم»، ثم تحول الاسم إلى «تك تك بوم»، الذي يحاول أن يعود به محمد سعد إلى جمهوره بشخصية مختلفة عما قدمه، لكن الواضح من خلال سرعة إنجاز الفيلم وتسريبات بعض مشاهده على الإنترنت أن محمد سعد الذي يتراجع عاماً بعد آخر لا يقدر على تغيير جلده والتخلص من شخصية اللمبي التي أطلقته إلى عالم الشهرة.