أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنّه لا يزال غير متأكّد ما اذا كان سيتعاون مع الكونغرس في التحقيق الذي بدأه الديمقراطيون سعياً لعزله. وصرّح ترامب لصحافيين في البيت الأبيض:

«لا أعلم، هذا يتوقف على المحامين». وأعرب ترامب عن ثقته بأنه سيهزم المحاكمة الخاصة باتهامه بالتقصير في مجلس الشيوخ، وسيظل في المنصب، مشيراً إلى أنّه سيدعو الديمقراطيين لإجراء تصويت كامل في مجلس النواب لإجازة التحقيق.

وأضاف: «ثم سنأخذه إلى مجلس الشيوخ وسنفوز، إن الجمهوريين متحدون للغاية». ولفت إلى ثقته بالفوز بالانتخابات العام المقبل، وأن انتصاره سيكون كبيراً. وأردف: «أنا لا أهتم بالسياسة، أنا أهتم بالفساد».

ونشر الديمقراطيون في مجلس النواب، رسائل نصّية تظهر أن المبعوث الأمريكي الخاص لكييف قال للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن عليه فتح التحقيق الذي يطالب به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إذا كان يرغب في تلقي دعوة لزيارة واشنطن.

وتظهر الرسائل التي نشرها النواب الديمقراطيون، أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا كورت فولكر، كتب لأندري يرماك، كبير معاوني زيلينسكي، متعهّداً بترتيب زيارة إلى واشنطن للرئيس الأوكراني الجديد مقابل التحقيق.

وكتب فولكر في رسالة بتاريخ 25 يوليو: «وصلني من البيت الأبيض، إذا أقنع الرئيس زيلينسكي، ترامب بأنه سيحقق ليعرف حيثيات ما حصل في 2016، سنحدد تاريخاً لزيارة إلى واشنطن، حظ سعيد».

إلى ذلك، أعلن المجلس القانوني في وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، استعداده للتعاون مع الكونغرس بشأن التحقيق في قضية عزل الرئيس دونالد ترامب. وقال الناطق باسم البنتاغون جوناثان هوفمان في مؤتمر صحافي: أمر المجلس القانوني في الوزارة جميع مكاتب وزارة الدّفاع بتسليمه كل الوثائق والمحفوظات ذات الصلة، من أجل أن تتم أرشفتها ومراجعتها.

وأوضح الناطق أنّ هذا القرار اتُّخذ كإجراء استباقي، وليس بضغط من الديموقراطيين في الكونغرس الذين يجرون تحقيقاً لعزل الرئيس، مضيفاً: «أنا أفهم أنّ هذه ممارسة شائعة نسبياً عندما يكون هناك اهتمام كبير من الكونغرس أو المفتش العام بإحدى القضايا، الوزارة تتخذ إجراءات استباقية لضمان توافر البيانات، بالنسبة لي، إنّه إجراء روتيني، ولكنه استباقي».

وقال هوفمان، إنّ وزير الدفاع مارك إسبر لم يشارك في المكالمة الهاتفية في 25 يوليو بين الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والتي طلبَ خلالها ترامب خدمة من الرئيس الأوكراني عندما أبلغه الأخير بأنه يريد شراء صواريخ جافلين المضادة للدبابات، مضيفاً: «لدى الوزير جدول أعمال مثقل للغاية، هو لا يمضي أيامه في الاستماع إلى مكالمات هاتفية لأشخاص آخرين».

حملة بايدن

إلى ذلك، أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن الطلب الذي تقدم به إلى الصين للتحقيق في مزاعم فساد من جانب جو بايدن، المرشح الديمقراطي الأوفر حظاً أمامه في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر من العام المقبل، ونجله هانتر، ليس له علاقة بالمفاوضات بين الولايات المتحدة والصين لإنهاء الحرب التجارية بين البلدين.

ووفقاً ما نشرته شبكة «سي إن بي سي» الإخبارية الأمريكية، أجاب ترامب أمس في مؤتمر صحفي داخل البيت الأبيض عن أسئلة وجهها إليه صحفيون بشأن تصريحات أدلى بها أول من أمس، وطلب فيها من الصين أن تحقق في مزاعم الفساد ضد هايدن ونجله.

وكان ترامب قد صرح أول من أمس قائلاً: «يتعين على الصين بدء تحقيقات بشأن جو بادين ونجله هانتر». وأدى هذا التصريح إلى تصاعد المخاوف من محاولة ترامب التأثير في مجرى الانتخابات الرئاسية 2020 بالضغط على الحكومات الأجنبية للتحقيق في أنشطة خصومه المحتملين في الانتخابات.

وغردت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، أمس عبر «تويتر»، متسائلة: «ما الذي وعد به ترامب الصين فعلياً مقابل التدخل في انتخاباتنا؟ هل وعدهم باتفاق أسهل بشأن التجارة؟ أم بغض الطرف عن تظاهرات هونغ كونغ؟». وأكد ترامب أنه «لا يكترث بحملة بايدن الانتخابية، وإنما يكترث بالفساد».

وتطرق ترامب إلى موقف بايدن حيال المفاوضات التجارية مع الصين حال فوزه بانتخابات العام المقبل، مؤكداً أنه سيكون موقفاً استسلامياً، وقال: «كيف ترون موقف بايدن إذا تسلم الرئاسة مني إزاء الاتفاق التجاري مع الصين على سبيل المثال؟ إنه سيمنح الصين كل شيء. سيمحنهم كل شيء. كيف توافقون على ذلك؟».

وكان بايدن قد انتقد حرب التعريفات الجمركية التي يشنها ترامب ضد الصين منذ ما يزيد عن عام ونصف.