أكدت الولايات المتحدة أن التفاوض مع إيران مرهون بتنفيذ طهران الشروط الـ12 التي أعلنتها واشنطن عقب انسحابها من الاتفاق النووي، مشددةً على أنها ستبقي على حملة الضغط القصوى على إيران.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس، إن واشنطن مستعدة للتفاوض مع إيران إذا أخذت الشروط الـ12 على محمل الجد. وأضاف ناطق باسم الخارجية الأميركية أن واشنطن ستُبقي على حملة الضغط القصوى على طهران، مؤكداً أن العقوبات على إيران سوف تبقى، ولا تقتصر على أنشطتها النووية فقط.
وعقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، أعلنت استراتيجية من 12 شرطاً، من أبرزها وقف محاولات تطوير سلاح نووي، والسماح لمفتشي الوكالة الدولية بدخول كل المواقع النووية، ووقف إنتاج أي صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، ووقف دعم الإرهاب والميليشيات في المنطقة، وسحب قواتها من سوريا.
توسيط قطر
وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة التي عزّزت من وجودها العسكري، ونشرت واشنطن حاملة طائرات وقاذفات بي-52 في الشرق الأوسط رداً على تهديدات من إيران.
وترفض طهران عروض التفاوض مع واشنطن، وتصر على موقفها المتعنت. وبعد جولة محادثات مكثفة قام بها مسؤولون إيرانيون، فإن الدبلوماسية الإيرانية فشلت في حشد التأييد لسياساتها، ما عدا قطر، التي أعرب وزير خارجيتها، محمد بن عبد الرحمن، أمس، عقب لقائه نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قلق الطرفين من «التصعيدات والمشكلات القائمة في المنطقة».
تعنت إيراني
وعلى الرغم من إعلان وزير الخارجية العراقي، قبل يومين، على مسامع نظيره الإيراني الذي زار بغداد، أن بلاده ستؤدي دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة لتخفيف التوتر بين البلدين، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، إن طهران لا ترى أي فرصة للتفاوض مع الولايات المتحدة.
وكان ترامب قال إن بلاده لا تسعى إلى «تغيير النظام» في إيران، بل تزيد إزالة الأسلحة النووية، واصفاً الاتفاق النووي، الذي أبرمه سلفه باراك أوباما عام 2015، بـ«الفظيع». وأضاف ترامب أنه منفتح على مفاوضات جديدة، وقال: «أعتقد أن إيران لديها الرغبة في الحوار، وإذا رغبوا في الحوار فنحن راغبون أيضاً»، مؤكداً أن لإيران تصرفات كثيرة غير مقبولة في الشرق الأوسط.
ورداً على سؤال عن تصريحات ترامب، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، خلال مؤتمر صحفي في طهران: «نحن الآن لا نرى مجالاً لأي مفاوضات مع أمريكا».
وتُظهر تصريحات موسوي تناقضاً مع التصريحات والتحركات الإيرانية خلال اليومين الماضيين، إذ سعت إلى بعث رسائل دبلوماسية، بعدما وجدت صرامة أمريكية ورفضاً أوروبياً للخروج من الاتفاق النووي.
موقف فرنسي
إلى ذلك، طالب مندوب فرنسا في الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، إيران بالكف عن زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، مشدداً على ضرورة التزامها بالقوانين الدولية في سوريا. ويواجه نظام إيران اتهامات إقليمية ودولية بالتصعيد من مستوى التهديدات الإرهابية في النطاقين الإقليمي والدولي، بواسطة ميليشيات عسكرية تقاتل لمصلحته بالوكالة داخل بلدان مجاورة.