قد يلتقي كثير من الناس أشخاصاً غريبين عنهم في مكان ما من دون تخطيط سابق، قد يحدث ذلك في أثناء السفر أو العمل، وربما يكون ذلك اللقاء سبباً لبناء صداقة قوية بين شخصين نتجت عنها ذكريات جميلة وأحداث مؤثرة بشكل إيجابي في حياة الشخصين أو أحدهما أو تغيير للأفضل في جوانب معينة بالحياة سواء العملية أو الاقتصادية أو حتى ارتقاء طريقة التفكير، وربما يحدث ذلك اللقاء نتيجة عكسية أي يكون سبباً في تدمير حياة شخص، ما جمع هؤلاء الأشخاص من دون اتفاق أو موعد هو المصادفة.

هل تحدث المصادفة من تلقاء نفسها ومن دون أي مسببات؟

للإجابة عن هذا السؤال سوف أقارن بين شخصين ثم أترك لكم حرية الإجابة: الأول، شخص مقبل على الحياة لديه مساعٍ في جوانب مختلفة، يتحرك في اتجاهات محددة أو عشوائية في شؤون حياته: «يبادر، يعمل، يتجول، يحاور، يفكر»، هو في كل الأحوال غير ساكن ولديه ردة فعل على لأحداث والأمور الحيوية الخاصة به. 

الشخص الثاني، منغلق على نفسه، ليست لديه أي مساعٍ متصلة بشؤون حياته، يعيش منفرداً، لا يتحرك نحو أي اتجاه يلتمس فيه غاية بل هو ساكن في محله ويتجاهل الأحداث فلا يعطيها أي ردة فعل. 

ربما تكون فرصة حدوث المصادفة للشخص الأول هي الأوفر كونه يتعرض لتفصيلات الحياة بشكل أدق ومستمر ويقابل الأسباب التي تأتي إليه بالمصادفات المختلفة. 

مقولة: «ربما تقودك مصادفة لم تبالِ بها إلى واقع لم تحلم به»، ولكي تستطيع المصادفة أن تقود الشخص إلى نتيجة ما يجب أن يكون هناك حركة يقوم بها الشخص سواء في تفكيره أو باستخدام حواسه كأن يسير إلى مكان ما أو التحدث إلى شخص. 

صنع الفرص التي تأتي بعد حدوث المصادفة هي ردة فعل من الشخص، فحينما تأتي بنا المصادفة إلى مكان مريح من دون تخطيط بسبب حركتنا العشوائية نحو مكان ما فإن التمتع بجماليات المكان التي قد تؤثر إيجاباً في صحتنا هي من أفضل الفرص التي قد تمنحنا إياها تلك المصادفة، بعض الفرص يكون تأثيرها الإيجابي مستمراً معنا وقتاً طويلاً أو مدى الحياة مثل إيجاد شريك الحياة.

قد تجمع المصادفة أشخاصاً لديهم تشابه في الميول وانسجام في الروح والمبادئ مع أنهم من بلدين مختلفين ربما لأنهم يسعون نحو الهدف نفسه أو يستخدمون الأساليب التي تحركهم نحو الاتجاه نفسه أو لأنهم ينتمون إلى المجال نفسه، ربما تكون لهذه المقومات يد في إيجاد مصادفات مؤثرة لدى العديد من الناس، ولذلك فإن اغتنام فرص المصادفات هي من تصنع النتائج الإيجابية.