كثيراً ما شاهدنا عبر التاريخ أناساً تمتلئ قلوبهم بالأمراض النفسية، تلك الحالة التي جعلت منهم أساطير في الانحراف عن الواقع البشري، الذي أصاب عقولهم الصغيرة وأوهمهم بأنهم من خلّص البشر.
تلك الحالة غير المستقرة «العنصرية» نجدها اليوم في أتباع العثمانيين، الذين يضعون أنفسهم مقام الأخيار من البشر لا مثيل لهم، ولهم الأحقية في الحياة، ويصنفون الناس تصنيفات غريبة.
ما أقوله هنا إن الحقبة العثمانية قد ولت، وانتهت بما حملته من سلبيات وتاريخ أسود، ونرى اليوم أردوغان، الذي يدعي خلافته للعثمانيين، وهو أدنى من أن يفكر في ذلك، بل لم يكن يوماً ما من أصل تركي أو عثماني إلا أننا نراه ينتهج طريقاً أسوأ في العنصرية ليس للعرب، بل لأبناء جلدته من الأتراك، فيرى نفسه ملكاً له الحق على التصرف بأرواح من يشاء ورزقه ومسيرة حياته، بل للأسف نرى من العرب الخونة من يمجدون هذا الطغيان والانتكاسة في الأخلاق، والتوجه على غير الفطرة، وهذا سبب أساسي لتخلف بعض العرب، الذين يمجدونه ويمجدون أسلافه من العثمانيين، الذين هم الآن وهو في مزبلة التاريخ، وما نراه من تناقض أن ما يدعونه لا يتصفون به، ولا يملكون، ولا يحق لكم العنصرية والتمييز كونهم أناساً «شحاتين» قاموا بسرقة الأمجاد والتغني بمكتسبات الغير.
نرى هتلر بكل عنصريته ونازيته إلا أننا نجده في المقابل يمجد شعبه، ويصفهم بالجنس الآري، الذي يعتبره نوعاً مميزاً من الإنسانية، وأنقى مخزون من البشرية يدافع عنه ويعطيه من الأهمية والأولوية ما يشاء، على خلاف المرتزقة اليوم والذين يصفون أنفسهم بالنقاء والارتقاء.
أكبر دليل على ذلك عندما سلطت الكاميرات الضوء على زيارة أردوغان لقطر، وخرقه للبروتوكول إشارة منه بأنه «السيد» الذي يجول بين عبيده، فيأمر وينهى وينظر بنظرة المتكبر المتجبر ومن حوله عرب خائبون، سجلهم التاريخ أذلاء بخيانتهم لقوم من «الشحاتين».