لم تسفر جولة جديدة من المفاوضات حول سوريا، أمس، في استانا عاصمة كازاخستان، عن أي تقدم يذكر باتجاه حل النزاع. وأعلنت الدول الثلاث الراعية، روسيا وتركيا وإيران، في بيان ختامي مشترك، عقد الاجتماع المقبل على مستوى عال حول سوريا في سوتشي الروسية يوليو المقبل.

وأكد ممثلو المعارضة المسلحة السورية الموجودون في أستانا على الإثر رفضهم المشاركة. وقال أحمد طعمة، عضو وفد المعارضة المسلحة السورية: نريد عقد المفاوضات في أستانا فقط، إذا أرادت الدول الراعية عقد اجتماع في بلد آخر، فهذا شأنها.

إلى ذلك، وصف مثل روسيا الكسندر لافرنتييف المحادثات بأنّها كانت إيجابية، مشيراً إلى أنّ عملية أستانا حية وستبقى حية.

واتفقت الدول الضامنة لمسار أستانا على استمرار العمل بمناطق خفض التصعيد، وذلك خلال البيان الختامي للجولة التاسعة من اجتماع أستانا 9. وقال وزير الخارجية الكازاخستاني إرجان اشيكابييف الذي تلا البيان الختامي لاجتماع أستانا 9، بأن الدول الضامنة لمؤتمر أستانا تركيا وروسيا وإيران اتفقت على استمرار عمل مناطق خفض التصعيد وحمايتها، وحماية نظام وقف إطلاق النار في سوريا، مع التأكيد على وحدة الأراضي السورية ووصول المساعدات بشكل آمن.

توسيع مراقبةعلى صعيد متصل، كشف مصدر مطلع في المعارضة، أن مشاورات «أستانة 9» وسعت نقاط المراقبة الأمنية في المناطق السورية، لافتاً إلى أن هذه النقاط ارتفعت من 12 إلى 16 نقطة في إدلب، على أن تشرف تركيا على نقاط المراقبة هذه القريبة من جبهة النصرة، الأمر الذي يضع الموقف التركي في إحراج.

ووفق ما تسرب عن مشاورات آستانة، فإنها شملت على جوانب سياسية وعسكرية، لاسيّما وأنّ نتائج المؤتمر أيدت مؤتمر سوتشي والحل السياسي في سوريا على أساس قرار الأمم المتحدة 2254، الأمر الذي اعتبرته أوساط في المعارضة نهاية مشاورات جنيف التي تقودها الأمم المتحدة بإشراف ستيفان دي ميستورا.

وأوضح المصدر أنّ المعضلة الرئيسة الآن هي كيفية التخلص من جبهة النصرة في إدلب، لاسيّما وأن روسيا أكدت في اللقاءات الثلاثية أنّ جبهة النصرة ليست معنية باتفاق أستانة وهي هدف لسلاح الجور الروسي.

تصعيد

على صعيد متصل، قال مصدر في المعارضة السورية، إن الغياب الأميركي عن مشاورات آستانة، جاءت في وقت التصعيد الإيراني الأميركي بعد انهيار الاتفاق النووي الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأشار المصدر في تصريحات لـ«البيان»، إلى أنّ غياب الدور الأميركي للمرة الأولى في مشاورات أستانة تعني أن الولايات المتحدة غير معنية بأي اتفاقات تعقدها روسيا أو تركيا أو إيران على الأرض السورية، مشيراً إلى أن واشنطن قد تعطل أياً من القرارات الصادرة عن مثل هذه المؤتمرات.

بدروه، اعتبر المحلل العسكري أحمد حمادة في تصريحات لـ«البيان»، إلى أنّ غياب واشنطن عن مشاورات أستانة يفقدها طابع الجدية والالتزام، مشيراً إلى أن الحضور الأميركي حوله علامات استفهام فيما إذا كان اتفاق آستانة سيصمد ويحظى بدعم القوى السورية اللاعبة على الأرض. وأضاف المصدر: «صحيح أن اتفاق أستانة بعيد عن مناطق سيطرة النفوذ الأميركي في سوريا، لاسيّما شرقي الفرات، إلا أنّ رمزية الحضور الأميركي له معنى في تحديد اتجاه البوصلة السورية، خصوصاً بعد التصعيد الأخير ضد الميليشيا الإيرانية في سوريا.

150 %

أورد تقرير لمركز جاينز آي إتش إس ماركيت أن الضربات الجوية ضد الفصائل في سوريا ازدادت 150% منذ التدخل الروسي في سبتمبر 2015، وأتاحت للنظام استعادة السيطرة على نصف أراضي البلاد، مشيراً إلى أن 14% فقط منها استهدف داعش. وأضاف أنّ النظام ضاعف ثلاث مرات المساحات التي يسيطر عليها لترتفع من 16% في منتصف سبتمبر 2015 إلى 47% في نهاية مارس 2018.

انتشار

أقام الجيش التركي نقطة مراقبة جديدة في مدرسة قرية شيرمغار بجبل شحشبو بريف حماة. وأفادت مصادر، بأنّ رتلاً من الجيش التركي وصل إلى المنطقة عقب دخوله سوريا من معبر كفرلوسين، منوهاً إلى أن القوة التركية الجديدة ضمت قرابة 100 آلية عسكرية بينها دبابات وعربات مصفحة وناقلات جند وآليات هندسية، وأكثر من 200 عنصر، في ظل سعيها لإنشاء نقطة مراقبة ثانية في ريف حماة.

ملاحقة

طلبت منظمتان غير حكوميتين كانتا رفعتا قضية ضد شركة لافارج الفرنسية المتهمة بتمويل مجموعات مسلحة في سوريا بينها تنظيم داعش، من القضاة توجيه تهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية إلى الشركة. واعتبرت الجمعيتان أنه في هذه المرحلة من التحقيق القضائي يبدو توجيه الاتهام إلى لافارج، بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية «أمراً حتمياً».