لا يبدو أن حياة الروائي الأميركي رايموند تشاندلر، كانت تسير على سوية واحدة، فهو من أولئك الذين ارتكبوا «فظائع» الشعر الرومانسي، قبل أن يختبر فظائع الحرب العالمية الأولى، لتمضي حياته في منعطفات قاسية، وهو الذي ولد في شيكاغو ورماه القدر مبكراً في مدارس إنجلترا، حيث تلقى علومه وألم قليلاً بفكرة الكتابة. وما إن وصل إلى عتبة الـ 18 من العمر، حتى تزوج بامرأة تكبره بـ 18 عاماً، وارتقى سلّم أرفع المناصب في شركة نفط في لوس أنجليس، إلا أن تغيّبه الدائم عن العمل، وعلاقاته الغرامية المتعددة داخل الشركة، وتصرفاته، تسببت بطرده من الشركة، في عام 1931، حيث كان العالم يقف على أبواب فترة الكساد الكبير.
كل ذلك قد يدفع المرء للتفكير، عن أي روائي سوداوي عساه أن يتمخض صاحب تلك الشخصية المشاكسة، الذي أصبح فيما بعد واحداً من أبرز روائيي أدب الجريمة، لا سيما بعد إصداره في 1939 لروايته المشهورة «السبات العميق» لتتمكن فيما بعد من إيقاظ السينما البوليسية، حيث قدمت على الشاشة الكبيرة مرتين، الأولى في 1946، والثانية في 1978.
ذلك ما يمكن وصفه لـ«الانقلاب المظفر»، الذي ينطوي على احتمال يقول بأن تشاندلر قد ترك التقصير خلفه ومضى، لنكتشف عبر صفحات «السبات العميق» أنه لم يفعل ذلك. فمع أن الحبكة مباشرة وواضحة، إلا أن القارئ يفقد قدرته على متابعة تسلسل الأحداث، وهو ما حدث أيضاً مع تشاندلر نفسه. ورغم ذلك، تعكس رواية «السبات العميق»، كما يعتقد أوين هيل وباميلا جاكسون وأنطوني ريزوتو، بأن لامبالاة تشاندلر بالقصة، ليست إهمالاً بل فعل تخريب متعمّد لقالب حلّ الألغاز الكلاسيكي.