تعتبرحظيرة جرجرة الطبيعية بسحرها الأخّاذ، عروس الجزائر الساحرة والباهرة، من أشهر مواقع السياحة في شمال إفريقيا، وفي جبال جرجرة جنوبي مدينة تيزي وزو، وجدنا الأهالي وهم يرتدون «البرانيس الأمازيغية»، وراح دليلنا زهير حميسي يتغنى بروعة المكان الذي تتصدره قمة لالا خديجة الأعلى بارتفاع 2328 مترا..
وقمم أخرى عالية مثل كارو ثيمدواين بارتفاع 2307 أمتار، وأذرار نهدزر 2164 مترا، وثيرورذة 1750 مترا، وأكابور 1475 مترا وكوريت 1500 متر. وخلال الشتاء تعانق الثلوج كامل المنطقة وتزينها باللون الأبيض الناصع، قبل أن ترتدي ثوبها الأخضر. ورغم الإمكانات الطبيعية المتوفرة إلا أن النشاط السياحي فيها يتسم بالركود في الفترات الأخيرة.
وقد تأسست حظيرة جرجرة الوطنية سنة 1983، ومساحتها 18500 هكتار، وصنفت عام 1997 من «اليونيسكو» كمنطقة طبيعية ومحمية عالميا، وهي تضم 6 مقاطعات، وتتوفر فيها حيوانات متنوعة منها آكلة اللحوم على غرار الثعلب الأحمر، الذئاب، الرباح وابن عرس، أما عن الثدييات فمنها31 صنفا، ويعتبر الضبع المخطط نادراً ..
وكذلك الوشق. ويوجد في المنطقة قردة من فصيلة الماغو والخنازير البرية والمكاك البربري والقنفذ الشيهم وغيرها من الحيوانات، أما الطيور فهي متعددة الأنواع، وحسب ما أكده عون الحظيرة فالمنطقة تتوفر على 127 نوعا من الطيور على غرار طائر الشهين، طائر الحسون، النسر الملتحي..
إضافة إلى الطيور الموسمية التي تقصد غابات جرجرة. ويميز الحظيرة عن باقي المناطق السياحية والطبيعية في الجزائر، أنها في كبد الجبل الصخري العالي ما منحها طابعا مميزا. وتبقى المنطقة بحاجة لرد الاعتبار وتخصيص مشاريع كبرى لها في قطاع السياحة، لتجعلها وجهة سياحية عالمية.
تحفة جمالية
وأكثر ما يشد الانتباه بالمنطقة المياه المنسابة وسط تحفة جمالية ساحرة لتشكل من الأحجار والصخور التي تقع في مرتفع مشهدا لشلالات صغيرة، وهناك العديد من الينابيع الطبيعية بمياهها المعدنية العذبة والتي تنتشر على طول الطريق، ويقع أحد الينابيع على مرتفع 1180 متر..
ويأتي الزوار بوهم يحملون قارورات المياه بأحجام مختلفة لملئها، والطريق الممتد نحو أعالي جبال جرجرة يتميز بطبيعة خلابة وجمال ساحر يتخلله شريط غابات وسلاسل جبلية. وكلما صعد الزائر إلى أعلى جبال جرجرة، تصبح درجة البرودة أكثر، وعند فج ثيزي نكويلال الذي يقع على ارتفاع 1560 مترا، يضطر الزوار الذين قصدوا المنطقة للسياحة لركن مركباتهم بعيدا ومواصلة الطريق مشيا على الأقدام لساعات طويلة.
والحديث عن جبال جرجرة يجعلنا نقف عند بعض المواقع الجغرافية الخلابة، ومنها جبال اليد اليهودية المعروفة التي تعتبر حلم الزوار، وكل من يقصد المنطقة لمزاياها الطبيعية والتاريخية. وقمة اليد اليهودية التي تقع بقلب مرتفعات أكوكار بوسط جبال جرجرة بارتفاع يزيد على 1750 مترا، تعتبر من أهم المواقع السياحية بالمنطقة، ولم يحالفنا الحظ لزيارتها بسبب غلق الطريق بالثلوج.
واختلف المؤرخون والباحثون في تحديد تاريخ وأسباب التسمية بـ «اليد اليهودية»، وتعددت آراء السكان، فالبعض يقول إنها تعود لكون الجبل يوجد على شكل يد مغلقة ترمز إلى البخل وهي صفة لليهود، ويرى البعض الآخر أن الجبال تتوفر على رؤوس حادة جاءت على شكل أصابع وسميت بـ «اليد اليهودية» .
وأرجع أحد شيوخ المنطقة سبب التسمية لحكاية رجل يهودي استقر بمنطقة «آث يني» خلال حقبة الاستعمار، وكان يعمل بمهنة صناعة الحلي الفضية، وكان يقصد بكثرة مرتفعات الجبل، وتعلق بها إلى درجة أنه يقضي لياليه فيها، ويصنع هذه الجبال بالفضة، وقد توفي اليهودي بمرتفعات أحد الجبال ودفن فيها، وأخذت الجبال منذ ذلك الوقت اسم «اليد اليهودية»، حيث تفنن اليهودي باستخدام أنامله ويده لصناعة الحلي.
لغة الأرقام
تأسست حظيرة جرجرة الوطنية سنة 1983، ومساحتها 18500 هكتار، وصنفت عام 1997 من «اليونيسكو» منطقة طبيعية ومحمية عالميا، وتضم 6 مقاطعات، وتتوفر فيها حيوانات متنوعة منها آكلة اللحوم على غرار الثعلب الأحمر، الذئاب، الرباح وابن عرس، أما عن الثدييات فمنها31 صنفا.