كرست دولة الإمارات العربية المتحدة في تعاملها الأخير مع الحالة الجوية التي سادت البلاد خلال شهر أبريل الماضي الأنموذج الأمثل في التعامل مع الأزمات، فالأمطار التي هطلت على الدولة والتي بلغت 254.8 ملم في أقل من 24 ساعة متجاوزة بذلك معدلات هطول لأشهر لدى دول عدة كبريطانيا لم تكن لتجعل عجلة الحياة في الإمارات تتوقف للحظة. ومنذ الإعلان عن تعمق المنخفض الجوي عملت كافة الفرق وفق خطط منهجية استباقية لتجاوز الآثار التي سيخلفها.
وأسهمت التجربة الإماراتية الرائدة في العمل والدراسة عن بُعد في تطبيق المنظومة بشكل مثالي خلال المنخفض والأيام التي تلته، كما أسهمت جهود فرق الدفاع المدني والشرطة والطرق والبلدية في إمارات الدولة بالتغلب على التداعيات في وقت مثالي.
وعند الحديث عن الجهود الكبيرة، لا بدّ لنا من التطرق لتجربة دبي الرائدة، حيث وضعت «طرق دبي» خطة متكاملة للتعامل مع تأثيرات الحالة الجوية، قبل حدوثها، وتركزت في محورها الرئيس على ضمان سلامة مستخدمي شبكة الطرق ووسائل المواصلات العامة المختلفة، واستدامة تقديم الخدمة، والتعامل السريع مع تجمعات المياه وإعادة الحركة المرورية على الشوارع الرئيسة، وكذلك خدمة مترو دبي وحافلات المواصلات العامة لوضعها الاعتيادي في أسرع وقت ممكن، وبالفعل سجلت نجاحاً باهراً.
وتعاملت فرق الطوارئ الميدانية في بلدية دبي بكفاءة عالية مع تبعات الحالة الجوية الاستثنائية التي مرت بها إمارة دبي وفق خطط مكثفة غطت كافة المناطق. كما تلقت هيئة كهرباء ومياه دبي أكثر من 50 ألف مكالمة خلال الحالة الجوية الاستثنائية.
ولأن دولة الإمارات العربية المتحدة دولة العطاء، وجدنا مئات المتطوعين من كبار المواطنين والشباب والأطفال الذين هبوا لمساعدة الفرق المختصة، وليسجل المواطنون والمقيمون في الدولة رسالة شكر وعرفان لدولة لم تبخل يوماً على أهلها بالخير.