لم يمر الإصدار الأول للفنانة والكاتبة الكويتية هند البلوشي، مرور الكرام على أعداء النجاح، إذ وقفوا له بالمرصاد، ليرموه وصاحبته بحجارة النقد، غير مدركين أن ثقتها بنفسها وإمكاناتها أكبر من أن يهزها هجومهم، وانتقاداتهم، فبعد مجموعتها القصصية الأولى «الهروب من الظل»، التي تتوزع على أرفف دار سبارك للنشر في معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورة العام الجاري «الدورة الـ35»، ها هي تكمل طريقها نحو رواية جديدة بدأت في نسج تفاصيلها، أخيراً.
«البيان» تواصلت هاتفياً مع هند البلوشي، التي لم تتمكن من مرافقة مجموعتها القصصية الأولى إلى الشارقة، لتراقبها من بعيد، معبرة عن سعادتها بهذه الخطوة، التي كانت تراودها منذ وقت طويل، حتى تحققت، وعنها قالت: «الهروب من الظل» حلم يتحقق، وقد قدمتها بعد شعوري بأن قلمي بدأ بالتمكن، بعد محاولات كثيرة في الكتابة، وكوني معلمة لغة عربية، وأكمل حالياً دراستي في مجال الأدب والنقد الأدبي، فقد شعرت بامتلاكي لأدواتي، وراودتني رغبة كبيرة في إصدار كتاب يحمل اسمي.
ذكرت هند أنها كانت قد بدأت كتابة مسلسل، وبعد أن أنجزت أول عشر حلقات منه، وانهال الخيال والأحداث والحبكة وباقي التفاصيل، لم تستطع أن تنتظر وقتاً طويلاً لكي يخرج نصها إلى النور، لا سيما أن تحويل السيناريو إلى مسلسل درامي يستغرق الكثير من الوقت، وهو ما دفعها لتفكيك الشخصيات الأربع الرئيسة في العمل، وتحويلها إلى 4 قصص منفردة في مجموعة قصصية واحدة. وعن أحداث المسلسل، الذي حولته بعد ذلك إلى مجموعة قصصية، قالت: تتناول القصة الرئيسة حكاية 4 فتيات يلتقين في نقطة واحدة، تتمثل في أن كلاً منهن تسعى للهروب من عقدة لازمتها منذ الطفولة، لكن الماضي يبقى يطاردهن للأبد، ويرافقهن كالظل.
أعداء النجاح
استغرقت كتابة المجموعة القصصية 4 شهور، وقوبلت بهجوم وانتقادات من أعداء النجاح، وعن ذلك قالت هند: الانتقادات ضريبة النجاح، والشجرة العالية ترمى بالحجارة، ولكن في المقابل، استحسن الكثيرون العمل، وأحبوا قلمي، وطالبوني بإصدارات أخرى، وبالنسبة إليّ، فأنا لا أعير النقد السلبي كبير اهتمام، بل أتجه واهتم بالنقد الإيجابي، الذي يفيدني وآخذه في عين الاعتبار، وأعتبره دافعاً لي للاستمرار، وأقول لمنتقديّ : انتظروا القادم.
وعن روايتها الجديدة، ذكرت هند أنها تناقش فيها قضايا مجتمعية مؤلمة، تعيشها البيوت العربية اليوم، للأسف، ذلك في وقت تناسى فيه الناس الإنسانية، وغابت القيم المجتمعية عن المشهد.
كاتبة فقط
أشارت المبدعة الكويتية إلى أن الرواية التي تعمل على إنجازها يمكن تحويلها إلى عمل درامي، وليس بالضرورة أن تكون هي بطلتها. وأضافت: حين أكتب أي مشهد، أتخيل نفسي في كل شخصية، وأشعر بالتعابير وردود الأفعال، ليكون العمل صادقاً إلى أقصى حد، ولكنني في حال تحوَّلت قصتي أو روايتي إلى عمل درامي، فأفضل أن أكون كاتبته فقط.
نجاح وفرحة
عبّرت هند البلوشي عن سعادتها من وجود مجموعتها القصصية الأولى في معرض الشارقة للكتاب، مؤكدة أن ذلك نجاح كبير بالنسبة لها. كما لفتت إلى أن المعرض بات يعد منصة حيوية مهمة لجميع المهتمين بعوالم المعرفة والقراءة، في عالمنا العربي، بل في المنطقة والعالم أجمع، خاصة وأنه ينظم في دولة الإمارات التي جعلت القراءة والثقافة الهدف والمسعى الأول في أجندات وأولويات عملها واستراتيجياتها الوطنية المجتمعية.