إذا ما تحدثنا عن دولة ما ننظر في مقوماتها ونبحث عن قوتها ومواقع الضعف أو الفشل فيها فنرى عبرها نافذةً مطلة على وقائع يعيشها الفرد الواحد بتفاصيلها الدقيقة، والتي هي نتاج ممارسات يحرك دفتها قيادتها بكل أركانها، فإن صلحت تقدمت تلك الدولة وإن فسدت فسد كيانها وانتشر الخراب والممارسات السلبية فيها.

والسبب من تلك المقدمة أنني لاحظت إشارات عبرها تؤكد تلك القاعدة وتدل عليها دلالة واضحة عبر ما نشاهده في بعض الدول سواء العربية منها والأجنبية، والممارسات التي وضعتها في مقياس بعيد عن النجاحات بل في مقياس دقيق يشير إلى الفشل الذريع في منظومتها العالمية والإنسانية. قد يتساءل البعض عن ماذا أتحدث ؟.. أتحدث عن مقياس يسلط الضوء على مفهوم الدولة الفاشلة «Failed state»، ذلك المقياس يعتمد على مؤشرات منها: سياسيّة واقتصاديّة واجتماعية وعسكرية.

فإذا ما صنفنا دولة عبر مؤشراتها المختلفة نميزها إن كانت من مصاف الدول الفاشلة أو الناجحة، وعبر ذلك التصنيف نستطيع إصلاح الخلل في نقاط الفشل والمضي قدماً في دولة ناجحة لها كيانها ومستقبلها الزاهر بدلاً من البقاء خلف الأسوار وحصول النكبات يوماً تلو الآخر سواء في المجال السياسي بعلاقات سيئة مع الدول الأخرى، والاقتصادي بسوء حالة الدولة وشعبها وانتشار الفقر، واجتماعي بتفكك الأسر وانتشار الممارسات الخاطئة لدى أفراد المجتمع، والأخير عسكرياً فلا يكون هناك توازن ولا قوة لهذه الدولة آنذاك ونرى تخبطاتها واحدة تلو الأخرى.

والجدير بالذكر، أن تلك التصنيفات تلوح بالأفق عبر تحذيرات مستقبلية للأسوأ، فإذا ما صنفت الدول إلى قوميات ووصفت بدول فاشلة وغيرها ستكون في النظام العالمي الجديد على شفا حفرة باختراقها وتفتيتها، والبقاء للأقوى، وخلاصة القول: هل سنبني وطننا العربي وفق مؤشرات عالية ونجاحات أم نبقي بعضها في فشل ذريع؟