واصل جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه الشرس ضد الشعب الفلسطيني، حيث أقدم صباح أمس على تفجير مبنى هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية (صوت فلسطين) في رام الله، وهو ما دفع السلطة الوطنية الفلسطينية الى المطالبة بفرض عقوبات دولية ضد اسرائيل، كما دعت في الوقت نفسه كافة القوى والفصائل الى التلاحم لإنهاء الاحتلال. فقد دخل جنود الاحتلال ترافقهم دبابات وجرافات المبنى لوضع الشحنات الناسفة وإخراج الناس منه وإبعاد المتفرجين. وقال باسم ابو سمية مدير عام اذاعة صوت فلسطين «ان عملية التدمير العدوانية الاسرائيلية ادت الى تدمير كل التجهيزات والمعدات والاستوديوهات الخاصة بالاذاعة والتلفزيون والتي تحولت الى رماد». ودان ابو سمية بشدة «هذا العدوان الاسرائيلي الجديد الذي يأتي في محاولة لاسكات الصوت الفلسطيني الذي يكشف يوميا حقيقة الجرائم والاعتداءات الاسرائيلية». واشار الى انه تم «توجيه رسائل عاجلة الى منظمات واتحادات الصحافة العربية والعالمية بشأن العدوان الاسرائيلي» على هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية التي تعتبر «رمزا من رموز السيادة الفلسطينية». وأعلن جيش الاحتلال ان عملية التفجير، تأتي ضمن الرد على هجوم الخميس الماضي في الخضيرة. وأضاف الناطق باسم الجيش ان القوات الاسرائيلية دخلت المبنى وصادرت قسماً من المعدات وفجرت المبنى قبل أن تغادر المنطقة. من جانبه وصف يوسف قزاز مدير دائرة البرامج والتدريب فى اذاعة صوت فلسطين ما حدث بأن قوات الاحتلال التى فجرت مبنى الاذاعة والتلفزيون قامت بدعم من الدبابات عند الساعة الثانية فجر أمس باقتحام المبنى وتلغيم الاستوديوهات ودائرتى الأخبار والبرامج ومبنى الادارة العامة. وقال قزاز فى مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية ان الانفجار سمعه كل أهل منطقة أم الشرايط حيث يوجد مبنى الاذاعة والتلفزيون، مشيرا الى أن سيارات الاسعاف وسيارات الهلال الأحمرالفلسطينى وسيارات الاطفاء قامت بمحاولة لاخماد هذا الحريق الكبير. وأضاف أن صوت فلسطين بدأ بثه كالمعتاد عند الساعة السادسة بتوقيت شرق البحر الأبيض المتوسط وذلك على موجات اذاعية من الاذاعات الخاصة اف ام حيث تغطى المناطق الفلسطينية وحتى بعض الدول العربية. واشار الى أنه لم يكن أحد من العاملين موجودا فى المبنى لدى عمليات التفجير حيث ينتهى الارسال عند الواحدة بتوقيت فلسطين، واصفا تفجير المبنى بأنه عدوان اسرائيلى همجى. في غضون ذلك نظمت وزارة الاعلام الفلسطينية ونقابة الصحفيين الفلسطينية وممثلون عن المؤسسات الاعلامية العاملة فى الاراضى الفلسطينية والقدس المحتلة أمس اعتصاما تضامنيا أمام مقر هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينية احتجاجا على العدوان الاسرائيلى الغاشم بتفجير مبنى الاذاعة. وقد أعرب العديد من الصحفيين والاعلاميين الفلسطينيين عن استيائهم من اقدام القوات الاسرائيلية على تدمير مبنى هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطينى واذاعة صوت فلسطين. من جانبه ندد نبيل أبوردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعملية التفجير، ودعا المجتمع الدولي الى فرض عقوبات دولية على الحكومة الاسرائيلية. وقال أبوردينة ان السلطة الوطنية تندد بالاعتداءات التي قامت بها قوات الاحتلال في محاولة لإسكات الصوت الفلسطيني». ووصف امين عام مجلس الوزراء احمد عبد الرحمن جريمة تدمير قوات الاحتلال الاسرائيلي لمبنى هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني هي محاولة لاسكات صوت الحرية والاستقلال الوطني صوت الشعب الفلسطيني المقاوم الذي يفضح الارهاب الاسرائيلي ،وبإحراق النازين للكتب لدى تسلمهم السلطة في المانيا. كما دان وزير الحكم المحلي د.صائب عريقات جريمة تفجير مبنى هيئة الاذاعة والتلفزيون من قبل قوات الاحتلال معتبرا هذا العدوان الغاشم جزءا من سياسة حكومة شارون العدوانية الهادفة لتقويض السلطة الفلسطينية ومؤسساتها. من جهته عضو الكنيست احمد الطيبي اعتبر جريمة تفجير واحراق مكاتب هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني عملاً بربرياً وارهابياً. وقال ان الاحتلال الاسرائيلي لن يفلح باغتيال الكلمة ولا اسكات روح النضال والمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي. على صعيد متصل اجتمعت القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس ياسر عرفات في رام الله مساء الجمعة، حيث حذرت من تجاوز الاحتلال لكل الخطوط الحمراء، ودعت الى الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الفلسطيني للتحرير. وقالت القيادة الفلسطينية في بيان لها انها تعتبر العدوان الإسرائيلي، تجاوزاً خطيراً لكل الخطوط الحمراء، وتهديداً لعملية السلام، وهي عملية غير مسبوقة ضد الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية وللقيادة الفلسطينية، كما يشكل هذا العمل والتحرك العسكري الخطير، ضرباً ونسفاً لجهود القيادة في مجال التهدئة والاستقرار الأمني، وتعطيلاً على المستويين الوطني والأمني، مما يسترك تداعيات أمنية بعيدة المدى لا يمكن السيطرة عليها، نتيجة هذا الحصار والتطويق الذي أقدمت عليه حكومة شارون للقيادة والشعب الفلسطيني، بل وانعكاساتها الخطيرة على الوضع العربي والسلام والأمن في المنطقة. ودعا البيان كافة الفصائل الفلسطينية الى مزيد من التلاحم من أجل انهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال الوطني. غزة ـ ماهر إبراهيم: