تشعر معلمة اللغة العربية السابقة، غوباليكا أنثارجانام، أنه يحق لكل مواطن في الهند أن يتعلم أي لغة تحلو له، و«لا يجب أن يرتبط هذا الأمر بدين أو بأشخاص متعصبين».

المعلمة المتقاعدة منذ ثلاث سنوات، والتي درَّست اللغة العربية في مدرسة بكيرالا على مدى ثلاثين عاماً، قالت إنها سعيدة في أن تكون قدوة لكثيرين ممن يحبون استكشاف لغات أخرى، وتقدير روح تلك اللغات والفروق الدقيقة والثقافة المرتبطة بها.

لم يكن مشوار المعلمة غوباليكا سهلاً، وهي من طبقة البراهمة من الهندوس، حيث تذكر أنها أجبرت على مغادرة المدرسة التي تعلم فيها، لأن الإدارة اعترضت على أن شخصاً من طبقة البراهمة يدرس اللغة العربية، لكنها تسلحت بإرادة حديدية وبأمر من المحكمة العليا في كيرالا، كافحت ودرَّست في المدرسة نفسها من عام 1989 إلى عام 2016، وهذا ما تنصح به الأستاذ فيروز خان في جامعة باناراس الهندية الذي واجه اعتراضات إثر تعيينه أستاذاً مساعداً للغة السنسكريتية القديمة، لغة الديانة الهندوسية، قائلة عبر موقع «ذا برنت» من منزلها في مالابورام بكيرالا: «يتعين عليه التوجه إلى المحكمة كما فعلت منذ عقود، والتأكد من تحقيق العدالة».

قررت غوباليكا المولودة ضمن طبقة النامبوديري التقليدية في مدينة ثريسور، تعلم اللغة العربية بعد امتحانات الفصل العاشر. وقالت لموقع «ذا برنت»: «لم أكن طالبة لامعة. قلت لأهلي إنني أود تعلم اللغة العربية، فكانوا منفتحين على الأمر، وكان في الصف فتاتان من الطبقة نفسها، لكن لست متأكدة ما إذا زاولت أي منهما مهنة في تلك اللغة»، مضيفة: «اللغة العربية لغة جميلة، وعندما كنت صغيرة أعربت عن اهتمامي بتعلمها، كان هناك شغف في داخلي، وقد تعلمتها بشكل جيد بسرعة».

في عام 1982، بعد زواجها بمدقق حسابات في مالابورام، أعربت عن رغبتها في تعليم اللغة العربية. معركتها الصعبة لم تكن في إقناع أسرتها، بل في كسر العقلية المحافظة للمجتمع.

مالابورام التي تقع في منطقة مالابار وسط ولاية كيرالا هي موطن 70% من المسلمين، ويجري التحدث باللغة العربية هناك جنباً إلى جنب مع المالايالامية. المنطقة أيضاً تعد واحدة من المناطق حيث عدد كبير من الناس تدفقوا إلى دول الخليج سعياً وراء العمل.

قالت غوباليكا: «كان لزوجي صديق يعمل أستاذاً في مدرسة مجاورة في بلدة مالابروام، فأخبره بوجود وظيفة شاغرة لأستاذ لغة عربية لمدة خمسة أشهر هناك. أخذني إلى المدرسة حيث التحقت بوظيفة معلمة». وهي تذكر الأذى النفسي عندما طُلب منها مغادرة المدرسة. لكنها قررت التصدي في قاعة المحكمة، وفازت بالقضية بعد أربع سنوات في عام 1986.