من المتعارف عليه أن المجتمع السليم في كل دول العالم المتقدمة، يسعى بمكوناته كافة من أجل تنشئة أجيال قوية قادرة على تحمّل المسؤولية، ومواكبة كل سبل التطور، ووضع بلادها دوماً في مصاف الدول المتقدمة التي يشار إليها بالبنان.
هكذا عودتنا دوما قيادتنا الرشيدة، حيث توج نهجها الرائد بريادة الدولة في كافة المجالات. وأرى أن تلك الثقافة كانت دائماً هي المتصدرة لقرارات الدول التي تسعى لتنظيم دورات الألعاب الأولمبية.
تلك الدول تدرك منذ اللحظات الأولى أن الفائدة المثلى ليست محصورة في الميداليات الملونة والفوز والمكسب فقط، لكنها تدرك أن البرامج والخطط يجب أن تسير وفق منهج علمي مدروس بين هيئات ومؤسسات الدولة بأكملها، وليس الكيانات الرياضية فقط، بما يناسب طموحات صناعة بطل أولمبي بالفعل، هناك مفاهيم خاطئة تجاه الثقافة المجتمعية لدى المجتمع حيث يجب أن تبدأ من الأسرة.
أذكر أن المدارس في شرق آسيا تختلف عن «غربها»، فاليابان تعطي الطلبة الصغار دروساً عن فكرة وتأسيس الأولمبياد وأهدافها وطموحات الدولة بطريقة مبسطة سهلة، يتلقاها الطفل قبل أن يشاهد أصلاً المنافسات، هكذا خططت الدول الكبرى قبل التقدم بتنظيم الأولمبياد.
هنا في مدارسنا يجب أن نطرح أهمية دور المجتمع في مفهوم الأولمبياد، يجب أن يكون هناك فكر واستراتيجية فالقرار فالقرار الرياضي المجتمعي نريده قوياً يحقق الهدف والطموحات المنشودة..
في النهاية لا نتمنى أن تكون الضحية رياضتنا، ربما ينقصنا إدراك مواثيق الحركة الأولمبية التي ترتبط أساساً بالوعي ودوره في تكوين النشء من البيت قبل أن تحتضنه الأندية والاتحادات، من أجل الاهتمام بالناحية العملية وممارسة الرياضة، وأعتقد أن لدينا تأخيراً في توجيه الصغار لممارسة اللعبة، إلى جانب انعدام الرابط بين الفكر الأولمبي والمناهج الرياضية، فالثقافة المجتمعية الرياضية ضرورة مهمة إذا كنا نريد رياضة حقيقية، فهي المحرك لإنجازاتنا، فالأموال لا تصنع بطلاً بقدر ما يصنع المجتمع الأبطال.