نظمت هيئة تنمية المجتمع في دبي، أكبر إفطار جماعي بمشاركة 1000 شخصية من مختلف الأديان والأطياف والجاليات والمنشآت الأهلية في أجواء رمضانية مميزة، في مدينة إكسبو، تحت قبة الوصل، حضرها عدد من القناصل والسفراء ورؤساء الطوائف والمنشآت الأهلية.
ويأتي هذا الإفطار تماشياً مع أهداف «عام المجتمع»، والذي يشكل رؤية وطنية لتحقيق التكافل والتلاحم بين مختلف فئات المجتمع، حيث يسلط الضوء على أهمية التعايش المشترك وحرية ممارسة الشعائر الدينية، التي تُعد من القيم الأساسية التي تميز المجتمع الإماراتي.
قيم
وأكدت معالي حصة بنت عيسى بوحميد، مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي، خلال كلمتها أمام الحضور، أن هذه الفعالية تشكل ترجمة روح التسامح والتراحم التي يتميز بها الشهر الفضيل، وتعزز تلاحم المجتمع والانسجام بين جميع مكوناته، لافتة إلى أن التعايش وحرية ممارسة العبادات ميزت المجتمع الإماراتي على مدار السنوات.
وقالت: «يشكل الاحترام المتبادل بين فئات المجتمع بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية أو الدينية إحدى القيم الأساسية التي تميز مجتمعنا، ولأن الصيام فرصة للارتقاء بالروح الإنسانية وتعزيز التكافل والشعور بالآخرين، فإن رمضان يشكل منطلقاً سنوياً لتجديد التزامنا بأهمية التعاون لتنمية مجتمعنا وتعزيز الروابط بين أفراده».
وأضافت: يجمع «إفطار دبي»، ممثلين عن مختلف المعتقدات الدينية والثقافية، ما يشكل فرصة هامة لنتذكر معاً أننا نشترك في هدف واحد، وهو حماية مجتمعنا وتعزيز تنميته المستمرة، فالتنمية الاجتماعية ليست مسؤولية الحكومات أو المؤسسات وحدها، بل هي هدف جماعي يتطلب مشاركة فعالة من كل فرد في المجتمع.
بيئة متماسكة
وشهدت الفعالية حضور ممثلين عن جهات حكومية وخاصة، إلى جانب أكثر من أكثر من 1000 شخصية من ممثلي الأندية الاجتماعية المرخصة لدى هيئة تنمية المجتمع وممثلي الديانات في الإمارة، إلى جانب عدد كبير من أفراد المجتمع الذين اجتمعوا على مائدة إفطار واحدة، تبادلوا خلالها الأحاديث حول أهمية تعزيز التكافل الاجتماعي والعمل المشترك للوصول إلى بيئة مجتمعية أكثر تماسكاً.
وثمن القس إيميل أنور راعي الكنيسة الإنجيلية بدبي المبادرة التي تسهم في ترسيخ دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح، وتعزيز ثقافتها الرامية إلى حماية الحريات الدينية، وتعزيز الحوار بين الأديان، وبناء ثقافة شمولية تحترم التنوع والاختلاف.
وقال: إن دولة الإمارات تحتضن أكثر من 200 جنسية، ما يجعلها واحدة من أكثر الدول تنوعاً في العالم، حيث يعيش فيها السكان من مختلف الأديان ويمارسون عقائدهم وشعائرهم الدينية بحرية جنباً إلى جنب، مشيراً إلى أن شهر رمضان هو شهر العفو والتسامح وموسم المغفرة.
مجتمع متنوع
وقال الأب جيمس روبرت الأب في كنيسة المسيح الإنجيلية في جبل علي، إنه لطالما تبنى المجتمع الإماراتي قيم التسامح والمساواة، حتى قبل تأسيس دولة الإمارات في عام 1971.
وبفضل بيئة التسامح هذه، تم إنشاء العديد من دور العبادة التي يقصدها أتباع الديانات المختلفة ومن جميع الجنسيات.
وأضاف، أن دولة الإمارات ترحب سنوياً بالملايين من السياح والمقيمين من مختلف أنحاء العالم، وتقدم لهم الحياة الكريمة والاحترام أياً كانت ثقافاتهم واهتماماتهم وأساليب حياتهم.
وقال الدكتور سورندر سينغ كنداري رئيس مجلس إدارة المعبد السيخي غورو ناناك دار بار غوردوارا: إن دولة الإمارات نموذج مثالي للتسامح والإدماج والتعددية الثقافية.