توقع باحثون في جامعة مينيسوتا الأميركية، أخيرا، احتمال أن يلمس زوار الغابات الشمالية، خلال العقود المقبلة، تبدلاً في بنية وطبيعة الأشجار فيها، بتأثير التغير المناخي (تبعا لدرجات الحرارة)، فيشاهدوا مجموعات مختلفة من الأشجار. واعتمدت النتائج الأخيرة على دراسة ارتكزت على تجربة غير اعتيادية، في الهواء الطلق..
وعلى مدى طويل، لتحليل آثار تغير المناخ على الأشجار في الغابات الشمالية على طول الحدود الأميركية الكندية. كما لاحظ الباحثون ان بعض الأشجار في الغابات الشمالية توجد في أقصى النطاق الشمالي، بمسافة بعيدة عن منطقة تزايد أعدادها، في حين أن البعض الآخر في أقصى الحافة الجنوبية، بالنسبة إلى مدى تزايدها.
البتولا والصنوبر
ونشرت مجلة "ساينس ديلي" أخيرا، تقريرا تحدث عن أنه عقب تلك التجربة، فإن أنواعاً، مثل: شجرة التنوب والشوح، اللتين تعيشان في المناطق الأكثر برودة في شمال كندا، عانت من ضعف النمو لتبقى على قيد الحياة عند تعرضها لدرجة حرارة مرتفعة بنسب ضئيلة، في حين أن أشجار السنديان والقيقب...
وهي كتلك الأنواع التي تفضل العيش في مناخ أكثر اعتدالا، كانت أفضل حالا عند ارتفاع وتيرة المناخ قليلا (المناخ الدافئ). كذلك كان رد فعل أشجار أخرى، كالبتولا والصنوبر، محايداً بشكل أكبر.
ميزان يختل
وبينما يحتمل استمرار وجود جميع تلك الأشجار في الغابات الشمالية، على الأقل لفترة من الزمن، في مناخ أكثر دفئاً، فإنه وبالحديث عن التنافسية..
وجدت الدراسة الأميركية أن ميزان القوى انتقل من الأشجار الشمالية إلى السنديان والقيقب. فإضافة لكون الأولى تتأثر بصورة مباشرة بالاحتباس الحراري، يمكن الإشارة أيضا إلى أن أشجار التنوب والشوح، تكافح لتنافس الأشجار والنباتات المجاورة على أشعة الشمس والماء، وكل ذلك أثناء التغير المناخي.
واللافت أنه لم يدرس كيفية تأثير فصل شتاء يمر وهو أكثر دفئا على الأشجار والنباتات الأخرى، ولكن الباحثين أبدوا ملاحظاتهم في أن ظروف فصل شتاءٍ بتلك السمات يمكن أن يساهم في تضخيم الآثار التي تم عرضها خلال الدراسة.