سيطر اسم «المخا» على عناوين الأخبار خلال الأيام القليلة الماضية، بفعل العملية العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة والمقاومة اليمنية، مسنودة بقوات التحالف العربي، والتي كان للإمارات الدور القيادي فيها، لاستعادة مدينة وميناء «المخا» التي تقع على بعد نحو 94 كيلومتراً غرب مدينة تعز على ساحل البحر الأحمر، في إطار عملية واسعة النطاق لتحرير الساحل الغربي لليمن من أيدي الانقلابيين. ويكتسب تحرير مدينة وميناء المخا أهمية استراتيجية في إطار معركة استعادة الشرعية في اليمن ومنع التدخلات الأجنبية فيه، عبر تأمين المنافذ البحرية التي ظل الانقلابيون يستخدمونها لتهريب الأسلحة والمخدرات والكثير من الأشياء الممنوعة، والتي ليس هنا مكان الحديث عنها.

وبعيداً عن السياسة والحرب وآثارهما المدمرة على اليمن عموماً فإن لـ«المخا» حكاية أخرى لا يعلمها إلا قلة قليلة من الناس حول العالم بما في ذلك منطقتنا العربية.

حكاية عريقة

لقد كان ميناء المخا هو الميناء الذي انطلقت منه أولى عمليات تصدير البن من اليمن وأثيوبيا إلى بقية دول العالم في منتصف القرن الـ15 الميلادي، وتحديدا في العام 1450م ، كما يؤكد جارفيلد كير مؤسس ومدير «موكا بوتيك 1450» في دبي، والذي يؤكد أنه اختار هذا الاسم ليوثق التاريخ الذي سافرت فيه القهوة لأول مرة من منطقة الشرق الأوسط إلى بقية دول العالم.

حكاية هذا المقهى بدأت في دبي ونسجت خيوطها في تعز، وتحديداً في جبل صبر الشهير، حيث تأسست «جمعية طالوق» لمنتجات البن من السيدات، وهي جمعية فريدة وغير مسبوقة في منطقتنا وفي العالم، كما تؤكد مؤسسة الجمعية مؤسسة ورئيسة الجمعية فاطمة علي عبد الخبير، فهناك في وادي طالوق تحاول هؤلاء النسوة إحياء زراعة البن الصبري الشهير، وهنا في دبي يتم الترويج للقهوة التي لطالما فاخر اليمنيون بأنهم يملكون أجود أنواع البن في العالم.

صفقات البن

في المخا عقد الهولنديون أغلى الصفقات التجارية للبن اليمني واستمروا في استيراده إلى مراكزهم التجارية في شمال غربي الهند ومن ثم إلى هولندا التي بدأت تبيع البن اليمني لأول مرة في عام 1661، وليخوضوا بعدها منافسة شرسة مع الفرنسيين والبريطانيين لتسفر تلك المنافسة عن إنشاء معامل هولندية وفرنسية للبن في المخا، ومنها انطلقت شحنات البن اليمني إلى العالم.

واليوم تحاول الإمارات استعادة رونق «المخا»، آملة أن تعيدها إلى سابق عهدها، فقبل أيام قادت الإمارات عملية تحرير المخا، وليستفيق سكان المدينة الذين حاصرهم الفقر والجوع بفعل نظام صالح وكارثة الانقلاب على أصوات قوافل الإغاثة الإماراتية تعيدهم إلى الحياة، وها هي دبي تحاول أن تفتح سوقاً لأغلى وأجود المنتجات اليمنية «البن».

أجواء حميمة

حيث يحظى «موكا بوتيك 1450» بإقبال كبير من الزبائن خاصة الإماراتيين منهم، كما يقول جارفيلد وكذلك ضيوف من دول أخرى من الشرق الأوسط بمن في ذلك اليمنيون ومختلف الجنسيات.

وقد أصبحت القهوة الصبرية – نسبة إلى جبل صبر - هي القهوة المفضلة لزبائن المحل بمن فيهم شخص يأتي كل يوم لشربها مستذكراً جده الذي كان يفضل هذه القهوة ولذلك فهي عزيزة عليه.

يضيف جارفيلد: نحن أول من قدم القهوة اليمنية بجودة عالية ومضمونة في العالم، ونعمل على استيرادها مباشرة من جمعية طالوق النسائية للقهوة، والتي تقع على مقربة من ميناء المخا، والتي استمرت في العمل طوال فترة الحرب على الرغم من قيام الانقلابيين بمصادرة مراكبهم.

وهنا في دبي وتحديداً في «موكا بوتيك 1450» وجد عاشقا القهوة الرومانيان فلاد وإلينا ضالتهما، فقد وُفر لهما مكان رائع لتذوق القهوة اليمنية في أجواء ساحرة كأجواء دبي، وعليك إذا أردت ذلك أن تجرب زيارة هذا المكان.

1625

كانت «المخا» ذات يوم أحد أهم وأشهر المدن والموانئ اليمنية، ومنها جاءت تسمية موكا كوفي Mocha Coffee فاكتسبت المدينة شهرة عالمية وما إن جاء العام 1625، حتى كانت المخا أهم موانئ اليمن، حيث ألزم القانون العثماني جميع السفن بالرسو فيها ودفع ضريبة للمرور إلى البحر الأحمر.

«المخا»

كانت «المخا» ذات يوم أحد أهم وأشهر المدن والموانئ اليمنية، ومنها جاءت تسمية موكا كوفي Mocha Coffee فاكتسبت المدينة شهرة عالمية وما إن جاء العام 1625، حتى كانت المخا أهم موانئ اليمن، حيث ألزم القانون العثماني جميع السفن بالرسو فيها ودفع ضريبة للمرور إلى البحر الأحمر.