يعود معرض الشارقة للكتاب بدورته الحادية والأربعين، لينعش ذكرى المعرض الأول، وما تلاه من دورات، حملت كل واحدة منها وقفات أثيرة مع الكتاب، ودور النشر العربية والأجنبية، وبرامج الطبخ، وحفلات توقيع الإصدارات الجديدة، وكل ما يتصل بالمعرفة، ويجذب الكبار والصغار.
يعود هذا العام بحضوره القوي عالمياً، مستنداً إلى إرثه الكبير في نشر المعرفة، ومقدماً من ينوف على 1.5 مليون كتاب بمختلف لغات العالم، وحول كل المعارف والعلوم والفنون، ومتوجهاً إلى أجيال المستقبل، عبر منبر أدب الطفل، من خلال تنظيم أكثر من 600 فعالية وعرض ترفيهي وتعليمي، يشارك في إعدادها 45 متخصصاً من 14 دولة.
لا شك في أن متعة القراءة لا تدانيها متعة لا سيما لمن عشقها، منذ نعومة أظفاره، وعاش بين ثنايا الكتب، ناهلاً من معينها زاداً، يبقى طول العمر، ومستنبطاً من تجارب الشعوب خبرات، تضيف إلى العمر المحدود أعماراً أخرى، وكم سرقني الوقت وأنا أقلب صفحات الكتب مستمتعة بحديثها، ومجالستها كما قال المتنبي «وخير جليس في الزمان كتاب».
حقيقة لم يتسنَّ لي الذهاب للمعرض هذا العام، وذلك بسبب مرضي، ولا أزال حين أسمع بانطلاق المعرض، ويقعدني المرض عن رؤية الكتب المعروضة تنهمر دموعي، لارتباطي بهذه منذ عامه الأول، عندما كان خيمة صغيرة في إكسبو الشارقة، وها هي الأيام تعود وقد أصبح المعرض الأول في العالم، وفي خاطري- إن شاء الله- في العام المقبل أن أزوره مع إصداري الجديد.