يرقى الإنسان حينما يحافظ على أخلاقه ومبادئه وقيمه، ومن الجميل أن يحرص على علو الهمة، والجهد الدؤوب، في اكتساب العلوم القيمة والمعارف الهادفة، ساعياً من خلال ما تم اكتسابه من وعي وعلم وحكمة إلى نفع أسرته ومجتمعه ووظيفته، فيكون بذلك عنصراً بناء فاعلاً ومؤثراً بإيجابية في وطنه.
في الميادين المهنية الراقية يظهر الأمن الفكري المؤسسي كمرتكز أساسي للرقي المهني والنجاح الوظيفي، إذ إنه ليس مجرد توجهات أخلاقية، بل فن يتجلى في التفاصيل اليومية للحياة المهنية ببث الرسائل التي ترسخ الثقافة الوطنية، حيث يتقاطع التميز مع الاحتراف بأسلوب يتسم باللياقة والرشاقة والتألق والأناقة.
تبدأ هذه الرحلة بالنزاهة والشفافية، تلك القيم الأساسية التي تشكل قاعدة كل فرد ملتزم بتطوير مساره الوظيفي، يجسد من خلاله الإبداع في أدق تفاصيل أدائه لعمله ومهامه، حيث يصبح الموظف فناناً يرسم لوحة إيجابية بأنامله الأخلاقية.
كما أن الحفاظ على أسرار العمل أمانة عظيمة، يترجمها الموظف في واقعة المهني، حيث يكون الموظف حارساً للبيانات والمعلومات، متحدياً للمغريات التي تهدد بكشف الستار عن الأمور والبيانات الخاصة، وأن يكون على قدر عالٍ من الوعي، وأن يحرص على ثقافة الحس الأمني والأخلاقي المتعلق بحفظ البيانات.
وما أجمل الموظف الذي يتحلى بالمرونة والدبلوماسية الوظيفية، والأناقة اللفظية، والذي يحمل ثقل الثقة بكل اعتزاز، ويحرص على بناء بيئة إيجابية، والالتزام بالأخلاقيات والتعامل بروح الفريق، حيث يكون الموظف محفزاً للإبداع والتفاعل الإيجابي.
إن تجسيد الأمن الفكري المؤسسي في بيئة العمل ليس فقط واجباً مهنياً بل هو فن يحتاج في طياته للقيم والمبادئ المؤسسية، لتنطلق الخطوات الإيجابية، وتنير طريق التقدم والازدهار في عالم العمل المهني. في لحظات تتسم بالفخر والتفاني يتجلى حب المواطن الإماراتي لوطنه وقيادته الحكيمة بأسلوب ينبع من أعماق القلب، يتلألأ هذا الحب في كل جانب من جوانب أداء وظيفته.
في هذا السياق يكون الموظف الإيجابي كفنان ينسج بين خيوط الوفاء والاحترافية أداء أعماله بكل مهنية، ويشعر بالفخر بتحقيق رؤية القيادة الحكيمة، ويكون الإبداع وبذل الجهود والعمل الدؤوب وسيلة للتعبير عن تضامنه مع رؤيتها. وبتناغم طبيعي يتشكل العمل كفضاء للمشاركة والتبادل، حيث ينطلق الموظف بروح الفريق والإلهام، كما أن القيم الثقافية التي تتشكل في وجدانه تصبح منهجاً للتعايش والتسامح في جميع تعاملاته، حتى يعمل الجميع بروح «البيت متوحد» نحو تحقيق الطموحات الوطنية.
كما أن الأمن الفكري المؤسسي في بيئة العمل يعني التفاعل البنّاء، والمساهمة الفعّالة في إثراء الأجواء المهنية بالحيوية والروح الإيجابية، وإنها ليست مجرد مشاركة، بل جهد وقاد يعزز التواصل الإيجابي، ويحدث تأثيراً ملموساً على الفريق وبيئة العمل.
يعتبر الأمن الفكري المؤسسي أساساً لتحقيق بيئة عمل فاعلة ومثمرة، إذ يسهم في تحفيز الفريق، وتعزز التعاون والابتكار، كما يلعب دوراً مهماً في تعزيز الرضا والإنتاجية، وتحسين السمعة المؤسسة.
إن تحقيق الأمن الفكري المؤسسي في بيئة العمل يتطلب الحرص على قيم الصدق والنزاهة والشفافية، والتفاني والالتزام بتطوير الذات، وأن يجعل كل موظف المصلحة الوطنية العليا نصب عينيه في أداء جميع أعماله ومهام وظيفته، ويقدمها على مصالحه الشخصية، وأن يعمل بجد وإتقان، وبذل المزيد من العطاء لبناء مجتمع مهني مستدام، ينمو ويزدهر بشكل مستمر.