نظم أبناء قبيلة الغفران أمس معرضاً يوثق انتهاكات تنظيم الحمدين في حقهم، وذلك في ساحة الكرسي المكسور أمام مقر الأمم المتحدة بجنيف، وتقدم عدد من أبناء القبيلة، بشكوى جماعية إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في زيوريخ، مطالبين بسحب تنظيم كأس العام 2022 من قطر بسبب انتهاكاتها ضد القبيلة وإقامة المنشآت الرياضية الخاصة بالبطولة على أراضٍ سلبت عنوة من أبناء القبيلة.

ويأتي المعرض في إطار مجموعة من الفعاليات والأنشطة التي يقوم بها وفد من الغفران في جنيف من الأسبوع الماضي لإلقاء مزيد من الضوء على المآسي التي يتعرض لها أبناء القبيلة من تنكيل وقمع على يد النظام القطري، وفي إطار تحرك أوسع لتوصيل صوتهم للعالم، من خلال المشاركة في الدورة الـ39 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة المعقودة حالياً بجنيف.

إيصال الصوت

وطالب محمد صالح الغفزاني، أحد أبناء القبيلة المشاركين في المعرض المجتمع الدولي بالتوقف عن غض الطرف عن انتهاكات النظام القطري في حق الغفران وعليه أن يتوثق ويعلن كل الانتهاكات في حق قبيلة الغفران والتي هي في الأساس مخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية.

وأضاف نحاول من جنيف توصيل صوتنا بكل السبل الممكنة سواء من خلال معرض أو مقابلة مسؤولين أو عقد ندوات ومؤتمرات صحافية ولن نتوقف حتى نحصل على حقوقنا المسلوبة التي اغتصبت من أبناء قبيلتنا.

وأكد جابر العرق الغفرافي: نحاول من خلال المعرض عرض قضيتنا أمام الحقوقيين وكذلك المسؤولين الذين يحضرون الدورة الـ39 من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مضيفاً: «نتحدث مع كل من يدخل ويخرج من مبنى الأمم المتحدة عن أزمتنا وحقوقنا المسلوبة، فبعد تجريد الإنسان من جنسيته ليس هناك شيء يخسره».

مطالب «الغفران»

ويطالب أبناء القبيلة المجتمع باتخاذ موقف حاسم من نظام الحمدين الذي خالف المواثيق والعهود الدولية، من خلال سياسته العنصرية ضد أبناء قبيلة الغفران.

وكان وفد قبيلة آل غفران قد التقى الاثنين الماضي 17 سبتمبر، محمد النسور، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف، حيث تسلم الأخير خطاباً موجهاً للمفوضة يلخص جانباً من مأساة القبيلة منذ عام 1996.

وأشار الخطاب إلى الجرائم الهمجية التي ارتكبها نظام الدوحة بحق الغفران، ومنها التمييز العنصري والتهجير القسري والمنع من العودة إلى وطنهم والسجن وأعمال التعذيب التي أدت إلى «اعتلالات نفسية ووفاة العديد من رجال القبيلة داخل سجون الاستخبارات القطرية».

وأشار الوفد إلى عريضة قدمت في 21 سبتمبر من العام الماضي إلى مساعد المفوض السامي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما عبر عن أسفه وهو يؤكد أن السلطات في الدوحة بدءاً من أمير قطر ورئيس الوزراء والنائب العام ورئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان وكبار المسؤولين الأمنيين، على دراية بما يتعرض له آل غفران من التمييز العنصري.

وأكد الخطاب أن المسؤولين القطريين متورطون بشكل كبير، وبطرق مختلفة في العمل على إخفاء الكثير من الحقائق في هذه الجريمة عن أعين العدالة الدولية وعن المنظمات الإنسانية، بل يعمدون وبشكل قاسٍ ومؤذٍ للضمير الإنساني إلى الكذب على المضطهدين وإلى تغيير الحقائق للعالم.

وشرح الخطاب الذي سلم إلى رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى أن الأمر وصل ترصد أفراد الأمن لمن يرفع صوته من آل غفران، مطالباً بحقوقه. وتعهد الوفد بعرض الأدلة على كل تلك الأفعال للمفوضية.

شكوى لـ«فيفا»

في غضون ذلك، تقدم عدد من أبناء قبيلة الغفران، بشكوى جماعية إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في مدينة زيوريخ ضد ممارسات دولة قطر في حق قبيلتهم، مطالبين بسحب تنظيم كأس العام 2022 من قطر بسبب انتهاكاتها ضد القبيلة وإقامة المنشآت الرياضية الخاصة بالبطولة على أراضٍ سلبت عنوة من أبناء القبيلة.

وقال أبناء الغفران في الشكوى التي تم تسليمها باليد في مقر الاتحاد الرئيسي في زيوريخ إن انتهاكات النظام القطري لم تتوقف عند إسقاط جنسية ستة آلاف مواطن قطري دون سند مشروع، بل امتدت لاغتصاب الأراضي التي يملكونها واستغلالها في إقامة منشئات كأس العالم 2022.

وأضاف أبناء «الغفران» في الشكوى «إن هذه بطولة حساسة يتابعها تجمع بشرى عملاق اجتمع على الحب والتنافس الشريف والإخاء والمودة بين الشعوب. فكيف ستقوم قطر بهذا الدور وهي ظالمة لأبنائها بهذا الشكل».

وتابعت الشكوى «فدولة تؤذي أبناءها وتسقط عنهم كل الحقوق وتملأ الدنيا تشدقا بالحريات والديمقراطية، ونظام الفيفا ينص على أنه يجب أن يكون هناك التزام من قبل الدولة المرشحة أو المنظمة بالحفاظ على حقوق الإنسان واحترامها استناداً لسياسة منظمة حقوق الإنسان، والفيفا ملتزم بشكل كامل بتنظيم أنشطته بناء على احترام حقوق الإنسان الدولية والمعايير الطبيعية فيما يخص الأمم المتحدة لرعاية العمل».

سلب الأراضي

وكشف أبناء الغفران أن عدداً غير قليل من الأراضي التي أقامت عليها قطر منشآت رياضية سلبتها «عنوة» من ملاكها من القبيلة، وأقيمت عليها منشآت رياضية لتنظيم البطولة بمخالفة للنظام وللحق في التملك، حيث تم طرد الملاك من أراضيهم بعد إخطارهم بأنهم لم يعودوا قطريين فجأة.

وأضاف أبناء الغفران «استحلت الدولة كل الطرق غير المشروعة في معاملة قبيلة الغفران من الحرمان والطرد من البلاد وسحب الوثائق الرسمية والحرمان من وسائل التعليم والعلاج، فقد محت حكومة قطر أحلامهم بإسقاط الجنسية عنهم محت أحلامهم وحياتهم وحياة أبنائهم».

وأشارت الشكوى إلى الممارسات الأخرى والمخالفات الجسيمة التي ارتكبت في حق العمال الذين يعملون في بناء المنشآت الرياضية.

وطالب أبناء الغفران «الفيفا» برفض إقامة بطولة كأس العالم في قطر 2022، مؤكدين أنه في حال رفض النظام القطري فعلى الفيفا رفض إقامة المباريات أو الاستفادة من تلك المنشآت.

وذكرت قبيلة الغفران أنه في حال رفض النظام القطري المطالبات فإن الواجب الأخلاقي والإنساني يملي على الفيفا سحب البطولة من قطر، وألا تكون الفيفا مشتركة في المسؤولية مع حكومة قطر أمام شعوب العالم في هذه «الجريمة الإنسانية والأخلاقية»، وفقاً لنص الشكوى.

6000

في عام 2004، سحبت السلطات القطرية الجنسية من 6 آلاف أسرة من الغفران، وفي سبتمبر 2017 سحبت الجنسية من شيخهم طالب بن لاهوم بن شريم المري مع 55 شخصاً آخرين، من بينهم أطفال ونساء من أفراد عائلته، وتنتهك السلطات القطرية حقوق أبناء القبيلة بأشكال تشمل الحرمان من حق العمل والاستفادة من مساعدات الدولة.