في المواقف الصعبة تظهر معادن البشر، وتنكشف الأقنعة المزيفة، لتفتح أمامنا طريقاً واضحاً، لتقييم من حولنا عبر مواقفهم المبنية على مصالح شخصية.

اعتدنا في دولة الإمارات أن نقدم كل ما نستطيع لنصرة الشقيق والصديق، ونسعى لمصلحة الغير والبحث عن سعادته، وتحقيق السلام عبر مبادرات خلاقة، تعود بالنفع على الإنسانية، وليس دولة الإمارات فحسب، الأمر الأهم ما شاهدناه اليوم من أسلوب للصراخ والنواح من البعض لموقف دولة الإمارات، ومعاهدة السلام مع إسرائيل جعل منهم أداة للشتم والإساءة لا معنى لها، وكأنهم يتجاهلون أن الإمارات دولة ذات سيادة، وسياستها استثنائية، وضربوا بعرض الحائط مبادرة الإمارات في وقف ضم الأراضي الفلسطينية، والمحافظة على حل الدولتين.

سياستنا ثابتة منذ القدم، ولن نسمح لأي شخص بالتدخل فيها، والتأثير على مسارها في خدمة السلام والأمن في المنطقة، فسياستنا واضحة، ولا يغيرها حاقد أو طامع، ولن نرضخ «للإخوانجية»، الذين يمكن وصفهم بما يعرف بـ«تنابلة السلطان» وسلطانهم الأحمق، الذي يحلم بأمجاد أجداده العثمانيين، والجارة الصغيرة جداً صاحبة الأخلاق السيئة، هؤلاء جميعاً يبكون بكاء الثكلى في تلك المبادرة، التي أظهرت للعالم سوء مخططاتهم وأجنداتهم وخيانتهم للقضية الفلسطينية.

أما عن الأقنعة فأقولها بكل صدق: لقد انكشفت وباتت الحقيقة واضحة أمام أعين شعب الإمارات الوفي لقادته وقراراتهم الناجحة المبنية على مصلحة الإمارات وشعبها، ومصلحة السلام العربي في المنطقة بأكملها، عبر مصالحة فيها من الاشتراطات والمواقف الثابتة لإحلال السلام، وإبراز سياسة صادقة، تضع مفهوم السلام في أول معاييره، والمحافظة على القضية الفلسطينية، وفتح المجال أمام شعبنا الفلسطيني، لإكمال مسيرة المفاوضات، وإتمام حل الدولتين.

نعم، ينطبق على من انكشفت أقنعتهم، اليوم، المثل الإماراتي «اللي ما يدانيك يخرِّب معانيك»، والذي يعني «من لا يحبك تجده يسعى لتشويه صورتك أمام الناس»، وهنا كانت المفارقة بين من يحب الإمارات ومواقفه الثابتة، ومن يخفي شيئاً في نفسه لمصلحة أو قد باع ذمته، وثمنها الإساءة للإمارات ومواقفها التاريخية.