نيتك السليمة ورحيقها الخير، قد تكون ذنباً اقترفته على نفسك في زمن الحروب النفسية والقلوب الحاقدة، الزم نفسك بدراسة زمن غريب، وارفع سقف توقعاتك عن كل شخص لا تعرف عنه سوى مظهره ومشيته المتجبرة، التي تجبرك على الخوف من الاقتراب منه، وكأنه قنبلة موقوتة، قد تنفجر في وجهك في أي وقت، لذلك حافظ على المسافة، وبين هذا وذاك، حافظ على كرامتك، فهي أعز ما تملك.
ولا تكن كالذي جار عليه الزمن بأن يعيش في بيئة سلبية، وكأنها غابة فيها المفترس وفيها الأليف، وكلهم لا تفهمهم إلا بالمواقف التي تكشف معادنهم، لتثبت لك من يستحق البقاء، فالمواقف تعيد تحديث وبرمجة حياتك من جديد، والزمن مستمر في تغيراته، ونحن من نتأقلم مع كل المحطات والموجات، فعندما نذكر زمن أجدادنا بمسمى «الزمن الجميل»، كان الناس يتقاربون في كل المستويات.
واجهوا تحديات كثيرة، صقلتهم بالحكمة، فهذي هي مدرستهم التي تخرجوا فيها، ليكونوا منبع القيم التي ترسخت لتكون الأساس القوي الذي يبنى عليه كل جديد، وهنا في زمن العلم والإنترنت والذكاء الاصطناعي، أصبحنا نتعدى المعقول في كل شيء، لنكون شرسين، لا نألف بعضاً إلا لمصالح مشتركة، إلا من أسس لنفسه أرضية جديدة بعقله ليكون ولا يزال إنساناً ينشر الخير، ويعمر الكون.
ويترك خلفه كل جميل، لأنه ذكي يسعى لسعادة الدارين، وليس لسعادة لحظة تمحوها أيام عجاف، ليس بها ما يروي القلوب، كن أنت اليوم لنفسك كل شيء، لا تتأثر ولا تقلد، فقد أكرمك ربك بالعقل لتهذب نفسك، وتقدر ذاتك بالتمسك بمسك الأخلاق والإيجابية، وشيء من النفحات الروحانية التي تخلق لك السكينة، وابتعد عن أماكن تعج بالضوضاء والضجيج، حتى لا تصيبك صدمة أو شيء يخنقك، يضيق عليك لحظات حياتك، كن وكأنك منهجاً جديداً في الحياة، وجسراً يعلو عن القاع الذي يعيش فيه كل من يشعر بنقص ليتكبر، أو يعيش كالوحش يهابه الخلق، لأنه يخالف المألوف، كن أنت المترفع لتعبر بسلام.