جمعت جلسة حميمية مليئة بالتشويق الجزائري نذير دندون متسلق قمة ايفريست بالهملايا وعشرات الفنانين والمثقفين والإعلاميين بالمركز الثقافي الجزائري في باريس قدم فيها الرجل كتابا ألفه باللغة الفرنسية حول مغامرته بعنوان «أخرق على سقف العالم» كانت الجلسة حيوية للغاية طرحت فيها عشرات الأسئلة وأجاب الكاتب المغامر وعلق وأطلق العنان لسيل من الحكايات الممتعة التي تضمنها كتابة من بداية الفكرة إلى حين علق علم الجزائر على أعلى قمة في العالم. وأمتع نذير الحاضرين بطريقة الحكي الجميلة المليئة بالتهكم التي انتهجها، وهي في الحقيقة طريقته العادية في الكلام وفي الكتابة أيضا وقال وهو يسترجع الذكريات «صدقوني، حين بدأت تسلق أعلى قمة في العالم لم أكن قبلها قد تسلقت حتى هضبة صغيرة» فانفجر الجميع ضحكا. وأردف «ما أقوله صحيح لقد كان إقدامي على تسلق الهملايا بسيطا كما لو انني ذاهب إلى التسوق... صدقوني لم أقم بأي استعداد رياضي خاص و لم أكن اشعر بأن ما أقوم به أمرا كبيرا وخطيرا.. وأضاف نذير «إن الذين يقبلون على تسلق الجبال يقدمون على تمارين رياضية لشهور وسنوات لتقوية عضلات البطن والذراعين والساقين لان الجسم يكون مجهدا عند التسلق. لكنني فعلت كل شيء دون تلك التمارين. فقد اتخذت القرار وبدأت التنفيذ في مدة قصيرة جدا» وعن بداية المشوار قال لمستمعيه «راودتني الفكرة في كاتمندو» حين زرت نيبال ولما عدت إلى باريس شجعني رئيس إحدى الجمعيات النيبالية وعرض علي التسجيل في بعثة تسلق وكان يشجعني حين يروي علي في كل مرة كيف تمكن من تسلق قمة من قمم تلك الجبال الشامخة. بعد الاقتناع بالإقدام على المغامرة سجلت في بعثة تضم عددا من محترفي تسلق الجبال و بدأت التنفيذ باقتناء عتاد بقيمة 20 ألف يورو كلها كانت تبرعات من المشجعين. لكن لما بلغت نيبال تخلى عني فريق المحترفين وكان مكونا أساسا من الانجلوسكسونين فكان علي أما أن اغامر وحيدا أو أن ارفع الراية البيضاء وأعلن إنني انهزمت قبل بداية المعركة. صممت على إكمال مشروعي و وجدت فريقا آخر ساعدني على ذلك». وقال نذير الذي يحمل الجنسيات الجزائرية بحكم الأصل والفرنسية بحكم المولد والاسترالية بحكم الإقامة سبع سنوات «حين كنت على القمة وغرست علم الجزائر في الأرض شعرت بأنني قدمت شيئا مهما لبلدي وانتابني إحساس بأهمية الانتماء إلى بلد الأجداد... جميل جدا أن تحس بأنك قدمت شيئا جميلا للوطن» وقد ولد نذير دندون في منطقة سان دوني بفرنسا في السابع من أكتوبر عام 1972، ودرس بفرنسا واشتغل في الصحافة والبحث . وكانت أولى اكبر مغامراته السفر إلى استراليا عام 1993 و التجوال بكامل مناطقها على مسافة ثلاثة آلاف كيلومتر بالدراجة الهوائية مدة ثلاثة أشهر. ودفعه إعجابه بهذا البلد القارة إلى العودة في العام الموالي والاستقرار بمدينة سيدني حتى العام 2001 . واختتم إقامته برحلة عبر العالم على متن دراجة بتغطية مالية و اشهارية من الصليب الأحمر الاسترالي بغرض الترويج للجهود العالمية لمكافحة مرض الايدز. وفي مارس 2003 نزل بالعراق ليكون درعا بشريا لحماية مصنع لمعالجة المياه في بغداد بوجه تهديدات قوات التحالف الدولي ودون أحداث تلك المغامرة في كتاب بعنوان «يوميات حرب رجل مسالم». وفي 25 مارس 2008 كان أول جزائري يبلغ قمة ايفريست ويعلق بها علم بلاده.