تنشط صناعة «المالح» في مواسم وفرة الأسماك وأثناء انخفاض أسعارها، إذ يقوم الصيادون وأصحاب الخبرة بتخزين الأسماك المحلية المشهورة عن طريق تمليحها بوضع الملح الخشن، وهي من أهم الطرق القديمة لحفظ الأسماك أكبر مدة ممكنة في الإمارات، حيث يزداد الطلب على المالح صيفاً لندرة الأسماك في السوق وعزوف معظم الصيادين عن الخروج للصيد، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وهرب الأسماك إلى الأعماق، فزيادة الطلب على «المالح» تساهم في ازدهار صناعته في الساحل الشرقي، حيث باتت صناعته علامة تميز بشكل خاص منطقة دبا، ما يعد فرصة سانحة لجني أرباح جيدة للصيادين وأصحاب صناعة المالح.
سر الطعم
يحتاج إعداد «المالح» إلى خبرة لإعداده بطريقة جيدة، فيحتفظ بطعمه الطيب لأشهر طويلة من دون أن يتلف، أولها اختيار النوع الجيد والنظيف من الملح الخشن، فبعض أنواع الملح غير الجيدة تؤثر سلباً في طعم المالح، ثانياً اختيار أنواع معينة من الأسماك الطازجة التي تتحمل الملح والتقطيع، ثالثاً غسل السمك جيداً وتنظيفه بقطعة نظيفة من القماش لإزالة الدم، ثم عمل فتحات طولية في لحم السمك والتي سيتسرب من خلالها الملح في لحم السمكة، وبعد الانتهاء من مرحلة التنظيف والتقطيع تبدأ مرحلة وضع الملح بعناية بحيث يصل لكل أجزاء قطع السمك المراد تمليحها، ثم يتم صفها في العلب المخصصة ويضاف لها الملح مرة أخرى حتى يتم غمر هذه القطع بالكامل، ثم يتم إغلاق العلب وتركها من 3 إلى 6 أشهر لتصبح القطع جاهزة للأكل.
الأكثر طلباً
يعد «مالح الكنعد والقباب» من أكثر الأنواع طلباً من قبل الأهالي، لطعمه الطيب وجودته العالية، وتختلف أسعار علب «المالح» حسب نوع السمك وعدد القطع الموجودة وحجمها، حيث يتراوح سعر «مالح الكنعد» بين 350 و400 درهم، و«القباب» بين 200 و250 درهماً، و«مالح خيل البحر» 300 درهم، وسمك «اليودر» 250 درهماً.
نكهات
الجدير بالذكر أن نكهات «المالح» باتت متعددة، وتمنح الزبائن خيارات جديدة بنكهات لا تقتصر على الملح فقط، فبعضها ينكَّهُ بطعم الليمون الحامض مع الملح، وأخرى بالفلفل الحار، وهناك مالح يعد بإضافة الزعتر وبعض الأعشاب العطرية، فهي خيارات تلبي أذواق زوار الأسواق في الساحل الشرقي.
مهرجان «المالح»
استطاع مهرجان «المالح والصيد البحري» في دبا الحصن، أن يحقق نجاحاً باهراً طوال دوراته الست السابقة، والذي تنظمه سنوياً بلدية مدينة دبا الحصن، والتي تستمر فعالياته مدة 4 أيام متتالية في المدينة، بمشاركة مختلف الدوائر الحكومية، وعدد من المحال التجارية والأسر المنتجة، وستنطلق دورته 7 الأربعاء المقبل، مقدماً للجمهور باقات متنوعة من الفعاليات والفنون الشعبية والأهازيج التراثية والبحرية، إضافة لبعض الدورات التدريبية عن صناعة وتقطيع «المالح».