في زمن يعج بالضجيج هو نوع من الرفاهية والاستجمام، وبما أننا نعيش في العالم الصخب الرقمي والافتراضي، فلا بد أن يكون لدينا بين فترة وأخرى مسار نحو الهدوء، في صمت يعيد لك شيئاً قد تمزق أو يبرد مشاعر التهبت من عواصف الحياة، لنستعيد طاقتنا أو نشحن طاقة قد نفدت من خلال شاحن الصمت، مارس تلك اللحظات في عالم الطبيعة بالتأمل، وبين خلجات نفسك تكتسب سلاماً داخلياً، فالصمت يمكن أن يزاول في شتى أحوالك حتى وأنت تسوق سيارتك، فكيف لنا أن نخط كل جديد بلا صمت.

نحن بشر، وقد نفقد عقولنا في عالم يعج بالضوضاء سواء في العالم الرقمي والإلكتروني أو البشري أو الافتراضي، اختلس لنفسك من حياتك برهة.

وقد تكون أياماً لتعيش مع نفسك تتصفحها، تتفقد صلاحيتها وصيانتها، وتجديد كل مترهل، وتبديل كل سلوك لا يجدي للقادم، لتضع خطواتك من جديد على أول خطوة لخطة التغيير، لتساير كل جديد يناسبك، ويناسب شخصيتك التي تحتاج إلى عناية بين فترة وأخرى، كعلاقاتك الاجتماعية وأسلوب حياتك وصحتك ومستقبلك ومحيطك وحتى ملاذك وبيتك وأسرتك، فأنت تحتاج إلى مهارة الصمت لتتخذ قراراتك بجدية وعقلانية، وتكتشف ما بك من قدرات ومهارات في مكنون نفسك.

وأنت تتأمل النجوم في السماء ليلاً تصمت لتكتسي باتساع النظرة للحياة، لتنعم إلى السلام الداخلي بأن الحياة بها المزيد من الخيال والفرص التي يمكن أن ترتقي بنفسك، أنت في دوامة وعجلة الحياة كائن قد يصيبه الكثير من التحديات والمطبات والمشاكل، وقد تصقلك، ولكن بصمتك قد تصل إلى الحكمة من كل شيء في الحياة، لتبني قراراتك على أساس قوي حتى لا تنهار حياتك، كالمكعبات عندما تبنيها لطفلك، وتعلمه كيف يبدأ بالأساس القوي حتى يكون البناء قوياً لا تهزه ريح، ولا الانجراف وراء كل تقليد، فابنِ حياتك بالحكمة، التي تأتي من رفاهية الصمت، «ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً». ‫